'الوحدة والتضامن أساس نجاح الانتفاضة'
قيمت عواطف أسدي الناشطة في مجال حقوق المرأة الانتفاضة الثورية الأخيرة وقالت "عام 2022 كان عام نضال المرأة التي قامت بشجاعة بترديد شعار Jin Jiyan Azadî وحاولت استعادة حقوقها رغم القمع الشديد".
شهلا محمدي
مركز الأخبار ـ الانتفاضة الأخيرة في إيران بقيادة المرأة ووحدة القوميات، تحدت سلطة الدولة الإيرانية وجعلت النساء من مختلف الجنسيات المضطهدات من قبل إيران رمزاً لرؤية متضاربة للمستقبل والمطالبة بحقوقهن دون خوف.
أوضحت الناشطة الحقوقية والسياسية عواطف أسدي لوكالتنا الدور الأساسي للمرأة في الانتفاضة الشعبية الأخيرة واحتجاجات السنوات الماضية ضد الدولة الإيرانية.
"أصبحت المرأة أسطورة الانتفاضة"
تطرقت عطوف أسدي إلى نضالات المرأة في الانتفاضة الثورية الأخيرة وقالت إن "عام 2022 هو عام نضال المرأة الشجاعة التي قامت بشجاعة بترديد شعار Jin Jiyan Azadî الذي وصل إلى جميع أنحاء العالم، وقاتلت النساء إلى جانب الشباب وحاولن استعادة حقوقهن، وعلى الرغم من تعرضهن للضرب بوحشية والتعذيب والاعتداء، إلا أنهن كان أسطورة الانتفاضة الحالية".
وأكدت "هذه الانتفاضة بدأت عندما أشعل مقتل جينا أميني غضب الشعب والجنسيات الأخرى في إيران. ونزل الناس إلى الشوارع ورددوا شعارات الموت للديكتاتور وطالبوا بإسقاط النظام الإيراني، وبحسب الإحصائيات الإجمالية لنشطاء حقوق الإنسان فقد قتل أكثر من 500 شخص، 70 على الأقل من بينهم أطفال تقل أعمارهم عن 18 عاماً، واعتقل أكثر من 18000 شخص. هذه الدولة لا ترحم الأطفال والنساء وأصبحت تعرف بدولة قتل الأطفال. خلال هذه الأشهر الثلاثة من الانتفاضة، كانت الفتيات الصغيرات دائماً في الخطوط الأمامية وتأتين إلى الميدان وتلقين بأوشحتهن في النار وتظهرن مع الشباب في ساحة المعركة بكل عزيمة وتصميم".
وقالت "على الرغم من أن الحكومة الإيرانية مناهضة للنسوية، ونظامها أبوي، ومركزي، وقبلي، إلا أن نساء الأهواز تمكن من إثبات وجودهن من خلال المشاركة في مختلف المجالات".
وحول دور المرأة في الأهواز في النضال ضد الدولة الإيرانية، قالت عواطف أسدي "في منطقة الأهواز تتعرض المرأة دائماً للمضايقات والقمع، وكانت هذه البيئة أكثر ملاءمة للنظام الأبوي، ليس من ناحية حقوقهن فقط ولكن أيضاً مكانتهن في الأنشطة السياسية والاجتماعية والثقافية أصبحت أقل بروزاً في المجتمع، وتعرضن للتهميش والتمييز الثقافي والاجتماعي، كما أنهم يعانون من سياسات الجهل والقيود القبلية، ويلحق ضرر القبلية من المجتمع العربي بالنساء هناك، ولكن رغم كل هذه المعاناة في العقود الأخيرة وحرمانها من التعليم باللغة الأم، فقد شهدنا تغييراً جوهرياً".
وأضافت "من خلال التعليم والتربية الاجتماعية والثقافية حاولت المرأة إثبات وجودها من خلال كتابة المقالات وحتى المشاركة في الأنشطة الاجتماعية في أماكن مختلفة. على سبيل المثال، في انتفاضة نيسان 2005 وانتفاضة الفيضانات الوهمية في الأحواز وحتى انتفاضة البنزين، تظاهرت نفس المقاتلات العربيات جنباً إلى جنب مع الرجال، وفي يوم اللغة الأم تجمعوا ورددوا شعار "اللغة الأم حقنا" لكن الدولة لم تتسامح حتى مع هذه التظاهرات وهاجمتها وفرقت التجمع واعتقلت عدداً كبيراً منهم. لكن الصوت العالي للمحتجات العربيات كان له صدى في جميع مواقع التواصل الاجتماعي عندما رددوا أن هذه التظاهرة سلمية، فلماذا تقتلون؟".
ولفتت عواطف أسدي إلى الحضور الكبير للمرأة في ساحة الاحتجاج "لقد وقفت المرأة العربية دائماً ضد النظام في الاحتجاجات، وحتى ضد قوات الأمن التي أرادت هدم منازلهم، كما وقفوا ضد الانتهاكات في قضية مجزرة ماهشهر التي راح ضحيتها أكثر من 200 شخص، وفي هذه الانتفاضة هتفت النساء بشعار الحرية، وعدد كبير من الأطفال والفتيات والنساء والنشطاء المدنيون قتلوا واعتقلوا وخطفوا من قبل الدولة الإيرانية، وتعرضوا لأبشع أشكال التعذيب".
وأكدت على أهمية الوحدة بين القوميات وتضامنها "الوحدة في المجتمع هي الأساس، خاصة في الوضع العام للبلاد، وإذا لم تكن هناك وحدة فلن تنجح الثورة فقط، بل حتى المجتمع سيعود إلى الوراء، لذلك ولإسقاط النظام الذي كان أحد اللوحات الإعلانية القوية، لكنه الآن في طريق الضعف والدمار، فمن الضروري تضامن هذه القوميات ووحدتها. لقد أظهر التاريخ أن الوحدة أكبر وأقوى نظام، فتضامن النساء والرجال معاً إحدى الركائز الأساسية لزعزعة هذه الدولة الضعيفة".
وأضافت "تناضل المرأة من أجل المساواة مع الرجل والحرية، كما أنها تناضل من أجل حقوقها المشروعة، وهي حق كل محب للحرية في مجال النضال ضد الإكراه والتمييز، لذلك بدأت هذه الانتفاضة التي كان لها تأثير مهم على المجتمع".
وفي ختام حديثها طالبت الناشطة في مجال حقوق المرأة عواطف أسدي من الشباب والفتيات في إيران بأن يتحدوا ويشاركوا معاً في هذه النضالات "لن يكون الشباب قادة هذه الثورة فحسب، بل سيكونون أيضاً في المستقبل قادة للثورات القادمة وسيتم تدمير عبودية الدولة الإيرانية وستزرع بدلاً من ذلك إناءً من الزهور الحمراء بلون الدم. وزهور بيضاء بلون السلام والسكينة".