النساء الكرديات... الهوية الحقيقية لجيش المرأة
رسخت المناضلة بريتان هيفي نهج الحرية والمقاومة للمرأة في سيبل البحث عن حريتها، وباستشهادها أصحبت مثال للمرأة الحرة.
نورشان عبدي
كوباني ـ أكدت الإدارية في قوى الأمن الداخلي للمرأة بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا زوزان شيخي إن "المرأة الكردية منذ بداية التاريخ لها دور في المقاومة ضد العبودية، والشهيدة بريتان هيفي أحد رموز هذه المقاومة".
بريتان هيفي التي استشهدت في 25 تشرين الأول/أكتوبر 1992 أصبحت نهج للمقاومة ضد القوى المناهضة للثورة وتحرر المرأة، وخلقت الحاجة إلى تنظيم نسائي ضد السياسات المعادية للمرأة. وهي القوة الرائدة في إنشاء نظام بديل ضد الذهنية الذكورية. ولدت المناضلة كولناز قره تاش صاحبة الاسم الحركي بريتان هيفي عام 1971 في قرية سولهان التابعة لجوليك وهي من مدينة ديرسم بشمال كردستان، كانت طالبة في كلية الآداب بإسطنبول، وهناك تعرفت على حركة التحرر الكردية والتحقت بصفوفها عام 1991، وعرفت بقوة شخصيتها القيادية والإدارية.
وبعمليتها الفدائية بنت أرضية قوية لتأسيس أول جيش للمرأة الذي أعلن عنه القائد عبد الله أوجلان، وجعلت للمرأة الكردية شخصية قيادية وريادية تقوم بدورها التاريخي ضد كل ذهنية تهدف إلى إنكار واستضعاف المرأة، وبهذه الفلسفة وللدفاع عن ذواتهن وأرضهن أسست نساء روج آفا بشمال وشرق سوريا وحدات حماية المرأة والعديد من مؤسسات العسكرية النسائية، وأثبتن أنهن قدوة لنساء العالم.
حول تطور جيش المرأة قالت الإدارية في قوى الأمن الداخلي للمرأة في إقليم الفرات زوزان شيخي "للنساء الكرديات تاريخ من النضال والمقاومة وخير مثال هي المناضلة بريتان هيفي التي فضلت الموت عن الاستسلام" وأضافت أن "الشهيدة بريتان لها دور بارز في توعية النساء على فلسفة الحرية التي تعرفت عليها عبر فلسفة القائد عبد الله أوجلان، وتعزز ثقة المرأة بذاتها ومكانتها للبحث عن الحرية".
"بريتان عنوان حرية المرأة"
وعن استناد النساء في ثورة المرأة بشمال وشرق سوريا على ميراث جيش المرأة الذي ترك خلفه ثلاثين عاماً مليئة بالإنجازات العسكرية والسياسية أوضحت زوزان شيخي "تركت ثورة شمال وشرق سوريا 10 أعوام من النضال وراءها وعرفت الثورة بثورة المرأة، وطورت المرأة نفسها في المجال العسكري وأسست العديد من المؤسسات العسكرية الخاصة بالمرأة، وحدات حماية المرأة، وقوات المرأة لحماية المجتمع، وقوى الأمن الداخلي 'أسايش المرأة'، وانضمت لهذه المؤسسات المئات من النساء من مختلف مناطق ومكونات شمال وشرق سوريا".
وأشارت "نستطيع القول إن المناضلة بريتان هيفي هي الأساس في المجال العسكري لكل امرأة تريد حماية ذاتها، ونهج حرية المرأة تم تأسيس جيش المرأة وعرفت النساء الكرديات في الشرق الأوسط والعالم بأنهن الهوية الحقيقة لهذا الجيش".
وفي ختام حديثها قالت الإدارية في قوى الأمن الداخلي الخاص بالمرأة في إقليم الفرات زوزان شيخي "نحن نساء شمال وشرق سوريا ومن أجل المحافظة على ميراث جيش المرأة سنناضل ونقاوم ليس فقط في المجال العسكري بل في جميع المجالات لتكون قواتنا مصدر قوة لكافة النساء في العالم من أجل تعزيز إرادتهن وفكرهن في سبيل البحث عن حريتهن".