التمييز في سمسور... اللاجئين السوريين معزولون عن غيرهم من الناجين

أكدت المحامية كوليتر أكتيبى أنه نتيجة لسياسات التمييز يمنع اللاجئين السوريين من البقاء في مناطق الخيام التي أقيمت لضحايا الزلزال، ويفرض عليهم البقاء في ظروف منعزلة عن غيرهم من الناجين.

مدينة مامد أوغلو

سمسور ـ بعد مرور خمسة أشهر على الزلزال الذي كان مركزه مدينة مرعش، وبينما تم تأمين غرف مسبقة الصنع لمعظم الناجين من الزلزال، لا يزال اللاجئين السوريين يقيمون لوحدهم في مدن الخيام التي أنشئت في مركز المدينة، ولا يمكنهم الوصول إلى بيئة صحية وآمنة بسبب ضيق المسافة بين الخيم.

إن السوريون الذين تم نقلهم من الخيام التي أقاموها لأنفسهم في الشوارع أو بالقرب من منازلهم، وقاموا بإحضارهم إلى مدن الخيام في مركز مدينة سمسور (أديامان)، يواصلون حياتهم في ظروف صعبة للغاية، كما أن قلة عدد المراحيض المتنقلة في مدن الخيام التي يعيش فيها الآلاف من الناس تؤدي إلى تفشي الأوبئة.

 

التهرب من المسؤولية

لفتت المحامية كوليتر أكتيبى إلى السياسات العنصرية التمييزية تجاه اللاجئين السوريين وغيرهم من المهاجرين أثناء الزلزال، وقامت بإجراء تقييمات حول هذه الممارسة في سمسور، وذكرت بأن تدخل السلطة السياسية الغير كاف أثناء الزلزال وجه غضب الأهالي إلى المهاجرين، وإن السلطة تتهرب من المسؤولية من خلال هذه السياسات.

وأشارت إلى أن اللاجئين قد تعرضوا للتمييز والعنصرية أثناء جهود البحث والإنقاذ بعد كارثة الزلزال أيضاً، كما لم يستفيدوا من المساعدات التي توزع على المنطقة من المياه والطعام والمواد الغذائية والتدفئة والمأوى.

وبينت أنه لم يكن بإمكان اللاجئين الذهاب إلى نقاط توزيع المساعدات بسبب اتهامهم ونعتهم بعبارات مثل (سارق) وخوفاً من التعرض للعنف خلال الهجمات العنصرية التي قد وقعت نتيجة ردود الفعل، وبذلك لم يتمكنوا من تأمين احتياجاتهم الأساسية، وبالرغم من مرور أشهر منذ وقوع الزلزال لم توضع حلولاً لمشكلة المأوى بعد.

 

"الدولة مستمرة في ممارساتها العنصرية"

وأوضحت كوليتر أكتيبى أن الدولة التركية يجب أن تؤمن الظروف الصحية والمأوى وتلبي الاحتياجات الأساسية لضحايا الزلزال كافة في ظل ظروف متساوية، مؤكدة على مواصلة الحكومة ممارساتها العنصرية، وإصرارها على إقامة اللاجئين في مدينة خيام موحدة "إن الوضع القائم يمهد الطريق أمام هجرة الأهالي الذين لا يستطيعون العيش في ظل هذه الظروف القاسية داخل الملاجئ المؤقتة".

ولفتت إلى أن المهاجرين الذين تعرضوا خلال هذه العملية لهجمات عنصرية وانتزعت حقوقهم الأساسية في منطقة الزلزال، يعانون الأمرين مقارنة مع ضحايا الكارثة الآخرين.

وذكرت أن اللاجئين في منطقة الزلزال تعرضوا للعنصرية إلى جانب الظروف المعيشية الصعبة التي عانوا منها قبل الكارثة "حياة اللاجئين أصبحت صعبة بسبب هذه الظروف"، مشيرةً إلى أن الآلاف من المهاجرين في منطقة الزلزال يعانون من مشكلة الإسكان.

وأضافت "لم ترد أي معلومات منذ شهور بخصوص أوضاع المهاجرين في مراكز الترحيل ومراكز الإقامة المؤقتة في منطقة الزلزال، كما أن اللاجئين الذين كانوا يعيشون في منطقة الزلزال أجبروا على الرحيل من المدن التي كانوا يسكنونها، يقعون في قبضة البيروقراطية فيما بين اللوائح المتضاربة التابعة لمديرية إدارة الهجرة وإدارة الطوارئ والكوارث AFAD، وبسبب الممارسات العنصرية التمييزية حُرم المهاجرون من كافة الفرص التي منحت للمتضررين من الزلزال بالمجان وبالأخص وسائل النقل".

 

''يجب إنشاء خط قوي للنضال ضد العنصرية''

قيمت كوليتر أكتيبى تنظيم مدينة الخيام الموحدة وعدم تقديم غرف مسبقة الصنع للاجئين باعتباره استمراراً للممارسات التمييزية، ودعت إلى التضامن معهم "إن السلطة مسؤولة عن انتهاكات الحقوق والتمييز التي يعاني منها المهاجرون في البلاد، الذين ترك مصيرهم مجهولاً، وحكم عليهم بشروط عمل غير آمنة، وجعلوا منهم قوة عاملة رخيصة واحتياطية لرأس المال، وتم استغلال جهودهم، وحكم عليهم في ظروف معيشية صعبة حيث لا يتمكنون من الحصول على أي من الحقوق الأساسية".

وشددت على ضرورة "بناء خط نضال قوي في وجه كل هذه الاعتداءات والعنصرية والكراهية للمهاجرين، والتي ازدادت أضعافاً مضاعفة خلال فترة الزلزال، يجب على جميع القوى الديمقراطية العمالية والنقابات والمنظمات الشعبية الديمقراطية أن تعمل على توسيع خط النضال ضد العنصرية وتقوية التضامن في مواجهة العداء المتزايد ضد المهاجرين بعد الزلزال، والكراهية التي أُشعلت أثناء عملية الانتخابات".