إرادة المرأة الريفية حقيقة تحاكي عمق الأمة الديمقراطية

مشروع الأمة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، أول مشروع يحتضن المجتمع بكافة فئاته ومكوناته على الرغم من اختلاف أعراقه.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ قررت المرأة في مدينة منبج شمال وشرق سوريا كسر الصورة النمطية والانخراط في مجالات تعبر من خلالها عن فكرها وإرادتها.

اعتاد المجتمع على حصر عمل المرأة الريفية على الزراعة وتربية المواشي، وأن سقف طموحاتها التعليمية هي أن تكون معلمة، ولكن إرادة المرأة كانت أكبر من ذلك وتجربة الأمة الديمقراطية خير مثال على قدرة المرأة في تنظيم مجتمعها وخدمته وتمثيله في أماكن صنع القرار، هذا ما أكدت عليه نائبة مجلس حزب سوريا المستقبل في ناحية أبو قلقل وتل حوذان التابعة لمدينة منبج عليا المصطفى.

 

الأرياف ترتوي وتكسب جمالها بكدح نسائها

أوضحت عليا مصطفى في مستهل حديثها عن حياة النساء في الريف بقولها "النساء الريفيات تعتمدن في دخلهن على زراعة القطن والقمح والشعير والذرة والخضار، إلى جانب تربية المواشي"، موضحةً "حالي كحال جميع النساء الريفيات عشت 42 عاماً في الريف، عملت في الزراعة وتربية المواشي، معظم النساء هنا تقمن بالأعمال الزراعية من فلاحة وري وحصاد، فهن تعتمدن على أنفسهن، فأنا من النساء اللواتي تتقن قيادة الجرار وري الأراضي الزراعية وإدارة العمال".

وأشارت إلى أنه هناك "العديد من الفتيات في الريف اللواتي تقمن بتشكيل ورشات تتألف من عدد من النساء اللواتي تعملن في الأراضي الزراعية".

 

القفزة النوعية لواقع الريفيات واكب تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية

وعن الأعمال التي تقوم بها المرأة الريفية خارج الإطار الزراعي تقول "المجتمعات الريفية سابقاً لم تعطي فسحة للنساء في الجانب التعليمي، فقد كان سقف الفرص المتوفرة لهن أن تكن معلمات فقط، وهذا كان حال سائر النساء الريفيات، ولكن التغيير الذي طرأ على واقعهن في مدينة منبج جاء بعد تحرير الأخيرة من مرتزقة داعش، وتشكيل الإدارة المدنية الديمقراطية فيها وفق مشروع الأمة الديمقراطية".

وأضافت "استطعنا كنساء ريفيات تمثيل ذواتنا ومجتمعنا بدءاً من الكومين حتى المجالس التشريعية والتنفيذية والأحزاب السياسية".

وأكدت أنه "في ظل مشروع الأمة الديمقراطية أدركنا أنه لا يوجد شيء يمكنه أن يمنع المرأة بأن تكون في أماكن صنع القرار، وهذا شكل الحافز لديها لتصمد أمام الحروب والأزمات سواء كانت اقتصادية أو سياسية، ومؤخراً أدركنا أنه في ظل الأزمة التي تمر بها سوريا نحن بحاجة لجهود كافة فئات المجتمع ولاسيما المرأة، وبالفعل حققنا ذلك واستطعنا أن نوازن بين واجباتنا على كافة الأصعدة".

بعد تحرير مدينة منبج وتأسيس المجالس المحلية في النواحي ضمن هيكلية الإدارة المدنية الديمقراطية في منبج، أخذت عليا المصطفى دورها في منسقية المرأة بمجلس تل حوذان، وبعد تأسيس حزب سوريا المستقبل في عام 2020، انضمت إليه لتكون نائبة وناطقة باسم المرأة في مجلس حزب سوريا المستقبل لخط أبو قلقل وتل حوذان.

 

الأزمات كانت حافزاً للنساء لتقاومن وتبنين مجتمعاً ديمقراطياً

وفيما يتعلق بالأزمة السورية والتدخلات الخارجية تقول "عندما يمثل المجتمع نفسه ويحكم نفسه بنفسه فهو لا يحتاج لطرف آخر لحل مشاكله، واليوم نحن كمجتمع نمثل أنفسنا في المجالس والإدارات والأحزاب"، مضيفةً "مرت سوريا بالعديد من الأزمات ولكن هذا لا يعني أن نترك أرضنا لغيرنا، بل دفعتنا قدماً لحماية أرضنا، فقد قاومنا الظروف الصعبة بشتى الوسائل ولم نخرج منها، وهذه الظروف كانت حافزاً لنا لنصنع القرار ونكون سياسيات ومضحيات من أجل أن تعيش الأجيال القادمة في بيئة آمنة".

وعن الأسباب التي كانت وراء انخراط نساء منبج مراكز صنع القرار تقول "الأنظمة التي حكمت مدينة منبج، لم تعطي الفرصة لأي شخص للتعبير عن رأيه أو حتى اتخاذ القرارات التي كانت حكر على فئة معينة ولم تكن نابعةً من إرادة الشعوب، لكن اليوم وفي ظل الإدارة المدنية التي تسير وفق نهج الأمة الديمقراطية، بات المجتمع يحكم نفسه بنفسه، وأعطى فسحة واسعة من الحرية للمرأة لتستطيع من خلالها تنظيم ذاتها ومجتمعها، وذلك من خلال نظام الرئاسة المشتركة على مستوى المدن والأقاليم"، مؤكدةً على أن "المرأة التي حققت اكتفائها الذاتي من خلال الزراعة لا شيء يعيق إرادتها بأن تكون صاحبة قرار فيما يخص شأن مجتمعها وبلادها".

وحول انضمامها لحزب سوريا المستقبل تقول "حزب سوريا المستقبل أول حزب سياسي في سوريا، يتخذ من القاعدة الجماهرية أساس له في بناء المجتمع ويضم كافة الأديان والقوميات، وأول حزب تأخذ فيه المرأة دورها الفاعل".