اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة في عيون نساء إدلب

يمثل العنف الأسري وجهاً آخر يضاف لمعاناة المرأة بإدلب في ظل الحرب، وخاصة مع غياب التوعية المجتمعية والرادع القانوني، وهيمنة العادات والتقاليد التي تمنع المرأة من المطالبة بأدنى حقوقها.

هديل العمر  

إدلب ـ مع اقتراب اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة الذي تبدأ فعالياته في25 تشرين الثاني/نوفمبر وتستمر حتى 10 كانون الأول/ديسمبر، ويشمل حملة الـ 16 يوماً من النشاطات في كل أنحاء العالم، وما تزال وتيرة العنف الممارس ضد النساء في إدلب في تزايدٍ ملحوظ.

الاعتداء على المرأة مبني على أساس الجنس، والذي يتسبب بإحداث إيذاء أو ألم جسدي، جنسي أو نفسي للمرأة، ويشمل أيضاً التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات، سواء حدث في إطار الحياة العامة أو الخاصة.

تقول النازحة رؤى الزير البالغة من العمر 20 عاماً، من بلدة معرشورين في إدلب ومقيمة في مخيمات سرمدا والتي لم تستطيع إخفاء حزنها الشديد جراء معاملة زوجها السيئة لها، والتي لم تسلم من تعنيفه الجسدي واللفظي في محاولة لتفريغ غضبه والضغوطات التي يواجها بشكل شبه يومي، في ظل أوضاع معيشية واقتصادية متردية يعيشها معظم المقيمين في مخيمات النزوح بإدلب.

وأضافت أنها عانت وماتزال تعاني لتحولها "لإنسانة بلا قيمة" كما تصف ما وصلت إليه وتعيش تحت وطأة العنف المضاعف من زوجها والظروف المحيطة، إذ لا سبيل لإنهاء ما تمر به من أوضاع صعبة وليس عليها إلا الصبر وانتظار صلاح حال الزوج الذي تزداد معاملته سوءاً.

وأوضحت "كثيراً ما أعاني آلام الظهر والرأس، وتعرضت للإجهاض مرتين جراء العنف، ولا أستطيع أن أفعل شيئاً فليس لدي أهل أو أحد ألجأ إليه".

لا ترى رؤى الزير أن اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة يعني لها شيئاً طالما أنها لم تلامس أي مساعدة من أي جهة رسمية أو منظمة أو حقوقية تنهي معاناتها تلك بعد أكثر من خمس أعوام من الزواج.

وتشهد إدلب جرائم عنف وانتهاكات طالت العديد من النساء بين الحين والآخر، جراء ثقافة العنف الأسري، والإفلات من العقاب، وخاصة ضمن أجواء الحرب، وغياب الرقابة الأمنية التي من شأنها الحد من تلك الانتهاكات. 

ومن جانبها اضطرت فداء الصبوح البالغة من العمر 22 عاماً، للانفصال عن زوجها بعد عام ونصف من الزواج جراء العنف الممارس عليها من قبل الزوج وأهله.

وقالت "تعرضت للتعنيف الجسدي واللفظي من زوجي على أتفه الأسباب"، لافتة إلى إنها لا تؤمن بأي فعاليات عالمية من شأنها تحسين واقع المرأة في مجتمعها، وخاصة وأن التعنيف أصبح ثقافة أبوية متأصلة منذ القدم وأصبحت تتفاقم مع عدم وجود الرادع والضوابط.

أما بالنسبة لمنى البجري البالغة من العمر 33 عاماً، فهي تعرضت للضرب والإهانة من قبل زوجها أمام أطفالها، ما دفعها لترك المنزل عدة مرات، إلا أنه وفي كل مرة تقرر العودة للمنزل من أجل أطفالها، لأن الزوج سيحرمها منهم في حال الانفصال.

وتبدي استغرابها من اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، كونها لم تسمع به من قبل ولم يحقق لها أي فوائد طرأت على حياتها الشخصية سواء بالحد من العنف الممارسات ضدها أو حتى بتوفير بيئة آمنة لها ولأطفالها.

واعتبرت المرشدة النفسية أحلام الحسني البالغة من العمر 36 عاماً، أن زيادة معدلات العنف ضد النساء في إدلب، مرتبطة بزيادة معدلات الفقر والاضطرابات النفسية.

وشددت على ضرورة تفعيل دور منظمات المجتمع المدني ودعمها من أجل الحد من العنف وتبعاته من خلال تكثيف حملات التوعية للمرأة لمعرفة حقوقها.