الطفلة زين الشام إحدى ضحايا مخلفات داعش
انتهت الحرب بين قوات سوريا الديمقراطية وداعش عسكرياً في دير الزور بشمال وشرق سوريا منذ ربيع العام 2019، لكن معاناة الطفلة زين الشام المحمد مستمرة.
زينب خليف
دير الزور ـ لا تنتهي الحرب حتى إن حسمتها القوات المقاتلة على الأرض، فالمعاناة تستمر والخطر يبقى موجوداً.
تقول الطفلة زين الشام المحمد من أهالي مدينة دير الزور بشمال وشرق سوريا أنها تتمنى أن يعود إليها بصرها، وأن تكمل تعليمها لتصبح طبيبة تساعد في إنهاء معاناة المرضى، بعد أن فقدت بصرها وإحدى يديها بانفجار لغم زرعه مرتزقة داعش قبل القضاء عليهم.
أما والدتها فاطمة الحسن فقد فقدت الأمل بأي علاج، وتقول إن ابنتها تعاني وقد ضاع مستقبلها، "فقدت ابنتي بصرها وبترت إحدى يديها، ابنتي خسرت مستقبلها، ولا يمكن لها حتى أن تلعب مع أصدقائها".
الطفلة زين الشام المحمد التي تبلغ من العمر 10 سنوات، ليست أول ضحية ولا آخر ضحية لمخلفات الحرب في المنطقة، بل أن هذه المخلفات التي مثلت تحدياً للأهالي تفتك بحياة الأطفال، حيث تعرض الكثير منهم لحوادث أدت إلى بتر أطرافهم، أو فقدانهم لحياتهم.
لا يجد أطفال القرى مساحة خاصة بهم للعب، تجمعهم الشوارع وجميع المساحات الفارغة وحتى الأراضي الزراعية، ولا يعرفون الخطر لذلك يلعبون في كل ما تقع عليه أعينهم من أدوات وخردوات، وتغمرهم السعادة إن وجدوا شيئاً غريباً.
فاطمة الحسن تستذكر الفترة التي أصيبت بها ابنتها وتصفها بالقاسية، وتقول إن حياتها كانت في خطر "أصيبت ابنتي عندما كان عمرها سبع سنوات، فعندما كانت تلعب مع أصدقائها وجدت مجسم غريب على الأرض، ولأنها لا تعرف ما هو أو أن كان مؤذي أو لا حملته خلال لعبها به فانفجر وأصابها مع اثنين من أصدقائها".
وتضيف "سارعنا إلى إسعافها إلى مدينة الحسكة وبقينا 9 أيام في العناية المركزة"، لكن حالتها ساءت، وحتى الأطباء في دمشق عجزوا عن علاجها "بقينا لشهر تقريباً في دمشق ومع أن حالتها استقرت إلا أن الأطباء أخبرونا أن أنسجة عيونها تلفت ولن تتمكن من الرؤية لبقية حياتها".
تتساءل فاطمة الحسن عن الذنب الذي ارتكبته ابنتها حتى يكون مصيرها فقدان البصر مدى الحياة، وخسارة يديها "فقدت ابنتي أغلى ما قد يملكه إنسان، حرمت من اللعب مع أصدقائها والنظر إليهم، فما هو الذنب الذي ارتكبته لكي يكون هذا مصيرها؟"
وأضافت "حتى اليوم لا نشعر بالأمان فمخلفات الحرب ما تزال تشكل خطراً على حياتنا، ولم يعد أطفالنا قادرين على اللعب بحرية". قائلةً بغضب أن المأساة التي يعيشونها تسبب بها داعش "لولا وجود داعش ومخلفاته لما أصيب أطفالنا الأبرياء".
وأكدت فاطمة الحسن أن هناك العديد من الأطفال والأشخاص أصيبوا نتيجة انفجار مخلفات الحرب "ليست أبنتي الوحيدة التي تأذت من مخلفات داعش أنما فقدت امرأة حامل حياتها، كذلك أصيبت طفلة بالشظايا في أجزاء جسدها مما سبب لها إعاقة". مشددةً على أن داعش دمر حياة العديد من الأسر "دمر داعش منازلنا والمدارس ومستقبل الأطفال، والكبار من خلال زرع المواد المتفجرة في مناطقنا".
واختتمت فاطمة الحسن حديثها بمطالبة المنظمات الدولية وحقوق الإنسان "على المنظمات الحقوقية والإنسانية تقدم الدعم لنا، وعلى الأطراف المسؤولة عن ملف داعش محاسبة المرتزقة".