التهاب الكبد الوبائي يهدد حياة الأطفال في إدلب

تشهد مدينة إدلب تزايداً كبيراً في انتشار الأمراض منها التهاب الكبد الوبائي الذي يشكل خطراً على حياة الأهالي والنازحين، وخاصة فئة الأطفال، في ظل قلة المياه وانعدام وسائل الرعاية الصحية الجيدة.

لينا الخطيب

إدلب ـ ينتشر مرض التهاب الكبد الوبائي في إدلب جراء تلوث الأطعمة والمياه فضلاً عن تردي خدمات الصرف الصحي، وعدم توافر المياه الآمنة، كما تعد الكثافة السكانية العالية في المخيمات أحد أبرز أسباب انتشار الأمراض وبيئة حاضنة لها، بسبب افتقارها للبنية التحتية والخدمية.

تقول براءة الفيلوني البالغة من العمر 33 عام، نازحة من بلدة حيش جنوبي إدلب إلى مخيم عشوائي في مدينة حارم بريف إدلب الشمالي، عن إصابة أحد أبنائها بمرض التهاب الكبد "لاحظت اصفراراً غير طبيعي على وجه ولدي البالغ من العمر 3 سنوات، إلى جانب معاناته من آلم في البطن وفقدان الشهية مع إقياء، الأمر أثار مخاوفي ودفعني لاصطحابه إلى الطبيب الذي أخبرني بإصابته بمرض التهاب الكبد الوبائي".

وأوضحت أنه "باعتبارنا نقطن في المخيمات، نجد صعوبة كبيرة في تأمين الدواء، ونضطر للذهاب نحو مراكز المدن، لأخذ الاستشارة الطبية بسبب عدم وجود مراكز قريبة لرعاية مرضى التهاب الكبد".

وبينت أن أكثر من 10 إصابات ظهرت في المخيم، وعزت أسباب الإصابات إلى تلوث مياه الشرب وري المزروعات بمياه الصرف الصحي في البساتين والأراضي الزراعية القريبة من المخيم.

ومن جانبها أوضحت نور الأقرع والتي تبلغ من العمر 36 عاماً، نازحة من مدينة سراقب إلى مخيم عشوائي في مدينة أرمناز شمالي إدلب "الشعور بالتعب والوهن وارتفاع الحرارة واحتقان البلعوم، إلى جانب شحوب الوجه واصفراره هي الأعراض التي ظهرت على طفلتي سيما الكيال البالغة من العمر عشر أعوام، قبل أن أراجع طبيب الأطفال أكد إصابتها بمرض التهاب الكبد، وشخصها بوجود تلوث مائي، فنحن نعتمد في تأمين مصدر الشراب على شراء المياه من أصحاب الآبار في المنطقة، ولا نعلم مدى نظافتها، وإن كانت صالحة للشرب أم لا، كما يوجد مكب قمامة قرب المخيم وهو سبب آخر في إصابة الأطفال بالمرض كما قال الطبيب".

ولفتت إلى أن الطبيب طلب منها الاهتمام بالنظافة الشخصية، وعزل الطفلة عن أخوتها كي لا تنقل لهم العدوى، ولكن ضيق المكان وعيش أفراد الأسرة في خيمة واحدة حال دون ذلك، رغم خوفها من انتقال المرض إلى أبنائها الآخرين.

من جانبها قالت منال العوض 25 عاماً من مدينة الدانا شمالي إدلب، كادت أن تفقد طفلها البالغ من العمر 10 أيام بسبب مرض التهاب الكبد "بعد ولادة طفلي بعدة أيام بدأ يظهر عليه شحوب ووهن عام، مع تحول لون جلده وعينيه للأصفر، ما استدعى إدخاله إلى العناية المركزة لتلقي العلاج المناسب، وبقي فيها عدة أيام قبل أن تتحسن صحته تدريجياً".

ووفق "منظمة الصحة العالمية" فإن التهاب الكبد مرض يمكن أن يسبب مجموعة من المشاكل الصحية ويمكن أن يكون قاتلاً، ويوجد خمس سلالات رئيسة منه، يشار إليها بالأنماط A، وB، وC، وD، وE.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن جميع تلك السلالات تصيب الكبد بالمرض، إلا أنها تختلف في جوانب هامة من بينها وسائل انتقال المرض، وشدته، والتوزع الجغرافي، وأساليب الوقاية.

وللوقوف على أسبابه وسبل معالجته تقول الطبيبة المختصة بأمراض الأطفال غفران الأصفر 31 عاماً من مدينة إدلب "بدت ظاهرة انتشار مرض التهاب الكبد بين الأطفال في إدلب واضحة هذه الأيام، وتكمن خطورتها بأن هذا المرض سريع العدوى، كما أن هناك عدة أنواع من التهابات الكبد منها ما يشكل خطراً على حياة المريض".

وأوضحت أن التهاب الكبد هو مرض فيروسي يصيب الكبد، ويسبب حالات مرضية تتراوح شدتها بين الخفيف والخطير، وينتقل بالعدوى عن طريق تناول الأطعمة والمياه الملوثة أو المخالطة مع شخص مصاب.

وبينت أن سبب انتشار العدوى في المخيمات هو لاستخدام المرافق العامة المشتركة كصنابير ودورات المياه، كما أن اختلاط الأطفال في المدارس يلعب دوراً في نقل المرض بين الطلاب، في حين يعتبر تناول الخضار الملوثة بمياه الصرف الصحي من أهم مسببات المرض.

وأشارت إلى أن هناك عدة أنواع للفيروسات الكبدية أشهرها فيروس الكبد "A" وهو الشائع حالياً، وتمتد فترة حضانته حتى 30 يوماً.

وشددت أن الوقاية تكون من خلال غسل الأيدي جيداً، وشرب المياه النظيفة، إلى جانب غسل الخضراوات والفواكه بشكل جيد، باعتبار أن السبب الأساسي لانتقال الفيروس هو الأغذية الملوثة.