استمرار العنف ضد المرأة يرجع إلى معاملة الأسرة الأولى
أكدت الأخصائية الاجتماعية شوخ إسماعيل، أن الشابات تلجأن إلى الزواج في سن صغيرة، بسبب العنف النفسي الذي يمارس ضدهن داخل منزل ذويهن الأمر الذي يجعلهن في دوامة العنف حتى بعد الزواج.
شيرين صالح
السليمانية ـ العنف الأسري هو سبب استمرار العنف ضد المرأة خارج المنزل ففي المجتمعات التي تسيطر عليها الذهنية والتقاليد الأبوية غالباً ما تتعرض المرأة للعنف النفسي داخل منزل ذويها، مما يجعلها تفكر في الزواج دون التفكير في العواقب.
"العنف يبدأ في الأسرة"
قالت الأخصائية الاجتماعية شوخ إسماعيل، إن الشابات لا تلجأن إلى العوامل الخارجية لإسعادهن إذا توفرت أجواء هادئة في أسرهن، لكن في معظم المجتمعات، غالباً ما يكون ممارسة العنف ضد الفتيات سواء من الأب أو الأخ هو ما يجعل المرأة تفكر في شخص خارج أسرتها لإرضائها وغالباً ما تلجأ إلى الزواج، لذلك يبدأ العنف في الأسرة، وأبرز أشكاله العنف الجسدي والنفسي.
وأوضحت أن وعي المجتمع في إقليم كردستان تغير مقارنةً بالماضي، لكنه لا يزال ليس هو السبيل لبناء الفرد، وخاصة الشابات اللواتي غالباً ما يضطررن إلى اختيار شخص آخر لحياتهن بسبب ظروفهن العائلية، وتخترن الشخص الخطأ بسبب اندفاعهن في الاختيار مما يمهد الطريق للعنف ضدهن.
وأضافت "أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الشابات للزواج في سن مبكرة هو العنف النفسي داخل الأسرة، والذي غالباً ما يتم ارتكابه بكلمات قاسية، ويجعل المرأة تشعر بأنها تشكل عبء على أسرتها، فتظن أنها ستخرج من هذه الحياة بالزواج، لكنها لا تعلم أنها ستقع في سجن آخر مرة أخرى".
العنف النفسي أصبح أكثر شيوعاً
ولفتت شوخ إسماعيل إلى أنه "في الماضي، كانت الأسر تستخدم العنف الجسدي ضد الشابات من أجل إجبارهن على الزواج، لكن الآن تستخدم العنف النفسي وعندما تتزوج الفتاة لهذه الأسباب، تواجه العنف في بيت الزوجية وتعتبره أمراً طبيعياً كونها اعتادت على العنف في منزل ذويها".
وبينت أنه "من الشائع في مجتمعنا عندما تتخرج فتاة، يجب أن تتزوج، لكن في الواقع ليس ذلك ضرورياً، إذ لدينا نساء موهوبات للغاية ولديهن أهداف كبيرة في حياتهن، لكن عندما تحاول المرأة تحقيق أهدافها يقول لها المجتمع المحيط بها أنها تتقدم في العمر ويجب أن تتزوج، مما يترك أثراً سلبياً على حياتها".
وفي ختام حديثها قالت شوخ إسماعيل إن "حالياً أعداد حالات الطلاق في المحاكم في تزايد، أحد الأسباب هو الزواج المبكر، لذلك فإن معظم هذه الزيجات تؤدي إلى الطلاق. يجب نشر الوعي حتى يدرك المجتمع أن الأفراد أحرار في اختيار شركائهم".