الشتاء الثاني... نساء سمسور تعبرن عن قلقهن من سوء الأوضاع المعيشية
على الرغم من مرور ثمانية أشهر على ضرب الزلزال مدينة سمسور بشمال كردستان، لا تزال هناك عائلات لم تتمكن من الحصول على الكرفانات التي لا تلبي احتياجات الأهالي.
مدينة مامد أوغلو
سمسور ـ لم تلتئم بعد جراح أهالي مدينة سمسور في شمال كردستان التي تعد أحد المدن الأكثر تضرراً جراء الزلزال الذي ضرب البلاد في السادس من شباط/فبراير الماضي وكان مركزه مدينة مرعش، فحتى الآن لا يزال الأهالي يقيمون في مدن الخيام أنشأتها إدارة الكوارث والطوارئ "AFAD" في المدينة والتي يطلق عليها اسم "مراكز سكنية مؤقتة".
في المدينة التي تسبب الزلزال بأضرار جسيمة فيها، لا يزال الأهالي الذين تضررت منازلهم بشكل طفيف أو متوسط يقيمون فيها، وقد وضعت في سمسور 13 ألف و726 كرفانة موزعة في ٢٠ نقطة مختلفة، يرمز لها بالشكل التالي "K1، K2، K3"، ليقيم فيها من تدمر منزلهم بشكل كامل.
أما بالنسبة لبعض ضحايا الزلزال الذين لم يذهبوا إلى مدن الكرفانات، فهم يكافحون من أجل البقاء في الكرفانات أنشأها المتطوعون أو في أكواخ بنوها بواسطة وسائلهم الخاصة، وبينما مازالت مساكن الزلزال قيد الإنشاء من قبل وزارة الإسكان التركية، بدأ المواطنون المتضررون من الزلزال يقلقون من اقتراب حلول فصل الشتاء الثاني عليهم، كما ويشكو ضحايا الزلازل الذين استقروا في مدن الكرفانات من صغر مساحة الكرفانات وتسرب المياه إلى الداخل، والمواطنون الذين لم يتمكنوا من الحصول على كرفانات يضطرون للبقاء كضيوف عند أقاربهم.
"٧ أشخاص يقيمون في منزل مساحته ٢١ متراَ مربعاَ"
أشارت نافية إسن إحدى ضحايا الزلزال، إلى أن 7 أشخاص يقيمون في غرفة مسبقة الصنع (كرفانة) تبلغ مساحتها ٢١ متراً مربعاً "إننا نعاني هنا وعاجزون أمام هذا الوضع، نحن عائلتان نقيم في كرفانة واحدة، والمسافة بين الكرفانات هنا قليلة لحد الالتصاق ببعضها، لا أحد يملك مساحة خاصة به، الكرفانة صغيرة جداً ولا تتسع لأحد، كما لا يمكننا استخدام المرحاض والحمام لأن الماء يتسرب إلى الغرف الأخرى، وفي الليل ينام الجميع معاً، قمنا بتحويل غرفة صغيرة إلى مطبخ وغرفة للأطفال في نفس الوقت، أي أنهم ينامون حيث يتم طهي الطعام، لا نعلم أبداً ماذا نفعل، لقد تُركت أديامان وحيدة مع جراحها".
"لقد مرضنا جميعاً بسبب الغبار والدخان"
ولفتت إلى أن الغبار المنتشر أثناء تنفيذ عمليات هدم المباني يؤثر على مدينة الكرفانات "إننا نقيم في مدن الكرفانات، لا يمكننا من الخروج بسبب الغبار، عندما ينفذون عمليات الهدم يخبروننا بألا نخرج ولكن ماذا سنفعل في الداخل طوال تلك الأيام، مَرض أطفالنا بسبب هذا الغبار، فإما يعانون من السعال أو الربو، في هذه الحالة إذا تمكن الآخرون من الاستمرار في الحياة، ليعيشوا ولكننا لا نستطيع أن نعيش في ظروف كهذه، يجب عليهم أن يجدوا حلاً لنا".
"لقد انتظرت الكرفانة مدة ٨ أشهر"
من جانبها أوضحت نوجان شاهين وهي من ضحايا الزلزال، أنه على الرغم من أنها تقدمت بطلب للحصول على كرفانة منذ ٨ أشهر، إلا أنها لم تلقى استجابة، لذلك اضطرت للبقاء مع والدتها، مشيرةً إلى أنهم انتقلوا إلى الإقامة في الكرفانة بعد عدة أشهر من بقائهم في خيمة، وعبرت عن قلقهم من اقتراب فصل الشتاء، "على الرغم من إنني كنت أقدم طلبات متكررة لمدة ٨ أشهر، إلا أنني لم أحصل على أي كرفانة، لقد كنت أسكن في الإيجار وتم طردي من المنزل، وبما أنه لا يوجد استقرار لا أستطيع إرسال ابني إلى المدرسة أيضاً، والكرفانة في حالة سيئة جداً، لا يمكننا حتى استخدام الحمام، إننا في وضع صعب للغاية، ليس لدينا أي مكان آخر نذهب إليه".
"المياه تتسرب من كل جزء من الكرفانة"
ونوهت نورجان شاهين إلى أن المياه تتدفق من جميع أنحاء الكرفانة وأنهم سيواجهون أوضاع صعبة للغاية عند بدأ هطول الأمطار "المكان الوحيد الذي يمكننا أن نضع نبقى فيه هو هذه الكرفانة، وهي أيضاً غير سليمة، وبما أنها ليست كذلك، فسوف تغمر بالمياه عند هطول أول مطرة، لا يمكننا الاستحمام هنا بسبب تسريب الحمام للمياه، نأخذ الأطفال ونذهب إلى مكان آخر، كل من يقيم في هذه الكرفانات يعاني من الأمراض، هذا الغبار والدخان أصاب الجميع بالمرض، فلتنتهي عمليات الهدم هذه في أسرع وقت ممكن ولنحظى ببعض من الراحة بعد كل هذا العناء، فلا الهواء الذي نتنفسه نظيف، ولا الكرفانات سليمة، ولا نملك مكان نقيم فيه، إذا حل علينا الشتاء مرة أخرى سننام في وضعية جنباً على جنب متعانقين، وبخلاف ذلك ليس هناك ما يمكننا القيام به".