'اعتقال القائد أوجلان هو رد فعل على فكره الدّيمقراطي'

أكدت عدة نَّساء من شمال وشرق سوريا أن اعتقال القائد عبد الله أوجلان، جاء كرد فعل على فكره الدّيمقراطي الذي يدعو للعدالة والمساواة

غفران الحسين
الرقة ـ .
اعتقل القائد عبد الله أوجلان في 15 شباط/فبراير 1999، في العاصمة الكينية نيروبي، وسُلم للدولة التَّركيَّة، وحكم عليه بالسّجن المؤبد، ولا يزال معتقلاً حتى اليوم في جزيرة مرمرة.
 
 
وعن العزلة التي فرضتها السلطات التركية على القائد عبد الله أوجلان منذ عام 2011، تقول الإدارية في مجلس المرأة السورية شمس سينو "إنها حجز لحريته الجسدية لا الفكرية، وانتهاك لكافة القوانين الدولية، فهو الداعم الرئيسي لحرية المرأة ليس في سوريا فقط بل في الشرق الأوسط عموماً".
وترى أن هناك العديد من الانتهاكات من الجَّانب التَّركي بحق أصحاب الرَّأي الحر "يُعتقل الإعلاميين والمفكرين، ولوجود اليقين بأن فكر القائد عبد الله أوجلان يؤثر على السياسة الرأسمالية المهيمنة عالمياً، نشهد انتشار الحروب والصراعات في مناطقنا".
وتعتبر شمس سينو أن فكر القائد أوجلان وديمقراطيته عادلة وحقيقة، على عكس ديمقراطية الدَّول الأوروبية الشَّكلية "نريد أن تطبق الحقيقة على أرض الواقع، ليس في شمال وشرق سوريا فقط بل في العالم أجمع". 
وتوجه الإدارية في مجلس المرأة السورية شمس سينو تحية لكافة المعتقلين، آملة في الإفراج عنهم بأقرب وقت ممكن "كنساء يتوجب علينا الدفاع عن الحقيقة والعدالة".
أما إدارية مجلس المرأة في حي المشلب فاطمة حسن محمد تقول "فكر القائد كان الطريق الذي سرنا عليه لتحرير مناطق شمال وشرق سوريا من أخطر تنظيم إرهابي تجسد في داعش".
وكانت أخر معاقل داعش في بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، والتي تم تحريرها في 21آذار/مارس 2019.
وتبين أن العديد من المؤسسات والإدارات الخاصة بالمرأة تأسست في ظل الإدارة الذَّاتية المبنية على هذا الفكر، "المرأة أوصلت صوتها للعالم أجمع ولعبت دورها في العديد من المجالات المهنية، والسَّياسية، والعسكرية".
وتأسست الإدارة الذاتية في عام 2013، بهدف بناء إدارة تدير نفسها بنفسها وتحمي شعبها ومناطقها، والتي أصحبت نموذجاً رائداً في تحقيق المساواة النوعية وتمكين النساء.
والمرأة العربية هي الأكثر حرماناً من حقوقها سابقاً، والحديث لفاطمة حسن محمد "تخلصت المرأة من عبوديتها وبدأت بالعمل خارج إطار منزلها، وبات لها الدّور الفعال في بناء المجتمع".
 
 
وتقول الإدارية في مجلس المرأة في حي الرميلة شيرين قواص، أن تركيا تظن أنها باعتقال مفكر كـ القائد عبد الله أوجلان تمنع وصول فلسفته إلى العالم "لا يزال رغم اعتقاله يتجاوز حدود السجن، والدليل أن أفكاره اليوم انتشرت في كافة أنحاء العالم، وبفضلها تحررت العديد من النساء".
وتشير إلى أن هذا الفكر زرع الأمل والتَّفاؤل في نفوس العديد من الأشخاص في شمال وشرق سوريا "القائد هو الشخص الوحيد الذي نادى بالتعايش المشترك، ووحد كافة الجَّهود من أجل الدَّيمقراطية".
وتؤكد الإدارية في مجلس المرأة بحي الرّميلة شيرين قواص أنه لا فرق بين عربي وكردي وآشوري، وسرياني، ولا بين رجل وامرأة "نريد أن نبني جيلاً جديداً ينمي مجتمعه ويرتقي به إلى المراتب العليا، ونرى أن فكر القائد يخدم ذلك".
أما الإدارية في مجلس المرأة في حي المشلب تسنيم نجار، تشير إلى التّغيير الذي طرأ على واقع المرأة، التي كانت تعاني من القمع، "لم يكن لها دور في المجتمع عدا تربية الأطفال والعناية بشؤون منزلها، ومع تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية تمكنت المرأة من التّحرر".
وفي  شمال وشرق سوريا تبين أن النّساء لم يبقينَّ مجالاً إلا وأثبتنَّ أنفسهنَّ فيه، ومنها المجال العسكري "تحررت المرأة من العادات والتقاليد وكسرت قيود العبودية بفضل فكر القائد الحر".
وتؤكد على فعالية وتأثير هذا الفكر على أرض الواقع، على اعتبار أنه نقلة نوعية جديدة في تاريخ المرأة، ولاسيما التي خضعت لتجربة سيطرة مرتزقة داعش، "على هذا الفكر أن يصل لجميع نساء العالم".
وتعتبر الإدارية في مجلس المرأة في حي المشلب تسنيم نجار أن تركيا تفرض العزلة على القائد وتمنعه من رؤية ذويه للحد من نضال المرأة "هم يعلمون أننا كنساء في شمال وشرق سوريا، ندعم وجود المرأة وإمكانياتها، وكل ما وصلنا إليه هو بفضل فكر المفكر الأسير جسدياً والحر فكرياً".
وتفرض تركيا العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان، ولا تسمح لمحاميه وذويه من اللقاء به والاطمئنان على وضعه، وكان محامو القائد أوجلان قد قدموا منذ الـ 7 من أشهر آب/أغسطس عام 2019، أكثر من 88 طلباً لزيارة موكلهم.