'استهداف تركيا للنساء عنف ممنهج بحق المرأة'

أكدت الناطقة باسم مكتب تجمع نساء زنوبيا في منبج وريفها نسرين العلي أن استهداف تركيا للنساء القياديات والسياسيات انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وعنف ممنهج ضد المرأة

سيبيلييا الإبراهيم
منبج - .  
منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 كانت المرأة وما زالت الضحية الأولى التي مورس بحقها كافة أشكال العنف والانتهاكات، سواءً من قبل النظام أو من قبل التنظيمات الإرهابية التي سيطرت على مساحات واسعة من البلاد خلال العشر سنوات الماضية. 
وتعاني النساء بالمناطق المحتلة في كل من رأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي، وعفرين، إضافة لجرابلس والباب وإعزاز لأبشع أشكال العنف من قبل مرتزقة الاحتلال التركي، تتمثل بالاستغلال والعنف والخطف والسلب والاغتيال وسط صمت الدول والمنظمات النسوية والحقوقية على حد سواء.  
 
المرأة... أبرز ضحايا الأزمة السورية
الناطقة باسم مكتب تجمع نساء زنوبيا في منبج وريفها نسرين العلي قالت لوكالتنا حول هذه الانتهاكات "منذ بداية الثورة السورية كان للمرأة دور فاعل ولكن مع سيطرة المرتزقة على عدد من المناطق مارست بحق النساء مختلف الانتهاكات، فكانت المرأة ضحية للاعتداء والاعتقالات والتشريد، كما تعرضت خلال موجات النزوح لأشكال العنف والاستغلال".
وأشارت نسرين العلي إلى الاعتقالات التي طالت المشاركات في الاحتجاجات "النساء اللواتي اعتقلتهن أجهزة النظام مورس بحقهن أبشع أشكال العنف في المعتقلات خلال العشر سنوات من عمر الأزمة السورية"، مبينةً أن الاعتقال لا ينتهي بخروج المرأة من السجن فما بين متابعة الأجهزة الأمنية إلى نظرة المجتمع تستمر معاناة المعتقلات السابقات.  
الانتهاكات لم تتوقف على طرف واحد من أطراف النزاع في سوريا كما تؤكد نسرين العلي التي ذكّرت بممارسات داعش بحق المرأة وما تزال العديد من النساء اللواتي اختطفهن مرتزقة داعش مختفيات رغم دحرهم على يد قوات سوريا الديمقراطية منذ ربيع العام 2019.   
وذكّرت نسرين العلي باستهداف مرتزقة داعش للنساء اللواتي وقفن في وجهه سواء كن عربيات أم كرديات مشيرةً إلى المجزرة التي ارتكبها في الثالث من آب/أغسطس عام 2014 بحق أهالي شنكال "بذريعة الدين اختطف النساء وعرضهن في أسواق للبيع، وعمل على استهداف النساء الكرديات بشكل خاص". موضحةً "داعش حارب جميع الشعوب لكنه استهدف الشعب الكردي والمرأة الكردية على وجه الخصوص".
وحول استهداف تركيا للنساء بينت "تركيا ترى أن التطور الذي وصلت إليه المرأة في شمال وشرق سوريا خطر على مشروعها وأيديولوجيتها، ونراها أيضاً تستهدف النساء في الداخل التركي لنفس السبب".  
أما عن وضع النساء في المناطق المحتلة فأوضحت "النساء بالمناطق المحتلة تتعرضن لأبشع أنواع العنف من اعتداء وخطف وقتل واغتيال للقضاء على المرأة وتشويه صورتها الحقيقة، كما أنهن تتعرضن للاستغلال من قبل مرتزقة الاحتلال التركي". وأضافت "تحارب المرأة من خلال الحرب الخاصة أو يتم استهدافها بطريقة مباشرة". 
وقد كشفت منظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة بشمال وشرق سوريا عام 2020، أن أكثر من 1564 امرأة تعرضهن لانتهاكات في المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته. ووثقت المنظمة تعرض 40 امرأة للقتل في مدينة عفرين المحتلة منذ آذار/مارس 2018، وإصابة 128 بجروح، إضافة لـ 60 حالة اغتصاب أدت 5 منها إلى الانتحار، وقرابة 1000 حالة خطف وإخفاء قسري.  
كما وثقت المنظمة، تعرض 8 نساء للقتل في مدينتي رأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي، وتعرض 48 امرأة لإصابات مختلفة، بالإضافة إلى توثيق قتل امرأتين وإصابة 4 أخريات في ظروف غامضة، ناهيك عن توثيق 6 حالات خطف واغتصاب. 
وتستهدف النساء القياديات والفاعلات على المستوى السياسي والاجتماعي كما أكدت نسرين العلي "استهدفت تركيا كلاً من هفرين خلف السياسية التي عملت لإحلال السلام في البلاد وبناء سوريا ديمقراطية لا مركزية، كذلك استهدفت الفاعلات المجتمعيات في حلنج وجميع النساء اللواتي نستمد القوة منهن". 
 
"على النساء محاربة العنف"
وبمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة وحملة الـ 16 يوماً التي ترافقه بينت نسرين العلي أن العنف المبني على النوع الاجتماعي منتشر في المجتمعات الأبوية وأن على جميع النساء محاربة مختلف أشكاله "في المجتمعات الشرق أوسطية على المرأة أن تعيش دائماً بكنف رجل محكومة بمنظومة من العادات والتقاليد البالية التي تقلل من شأنها". 
وأكدت على ضرورة استمرار الجهود لمكافحة العنف "علينا تكثيف جهودنا من خلال الاجتماعات والمحاضرات التوعوية التي تقوم بها المؤسسات النسوية في منبج ومختلف مناطق شمال وشرق سوريا لمحاربة كافة أشكال العنف".
وعن دور المنظمات والمؤسسات النسوية العالمية في إنهاء معاناة النساء في المناطق المحتلة شددت على ضرورة أخذ دورها للضغط على الاحتلال التركي "على المؤسسات النسوية العالمية الضغط على الاحتلال التركي ووضع حد لانتهاكاته وجرائمه بحق المرأة، فنحن كمؤسسات نسوية نطالب بأن تأخذ المرأة حقها المشروع لبناء مجتمع ديمقراطي يسوده العدل والمساواة". 
وفي ختام حديثها أكدت الناطقة باسم مكتب تجمع نساء زنوبيا في منبج وريفها نسرين العلي على أهمية نضال المرأة ومقاومتها وتنظيمها لنفسها في أي مجال تعمل به، "كيفما قضت الأخوات ميرابال على نظام تروخيو الديكتاتوري فاليوم علينا نحن نساء شمال وشرق وسوريا أن نتحد حتى اسقاط نظام أردوغان الذي يستهدف ويحارب المرأة".