أمينة حسين: عملت على إيصال انتصارات نساء ثورة روج آفا للعالم

تسعى الصحفية والناشطة الكردية أمينة حسين المقيمة في مقاطعة برشلونة بإسبانيا، لإيصال مكتسبات وانتصارات نساء شمال وشرق سوريا إلى المجتمع الأوروبي

ليلى محمد

قامشلو ـ تسعى الصحفية والناشطة الكردية أمينة حسين المقيمة في مقاطعة برشلونة بإسبانيا، لإيصال مكتسبات وانتصارات نساء شمال وشرق سوريا إلى المجتمع الأوروبي، والعالم. مؤكدةً أن ثورة شمال وشرق سوريا أحدثت تقدم في شتى المجالات وغيرت حال النساء في المنطقة وأثرت في العالم.

حققت ثورة شمال وشرق سوريا التي عرفت بثورة المرأة نجاحاً كبيراً، بعد أن ساهمت في نجاحها نساء المنطقة، ولعبن دوراً في تنظيم ذواتهن، وقدمن تضحيات ضمن مسيرة النضال التحرري.

الصحفية والناشطة الكردية أمينة حسين التي ولدت عام 1988 في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا، لم تملك بطاقة شخصية، بسبب سياسات النظام السوري الذي حرم آلاف الكرد من الجنسية، ولهذا السبب لم تتمكن من إكمال دراستها، فاتجهت إلى إسبانيا وتحديداً إلى مقاطعة برشلونة التي تقع ضمن حدود كتالونيا، لتحصل هناك على فرصة للدراسة والعمل.

تكتب أمينة حسين لمجلة إسبانية متخصصة في المجال النسوي وحقوق المرأة، ولها كتابات أيضاً في جريدة كتالونية، تكتب فيها عن الوضع السياسي للشعب الكردي وثورة المرأة في شمال وشرق سوريا، وقد حصلت على جائزة الـ Ànima لعام 2021 من قبل وزيرة خارجية إقليم كتالونيا بالتعاون مع بلدية مويروسا تقديراً لعملها في مجال الدفاع عن حقوق المرأة الكردية وحقوق الشعب الكردي، حيث قامت آنذاك بإهداء جائزتها إلى شهداء ثورة شمال وشرق سوريا، والشهيدات هفرين خلف وبارين كوباني وآرين ميركان، ولجميع نساء شمال وشرق سوريا.

تقول الصحفية أمينة حسين لوكالتنا عن حياتها في إسبانيا منذ هجرتها عام 2006 "واجهت عدة صعوبات خلال الفترة الأولى من إقامتي في كتالونيا كجميع اللاجئين والمهاجرين، من بينها تعلم اللغة فقد عملت لثلاث سنوات على تعلم اللغة الإسبانية وثلاث سنوات أخرى لتعلم اللغة الكتالونية، من ثم قدمت امتحان لأتمكن من دخول الجامعة هناك، ودرست الصحافة والإعلام لأربع سنوات"، مضيفةً "من الصعوبات أيضاً التعريف عن نفسي والسبب الذي دفعني للجوء إلى تلك البلاد وكيفية تقبل المجتمع هناك لثقافتي، ولكن بالنتيجة تغلبت على كل الصعوبات واستطعت أن أوضح لهم كل ما يريدون معرفته وبدورهم تقبلوا هذا فمن المعروف أن الشعب الكتالوني يؤيد الكرد ويحترم ثقافتهم ويدعمهم خاصةً بعد اندلاع ثورة شمال وشرق سوريا التي لعبت المرأة الكردية دوراً كبيراً فيها".  

وتابعت "بعد اندلاع الثورة في روج افا أصبحت المرأة الكردية مثالاً يحتذى به في تلك البلاد، فعندما يلتقون بامرأة كردية قادمة من شمال وشرق سوريا يظهرون لها كل الاحترام والتقدير ويدعمونها. بعد اندلاع الثورة عملت في مجال تغطية أخبار مناطق شمال وشرق سوريا ومتابعة نشاطات نسائها، فأغلب الأحداث التي كانت تجري في المنطقة اعتبرت بالنسبة للخارج تغييراً مهماً، فالقرارات التي اقترحت ونفذت كقرار منع زواج القاصرات الذي تم تطبيقه لأول مرة في الشرق الأوسط، يعتبر لدى المجتمع الأوروبي خطوة إيجابية فبنظرهم هناك احتمال كبير بأن يعمم هذا القرار في كافة دول الشرق الأوسط".   

وأشارت إلى أنها شاركت في الثورة ولكن بطريقتها "مع أنني بعيدة عن المنطقة إلا أن رغبتي بالمشاركة في الثورة كانت كبيرة فقد أردت ان أصبح جزءاً منها، وأن أقدم شيء لنساء المنطقة وشهدائها وجرحى الحرب الذين قدموا أثمن ما يملكون ليعيش غيرهم بحرية". 

وأضافت "خلال الفترة الماضية قمت بالعديد من الأعمال التي تتعلق بالنساء الكرديات ونساء شمال وشرق سوريا بشكل عام، وبالشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية، فقد كتبت ونشرت الكثير من المقالات والأخبار عن تلك المواضيع باللغتين الإسبانية والكتالونية، وعلى حساباتي بمواقع التواصل الاجتماعي أيضاً التي يتابعها العديد من البرلمانيين والسياسيين. كتبت كثيراً عن انتصارات ومكتسبات المرأة التي تمكنت من تحقيقها، واعتقد أن الجائزة التي حصلت عليها كانت تشجيعاً لمواصلة عملي في إبراز أعمال وإنجازات المرأة الكردية وجميع نساء شمال وشرق سوريا".  

تؤكد أمينة حسين أنها ترفض وصف نفسها بـ "صوت النساء"، مشددةً على أن لكل امرأة صوتها وتستطيع أن تنادي وتطالب بما ترغب به، "أشياء بسيطة قد تغير حياة إنسان ولذلك على النساء العمل على التفاصيل الصغيرة أيضاً من أجل تغيير واقعهن، فما كنت اكتبه على تويتر عن النساء في شمال وشرق سوريا، ساهم بالتعريف بنجاح وانتصارات النساء".

كان يوم المرأة العالمي الثامن من آذار/مارس الماضي هو الاحتفال الأول الذي تشارك فيه أمينة حسين في مناطق شمال وشرق سوريا، وقالت عنه "في جميع دول العالم يتم الاحتفال بيوم المرأة العالمي ليوم واحد فقط أما هنا فتستمر الاحتفالات لأيام وأسابيع".

وفي ختام حديثها أكدت أمينة حسين أنها ستكمل عملها من أجل إيصال انجازات ثورة شمال وشرق سوريا لجميع أنحاء العالم.