أماني محمد تتحدى المرض والإعاقة وتبدأ بمشروعها في بيع الحلويات

خلال سنوات الحرب أصبحت الأمراض النادرة والإعاقة الجسدية منتشرة بكثرة في العراق خاصة الأطفال من مواليد الحرب الأخيرة لعام ٢٠٠٣ وما تلتها

غفران الراضي 
بغداد ـ ، لتكون أماني محمد إحدى هؤلاء الأطفال الذين ولدوا ولديهم إعاقة، وهي اليوم شابة عشرينية تواجه الحياة بكل إصرار وتفاؤل.  
أماني محمد (٢٣) عاماً تعاني من شلل في الأطراف السفلى وخلل في حركة الأطراف العليا مع بعض المشاكل التنفسية، تحاول أن تعيش حياتها بإيجابية مع كل ما تتعرض له من تنمر ونظرات تعجب من المجتمع، وتقرر أن تبدأ بمشروعها التجاري البسيط. 
تقول أماني محمد "لا أريد أن أتوقف عن الحياة وأنا على قيدها بسبب إعاقتي، لذلك بدأت بخطوة مشروعي الصغير ببيع الحلويات والترويج له عبر مواقع التواصل ووجدت تفاعلاً كبيراً معه".
وعن تشجيع من حولها لمشروعها الخاص أوضحت "عائلتي وأصدقائي كان لهم دور كبير في تشجيعي وبدأت أشعر بثمرة المشروع بعد أن وصلتني طلبات للحلويات، حينها شعرت بأنني أفعل شيء في هذه الحياة وأستطيع النجاح أن ثابرت أكثر". 
وتعبر أماني محمد عن أسفها لعدم مواصلتها الدراسة وتأثرها بالتنمر إلا أنها هذه المرة لن تحبط عزيمتها "تركت مقاعد الدراسة في المرحلة الابتدائية، فمرضي هذا يلازمني منذ السنة السادسة من عمري، وقتها لم أستطع أن أتحمل التنمر من زملائي في الصف وكانت نظراتهم تتعبني وقتها، أما الآن فأنا تجاوزت مرحلة التأثر بالكلام ونظرات السيئين". 
أماني محمد تقوم اليوم بمساعدة والديها داخل وخارج المنزل حيث تساعد والداتها في بعض أعمال المنزل وكذلك تخرج صباحاً لتشتري الخبز وبعض حاجات المطبخ بواسطة الكرسي المتحرك خاصتها، حيث تجد أماني أن الإعاقة هي إعاقة العقل والفكر وأن الانسان يجب أن يتفاعل وينجز ويقدم للحياة ما هو أفضل "كنت أفكر دائماً بأنني قوية لذلك حصلت على القوة لأواجه الحياة وأكون شخصية مؤثرة في حياة أسرتي ومحيطي لاستثمر عقلي وإحساسي في التعامل مع الأخرين، ولوالدي دور كبير في ذلك فهم جعلوني أشعر بالقوة وتعاملوا معي كإنسانة عادية رأيت الحب في تعاملهم بعيداً عن العطف كوني أعاني من إعاقة أو مرض أثر على حركتي وتنقلي وحياتي بأكملها". 
أماني محمد تختلط بالمجتمع وتتعامل مع الأهل والأصدقاء والجيران بكل ثقة وتوازن نفسي وتفاؤل غير مسبوق حيث تربطها علاقة مع أطفال الحي السكني الذي تقطن فيه وهم يساعدونها في ترتيب أغلفة الحلويات وتعليبها بينما تجد أماني متعتها في الحديث معهم ومشاركتهم عملها "لي علاقة مختلفة مع الأطفال وكأنني أشاركهم طفولة لم أستطيع أن أعيشها بصورة طبيعية وأشعر مع هؤلاء الأطفال بالنقاء فحبهم نقي وتعاملهم فطري يسعدني وجودهم ويسعدهم وجودي". 
وعن تفاعل شخصيات من المجتمع من إعلاميين ومهتمين بالشأن الإنساني والمرأة تقول أماني محمد "تسعدني جداً تلك الزيارات من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الإنساني وتحفزني كلماتهم للاستمرار وتقديم الأفضل، فأنا اليوم أطمح ان أمتلك محل خاص بي لعرض بضاعتي من الحلويات والاختصاص بأنواع أخرى من الحلويات بالإضافة لحلوى الحلقوم العراقي بأنواعه".
وتقول أماني محمد "أكثر ما يسعدني هو رؤية الفرح والسعادة على وجه والدتي والفخر على وجه والدي وهم يجدوني بخير وأنجح بما أقوم به من عمل فأنا أشكرهم اليوم على كل ما فعلوه من أجلي". 
وفي ختام حديثها تدعو أماني محمد كل من يعاني من مشاكل صحية أو إعاقة إلى عدم الاستسلام واستغلال نقاط القوة في شخصيتهم وحياتهم والتفاعل مع المجتمع وإنشاء مشروعهم الخاص.