باحثة فلسطينية: للمرأة الكردية تاريخ عريق لا يمكن فصله عن المجتمعات

أكدت الباحثة دنيا الأمل إسماعيل أن للمرأة الكردية تاريخ عريق، وتشكل جزء من السياقات العامة في مجتمعها، وقد سطع نجمها مع مقاومتها للتنظيمات المتشددة ودخولها المعترك السياسي والعسكري.

رفيف اسليم

غزة ـ تواجه النساء ولا سيما الكرديات مجموعة من المعوقات تحول دون تمكينهن في مجتمعهن بالشكل الأمثل، بعض تلك المعوقات قد تكون خارجية ناتجة عن عادات المجتمع والنظرة الذكورية والأخرى ذاتية خلقتها المرأة بنفسها، إلا أنها بالرغم من ذلك ما زالت تمتلك القدرة الكافية للمطالبة بحقوقها.

تقول الكاتبة والباحثة دنيا الأمل إسماعيل أن التأصيل المعرفي يعد من أبرز المشكلات التي تواجهها المرأة العربية، خاصة أن بعض القضايا آنية، لكنها مرتبطة بجذور تاريخية ترجع لأصول معرفية وسلوكية وثقافية كقضيتي العنف والفقر على سبيل المثال، لافتةً إلى ذلك التأصيل ليس معناه البحث المعمق في جذور القضية.

وأوضحت أن العقبات المعرفية تعتبر من أخطر التحديات التي تشكل قاسم مشترك في المجتمعات الغنية والفقيرة على حد سواء، إضافة لغياب الإرادة السياسية، وعدم اتخاذ الأنظمة العربية احتياجات المرأة بعين الاعتبار على الرغم من حقها الأساسي كمواطنة في إدارة شؤون البلاد.

وبحسب دنيا الأمل إسماعيل فنظرة المجتمع للمرأة تضعها في الأنماط التنسيقية المعتادة، مشيرةً إلى أن هناك تحديات ذاتية لها علاقة بالمرأة ذاتها التي لا تنظر لنفسها كمواطن كامل الأهلية، بالتالي تنجذب للنظرة الاجتماعية السائدة فلا تقاومها بل تتأقلم معها لاعتقادها بأنه يجعلها بمأمن عن المشكلات التي قد تحدث.

وتعتبر المرأة الكردية من وجهة نظر دنيا الأمل إسماعيل ذات وضع مشابه للنساء في الشرق الأوسط بالعموم، فتعانين من المشكلات ذاتها المتمثلة في انعدام العدالة والمساواة وزيادة حدة العنف والاضطهاد بالتالي لديها قاسم مشترك مع أخواتهن، بالرغم من بعض الاختلافات في تجربتها الخاصة التي عانت خلالها من عدة حروب ونزاعات.

وأضافت "عند الحديث عن المرأة الكردية يجب الإشارة إلى أن هؤلاء النساء موزعات على أربعة دول ما بين سوريا والعراق وإيران وتركيا، وربما في بعض البلدان الأخرى بنسب أقل، كما أن وجودهن في مواجهة مباشرة مع التنظيمات المتشددة جعلهن في صراع وجودي وحياتي وثقافي واجتماعي وسياسي متعدد المستويات ومتشابك أيضاً".

وعلى الرغم من أن المرأة الكردية سطع نجمها مع مقاومتها للتنظيمات المتشددة ودخولها المعترك السياسي والعسكري على وجه الخصوص، إلا أنها ذات تاريخ عريق وتشكل جزء من السياقات العامة في مجتمعها بمعنى أنه لا يمكن فصل أوضاع المرأة الكردية عن المجتمعات التي تنتمي إليها وفي كثير من الأحيان كانت تلك السياقات داعمة وقوية قد ظهر منهن رموز للحركة النسوية الكردية.

وأضافت "إن العنف بدأ سياسياً ثم انتقل إلى المجتمع فتحول إلى ثقافة، بالتالي تحولت المرأة من موقع المقاومة للضحية باعتبار أنه يمارس ضدها العنف، مما أوجد حاجة لتدخلات من قبل الجهات الرسمية والغير رسمية ومؤسسات المجتمع المدني وأيضاً جهود نسوية مكثفة لنبذ العنف وإعادة البوصلة لمكانها الصحيح لتحسين ظروفهن المعيشية".

وقالت في ختام حديثها أن النضال النسوي في كافة دول العالم يطمح دوماً للاستقرار المجتمعي وذلك هدف بعيد المدى قد لا يتحقق في لحظة وضحاها، بل من الممكن رؤيته بعد تعاقب أجيال عدة، تمهيداً لأن تصبح المرأة أكثر تمتعاً بالعدالة والمساواة دون تمييز في الحقوق والواجبات بينها وبين الرجل.