'استهداف تركيا للنساء لن يثنينا عن مواصلة النضال'

تستهدف تركيا النساء القياديات والسياسيات في مناطق شمال وشرق سوريا بين الحين والآخر، لكسر إرادتهن، إثر ما قدمنه من إنجازات ولدورهن الفعال في الحياة السياسية والعسكرية في المنطقة.

دلال رمضان

الحسكة ـ أكدت الإدارية في مجلس المرأة بحزب الاتحاد الديمقراطي عزيزة حسو، على أن تركيا تسعى من خلال الانتهاكات التي ترتكبها بحق النساء في شمال وشرق سوريا، إلى كسر إرادتهن وطمس هويتهن لما لهن دور فعال في قيادة الثورة وإحلال السلام والديمقراطية في المنقطة.

تستهدف تركيا بين الحين والآخر السياسيات والقياديات في مناطق شمال وشرق سوريا، نظراً لدورهن الفعال في الحياة السياسية والعسكرية وما تقدمنه من تضحيات من أجل حريتهن وحرية نساء العالم أجمع، فقد أثبتن قدرتهن على خوض المعارك ضد التنظيمات الإرهابية والمرتزقة التي كانت قد سيطرت خلال الأعوام الأولى من الأزمة السورية على مساحات شاسعة من شمال وشرق سوريا ودول الجوار كذلك، فأصبحن مثالاً يتحذى بهن.

وعن دور النساء في كافة المجالات الحياتية تقول الإدارية في مجلس المرأة بحزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة الحسكة عزيزة حسو، أن المرأة تعرضت عبر العصور للعديد من الانتهاكات للحقوق من قبل  المجتمع الأبوي وصولاً إلى السلطات الحاكمة والدول الرأسمالية، مشيرةً إلى أن "كان للمرأة مشاركة في المجال السياسي منذ القدم، ولهن القدرة على اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تتقدم بالمجتمعات، فهن من كن تدرن العائلة والقبيلة، إلا أن الذهنية الذكورية سعت لتقليص دورها حتى باتت موضوعة على الهامش ويتم محاربتها بكافة السبل".

وأوضحت أن التاريخ يشهد على قوة المرأة وحكمتها وشجاعتها "حاربت الأنظمة القمعية والسلطوية النساء على مدى سنوات طويلة وسعوا لإقصائهن من المجال السياسي، لقدرتهن على إدارة البلدان، وضربت بالملكة زنوبيا وكليوباترا مثالاً على النساء اللواتي قدن الامبراطوريات. 

وأوضحت أنه "قبل ثورة روج آفا كان وجود المرأة في المجال السياسي شكلي وصوري، فلم تتمتعن بحق اتخاذ القرار، ولكن فيما بعد تأسيس الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، أتيحت لهن الفرصة لإيصال صوتهن والحصول على حقوقهن في الانخراط بكافة المجالات وعلى رأسها السياسة والعسكرية".

ولكن هذا النجاح الذي حققته النساء في شمال وشرق سوريا، والإنجازات التي حققنها أثارت حفيظة الأنظمة القمعية من بينها تركيا التي تسعى لاحتلال مناطق شمال وشرق سوريا، والقضاء على الشعب الكردي، فبدأ باستهداف القياديات والمناضلات والسياسيات في المنطقة بين الحين والآخر "يستهدف الاحتلال التركي النساء في مناطق شمال وشرق سوريا، لأنه يدرك أنهن بوعيهن ستفشلن كافة مخططاته الاستعمارية والساعية إلى القضاء على الكرد".

وأكدت على أنهن لن تضعفن أمام ممارسات مرتزقة داعش وتركيا اللتان تسعيان إلى القضاء على النساء وقتلهن "رغم كافة الانتهاكات التي ترتكب بحق النساء في مناطق شمال وشرق سوريا لثنيهن عن مواصلة النضال والمقاومة، سنستمر في تحقيق الإنجازات على كافة الأصعدة".

ولفتت إلى أن استهداف تركيا للقياديات والمناضلات على أراضي شمال وشرق سوريا وخارجها، ليست بالجديدة، ففي عام 2013 قامت باغتيال المناضلة ساكينة جانسيز ورفيقاتها في العاصمة الفرنسية باريس.

وأكدت على أن تركيا تخشى النساء وفكرهن لذا تستهدفهن بشن هجمات بطائرات مسيرة عليهن، منهن المناضلة زينب صاروخان ويسرى درويش وليمان شويش، "هناك العشرات من المناضلات والقياديات اللواتي تم استهدافهن بأبشع الأساليب".

وأضافت "بفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان استطاعت المرأة التعرف على ذاتها وحقيقتها، حيث أكد على أن المرأة ليست نصف المجتمع بل المجتمع بأكمله، ونادى بحقوق المرأة المهمشة في ظل المجتمع الذكوري".

وأكدت في ختام حديثها على أنهن ستواصلن مسيرتهن النضالية والفكرية والسياسية، وطالبت المجتمع الدولي والمنظمات النسائية بوضع حد للممارسات التركية والوقوف إلى جانب نساء شمال وشرق سوريا "كفى قتلاً للنساء".