أول امرأة تترأس مجلس إدارة المركز الإعلامي بأول وأقدم جامعة في ليبيا
استطاعت النساء دحض نظرة المجتمع السلبية تجاه دورهن وادعائه أنهن غير كفء لتقلد المناصب الرفيعة في المؤسسات العامة والخاصة، والشك في مهاراتهن وقدراتهن في بناء مستقبل أفضل.
هندية العشيبي
بنغازي ـ أسماء البرعصي أول امرأة تترأس مجلس المركز الإعلامي بجامعة بنغازي الليبية، واجهت الذهنية الذكورية التي لطالما تسعى للدحض من عزيمة المرأة وإرادتها.
أثبتت المرأة في ليبيا قدرتها وجاهزيتها لتقلد المناصب وأداء المهام الموكلة إليها بكل تفاني ودقة، للنهوض بواقع بلادها، وأبرز الأمثلة على ذلك أسماء البرعصي التي تقلدت عام 2023 منصب رئيس مجلس إدارة المركز الإعلامي لجامعة بنغازي الذي يضم إذاعة الجامعة المسموعة وصحيفة الجامعة الورقية والإلكترونية، بالإضافة لموقع جامعة بنغازي الإلكتروني، وقسم التدريب وقسم الدعاية والإعلان، وبذلك تكون أول امرأة ليبية تتقلد هذا المنصب منذ تأسيس أول وأقدم جامعة عام 1955 عقب إعلان استقلال ليبيا، وتعتبر أفضل الجامعات في ليبيا وفق تصنيف QS الدولي.
وقالت أسماء البرعصي "أن المرأة في ليبيا قادرة على النجاح وتحقيق أهدافها مهما تكاثرت عليها الظروف الصعبة، والنساء في ليبيا كن ولا تزلن قادرات على التحدي وإثبات وجودهن بكل سهولة من خلال قدراتهن وعملهن وسعيهن للتميز والإبداع".
وعن بداياتها العلمية قالت إنها تخرجت من الجامعة سنة 2005/2006 بعد حصولها على الترتيب الأول مع مرتبة الشرف لتفوقها في دراستها، أكملت الدراسات العليا بمنحة جامعية وحصلت على عمل كعضو هيئة تدريس منذ اتمامها لدراساتها العليا، وعملت في العديد من الصحف الليبية المكتوبة والإلكترونية كقورينا والعنوان وعدد من القنوات المرئية والمسموعة.
وأكدت أنها خلال مسيرتها تعرضت كغيرها من النساء اللواتي تقلدن المناصب العامة والخاصة للعديد من التحديات والعراقيل الاجتماعية والأسرية، أبرزها عدم تقبل زملاءها في الجامعة وفروعها لتقلد امرأة هذا المنصب، ما أثر على عملها الذي يتطلب الكثير من المرونة والتواصل، مضيفةً "عملت في مؤسسات إعلامية عريقة مكتوبة ومسموعة ومرئية منذ سنوات، ولكن منذ تقلدي رئاسة المجلس الإداري للمركز الإعلامي بالجامعة لاحظتُ عدم تقبل بعض الزملاء شغلي منصب رئاسة المجلس، فكانوا رافضين لفكرة إدارة امرأة هذا المنصب وأن تكون صاحبة القرار الأول في هذا المكان، على الرغم من أنني أفكر من منطلق العمل الجماعي وروح الفريق لنجاح العمل وليس السلم الوظيفي السلطوي".
وأكدت أنه بالرغم من ذلك مارست عملها بكل احترافية رغم ظروفها الاجتماعية والعائلية "كان تقلدي هذا المنصب يمثل حملاً كبيراً عليّ، خاصة أن لدي التزامات اجتماعية وعملية كثيرة كوني امرأة ومتزوجة وأم لأطفال في مراحل التعليم الابتدائي، بالإضافة لعملي كعضو هيئة تدريس بالجامعة ومحاضرة فيها وإشرافي على العديد من مشروعات التخرج في قسم الصحافة، كل ذلك يمثل ضغط كبير في أوقات كثيرة يصعب تحمله أو الاستمرار به".
وعن دعم أسرتها وعائلتها لها عقب تقلدها لمنصب رئيس مجلس الإدارة تقول أسماء البرعصي "لولا دعم أسرتي وزوجي لي في هذه المرحلة لما استطعت الاستمرار في هذا الطريق، والنجاح في هذا المنصب".
وحول دور النساء في تنمية وتطوير المجتمع رغم رفض البعض لوجود المرأة في المناصب العامة والخاصة بالبلاد، ترى "أن المرأة منذ تأسيس الدولة الليبية وهي تمتلك الإصرار والعزيمة للحصول على حقوقها التي يكفلها لها القانون والدستور".
وفي ختام حديثها دعت أسماء البرعصي النساء في ليبيا إلى ضرورة بناء ذاتهن بشكل جيد وتأهيلها لخوض معترك العمل والحياة بشكل سلس ومرن، ووضع معايير ومبادئ للسير عليها خلال حياتهن، مشددةً على أهمية تعلم الفتيات والنساء وعدم الاستهانة بأهمية العلم في بناء حياتهن ومستقبلهن "يجب على النساء أن تكون لديهن نظرة بعيدة المدى عن مستقبلهن المهني والعملي بما يعزز وجودهن ومكانتهن داخل المجتمع الليبي والعربي والدولي".