'بالتوعية ينتهي العنف القائم على النوع الاجتماعي'

تزامناً مع حملة 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، انطلقت فعاليات المؤتمر العلمي الثاني "علم النفس الإيجابي رؤى وتطلعات" تحت شعار "نحو حياة إيجابية أفضل"

ابتسام اغفير
بنغازي ـ ، لتسليط الضوء على أهمية دور الدعم والإرشاد النفسي في إيجاد حلول لقضايا المجتمع.
نظمت وزارة التربية والتعليم إدارة الدَّعم والإرشاد في ليبيا، مؤتمراً علمياً يعد الثاني من نوعه على مدى يومي 24 ـ 25 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، للتعريف بمجالات علم النفس الإيجابي وأهمية تطبيقها على الصحة والأسرة والمرأة والطفل والمدرسة والعمل.
وناقش المؤتمر عدد من الورقات العلمية حول علم النفس الإيجابي ومفهومه ونظرياته وأدواته في القياس والتشخيص، لتسليط الضوء على أهمية علم النفس الإيجابي في الوقاية من الأمراض والاضطرابات النفسية وكيفية علاجها، والتعريف بمجالات تطبيقه للمساهمة في إيجاد حلول لقضايا المجتمع.
وحول فاعليات المؤتمر وتوظيفه في الحد من العنف القائم على النوع الاجتماعي، قالت عضو اللجنة العلمية بالمنظمة الليبية للإرشاد والعلاج النفسي وعضو اللجنة العلمية في المؤتمر العلمي غادة المغربي لوكالتنا أن "هذا المؤتمر يدعو إلى الإيجابية والتفاؤل خاصةً فيما تمر به ليبيا من أزمات وما مرت به من حروب، كما يسعى لنشر الثقافة والتوعية بعلم النفس الإيجابي".
وأوضحت "يأتي هذا المؤتمر تزامناً مع حملة 16 يوماً العالمية لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي"، منوهةً إلى أن "لعلم النفس الإيجابي دور هام في التقليل من نسب العنف في المجتمع لذا نسعى لنشر هذه الثقافة والتوعية، فبالتوعية ينتهي العنف القائم على النوع الاجتماعي".
 
تفشي العنف ضد المرأة 
وعن أكثر أنواع العنف ضد النساء انتشاراً في ليبيا تقول "انتشرت ظاهرة العنف ضد النساء بشكل كبير في السنوات الأخيرة، فهناك الرجل الذي يقتل إما والدته أو أخته أو ابنته، وكذلك الزوج الذي يقتل زوجته، ولكل ذلك أسباب اجتماعية ونفسية تحتاج إلى دراسات وأبحاث، لذا جاءت مثل هذه المؤتمرات والندوات لطرح دراسات علمية مقننة تعطي نتائج لمثل هذه الظواهر أهمها ظاهرة العنف".
وحول كيفية الحد من العنف تؤكد على ضرورة "تكثيف المؤسسات التعليمية والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني جهودها للحد من العنف بكافة أشكاله لأنها بالفعل أصبحت ظاهرة منتشرة بشكل كبير نتيجة الثورات والحروب التي عاشها المجتمع الليبي، فقد تمت ملاحظة سلوكيات العنف عند الأطفال بكثرة نتيجة لمعايشتهم للحرب كذلك الألعاب الإلكترونية التي تمثل الحرب والعنف".
 
العنف يمارس على الأطفال والرجال والنساء بشكل عام
من جانبها تقول أستاذة الإرشاد والعلاج النفسي جازية المستيري الحاصلة على ماجستير في إدارة الحالات المعنفة، أن العنف هو أي أذى يتعرض له الشخص، مشيرةً إلى أن العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي يمارس على كافة فئات المجتمع من أكثر الأنواع انتشاراً في السنوات الأخيرة.
وأوضحت أن للعنف القائم على النوع الاجتماعي أنواع عدة منها العنف النفسي والجسدي والجنسي، وتضيف "هناك أيضاً عنف خاص (أ) ونقصد به التحرش، وعنف خاص (ب) نقصد به الاعتداء الكلي سواء أكان على الطفل أو المرأة أو الرجل".
وحذرت من أن العنف ضد الأطفال من أكثر أنواع العنف شيوعاً وتفشياً في المجتمع الليبي "لقد لاحظنا أن هناك حالات تعذيب كثيرة للأطفال التي قد تودي لفقدانهم حياتهم، كما أن الأشخاص ذوي الإعاقة يتعرضون للعنف من خلال حرمانهم من حقهم في التعليم والعيش كأي إنسان آخر يتمتع بحقوقه".
 
"نسعى إلى غرس التربية الإيجابية"
وللحد من العنف تقول جازية المستيري "بدأنا بحملات توعوية تزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة 25 تشرين الثاني/نوفمبر، وستستمر على مدى 16 يوماً، سعياً منا لتنمية المناعة النفسية لدى النساء المعنفات، وكيفية التعامل مع الأطفال المعنفين، وغرس التربية الإيجابية لدى الأطفال للتخلص من العنف".
وأضافت "نعقد العديد من الندوات والملتقيات للوصول إلى الأطفال الذين يتعرضون للعنف أو يمارسونه خاصةً في المناطق الشعبية، ففي كل ملتقى هناك أشخاص متخصصين في مجال التوعية والإرشاد، إضافةً إلى أن المدارس يوجد فيها اختصاصيين اجتماعيين ومرشدين نفسيين، كما أن المستشفيات بدأت بإنشاء مراكز إدارة الحالة لاستقبال الأطفال المعنفين ومعالجتهم نفسياً من قبل الاخصائيين".
 
"العنف ضد ذوي الاحتياجات الخاصة من أشد أنواع العنف"
أما عن أهمية التوعية بالعنف الممارس ضد ذوي الاحتياجات الخاصة تقول معلمة تربية خاصة عبير أبو حجر "من المهام التي يضطلع بها معلم التربية الخاصة في المدارس هو الاهتمام والإشراف على تلميذ أو اثنين من ناحية تربوية وتعليمية، ولكن أريد أن أنوه إلى أن العنف الممارس ضد ذوي الاحتياجات الخاصة أو ذوي الإعاقة من أشد أنواع العنف لأنهم لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم أو الإفصاح عن تعرض للعنف، لذلك يجب مراعاتهم ودمجهم في المجتمع لأنهم جزء منه".