'القرى النموذجية هي عودة إلى ثقافة المرأة الأم'
قالت عضو تنسيقية مؤتمر ستار في مقاطعة الحسكة ريما محمود عن الاستعدادات لبناء مشروع "القرى النموذجية"، إن القرى النموذجية هي عودة إلى ثقافة المرأة الأم.
سوركل شيخو
الحسكة ـ عقد مؤتمر ستار مؤتمره التاسع في شمال وشرق سوريا في 15 كانون الثاني/يناير من العام الجاري، وكان أحد قرارات المؤتمر هو إنشاء مشروع "القرى النموذجية".
قالت عضو منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة الحسكة بشمال وشرق سوريا ريما محمود "يقول القائد عبد الله أوجلان أنه يجب على الجميع العودة إلى قراهم وثقافتهم، لأن كل الخيرات والنعم والبركة موجودة في القرية، ففي السنوات الأخيرة، تم إخلاء القرى وانتقل الجميع إلى المدن، ولم يتبق في القرى سوى كبار السن. عندما ينتقل الجميع إلى المدن، يضعف الاقتصاد المحلي بالتأكيد. لقد كانت مناطق شمال وشرق سوريا مشهورة بالمياه والزراعة والخضروات والفواكه، وكانت تكفي جميع المدن، ولم نكن بحاجة لاستيراد الخضار والفواكه من خارج المنطقة، ومن المهم جداً للأشخاص الذين يعيشون في هذه المنطقة أن يعززوا اقتصادهم بهذه الطريقة".
إنشاء عشر "قرى نموذجية"
وعبرت ريما محمود عن ضرورة بناء القرى النموذجية وتجهيزاتها "بعد انتقال الأهالي إلى المدن وضعف الاقتصاد الحالي، ظهرت الحاجة إلى بناء "قرى نموذجية" لتشجيع الأهالي على العودة إلى القرى مرة أخرى، وليعود الأهالي إلى الخير والبركات التي أهملوها، ووفقاً للعديد من الاقتراحات من المناطق، كان بناء هذه القرى هو قرار المؤتمر التاسع، يجب أن تكون 5 ـ 6 قرى على الأقل في كل مقاطعة قرى نموذجية، وفي تلك القرى سيكون لدينا مشاريع مهنية واقتصادية وزراعية وأكاديمية، وفي مقاطعة الحسكة تم تحديد 6 قرى في مناطق تل تمر والهول والعريشة والدرباسية والشدادي والحسكة، وقد تم النقاش حولها، وفي تلك القرى يجب توفر الأراضي الزراعية ومياه الشرب ومياه ري الحقول والمنازل الفارغة من أجل تحويلها إلى أكاديميات وفتح مشاغل للخياطة والمعلبات وأن تكون مناسبة لبناء المشاريع، وبشكل عام تم تخصيص 10 قرى في مقاطعة الجزيرة، 4 في مقاطعة قامشلو، 6 في مقاطعة الحسكة كقرى نموذجية، والاستعدادات جارية".
"قرانا خزائن كنوز بلادنا"
وبينت ريما محمود أن الأهالي سيديرون المشاريع بأنفسهم "الأمر أنه لا توجد مشاريع في القرى، أنها موجودة لكننا سنعززها والنساء أنفسهن يديرون المشاريع الزراعية بأنفسهم حتى الآن وتخرجن المياه من الآبار بالدلاء، ونحن على تواصل مع اقتصاد المرأة وسنقدم لها ما يلزم لتطوير الزراعة، فالنساء متحمسات لتنفيذ "القرى النموذجية". اليوم، قرانا هي خزائن كنوز بلادنا ويجب أن نعرف كيف نستكشفها ونعتني بها. كل مشروع صغير ينجح في القرى سيتم افتتاح مشروع أكبر. قد يكون هناك 6 قرى الآن ولكن عندما تنجح هذه القرى في مشاريعها، فإنها ستؤثر على القرى الأخرى وتجعل الأشخاص الذين انتقلوا من القرية يعودون إليها مرة أخرى والعمل على تطويرها، وفي الوقت الحالي، قبل أن نعقد مؤتمرنا العاشر، يجب أن تدخل جميع مشاريعنا حيز التنفيذ".
الصعوبات والمشاكل وآليات الحل
وأوضحت ريما محمود أنهم وجدوا آليات لحل الصعوبات "الهجمات تحصل على المنطقة، والفتن التي تقوم بها بعض أحزاب المعارضة في منطقة دير الزور تؤثر بالتأكيد على عملنا، كما أن الهجوم الأخير من قبل الاحتلال التركي على كامل مناطق شمال وشرق سوريا أيضاً له تأثير كبير على عملنا لأن الاحتلال استهدف أهم الأماكن بالنسبة للشعب كالكهرباء والمياه والنفط وغيرها، ومن ناحية أخرى، في الحالات التي تظهر فيها خلايا داعش في مناطق العريشة والهول والشدادي، نضطر إلى إيقاف عملنا في تلك المناطق لفترة، والأمر الآخر أن المياه في تلك القرى مالحة، وأحياناً تكون مناسبة وأحياناً لا تصلح لزراعة البساتين، ولهذا السبب نحضر خبراء في المياه الجوفية، ويقومون بتحليل المياه، وإذا كانت مناسبة للري، فإننا نحفر الآبار هناك".
وأشارت إلى أنه "سياسات إخلاء قرى شمال وشرق سوريا والانتقال إلى المدن ليست من ثقافة وأفكار السكان المحليين، إن الدولة ووعي الدولة وراء هذا الأمر. يريدون تدمير ثقافة الشعب وتاريخه وإبعاده عن قيمه. ومؤخراً في العديد من المناطق يتم الاعتناء بالقرى التي كانت مهملة وتنظيفها حتى يعود السكان مرة أخرى إلى منازلهم المهجورة. بهذه الطريقة ومع بناء القرى النموذجية سنتمكن من منع الهجرة من البلاد، وسيتم توفير فرص العمل للجميع وبالتالي سنطور بلدنا بأيدينا. يجب أن نعود إلى مصانع قرانا ونعزز اقتصاد بلدنا. دعونا نتحدث عن ثقافتنا وتاريخنا ولغتنا في بلدنا وننشأ على جذورنا".
وأنهت ريما محمود حديثها بهذه الرسالة "دعونا نعود إلى ثقافة الأم ونعمل على تطويرها. اليوم، دعونا نعود إلى الزمن القديم عندما كانت أمهاتنا تصنع الأفران بأيديهن وتصنعن الخبز، وتخرجن المياه من الآبار بالدلاء وتسقين البساتين، وتزرعن الأشجار. القرى النموذجية هي عودة إلى الثقافة الأم".