العنف الإلكتروني... من أخطر أنواع العنف ضد النساء في الجزائر

قد يصعب التصدي للكثير من أشكال العنف والتحرش الإلكتروني ضد النساء خاصة عندما يكون في الفضاء السيبراني (الإلكتروني)

نجوى راهم
الجزائرـ ، حيث يصبح التحكم في انتشار المعلومات والصور والمحادثات صعب جداً، وهذا ما يجعل نسبة التحرش والعنف تزداد في العالم.
قدم فريق سلامات الجزائر منذ كانون الثاني/يناير 2022 أرقام عن العنف ضد النساء على الانترنت، قائلاً بأن واحدة من كل 5 نساء على الأقل تحذف أو توقف حسابها على منصات التواصل الاجتماعي بعد التعرض للتحرش أو العنف الإلكتروني، كما سجل واحد من كل ثلاث رجال بين سن 18 و 24 سنة ارتكاب شكل من أشكال العنف الجنسي ضد النساء، وهذا ما جعل 49 بالمائة من النساء لا يشعرن بالأمان على الإنترنت بسبب التحرش.
وتقول الأخصائية والمعالجة النفسية العيادية والتربوية الدكتورة جليلة رحالي لوكالتنا أن العنف والتحرش الإلكتروني أخطر من العنف الواقعي بسبب التأثير الذي يحدثه على نفسية الأشخاص.
وأضافت أن العنف الإلكتروني هو كل الأشكال التي تضر بالشخص في الوسط السيبراني خاصة النساء، حين يكون العنف عن طريق منصات التواصل الاجتماعي أو مواقع الانترنت، وهذا ما يجعل المجرمون ينتهزون الفرصة في التحرش أو تعنيف الضحية سواء من خلال التهديد المباشر أو غير المباشر أو الابتزاز، ونشر معلومات خاصة وانتحال شخصية باستعمال كلمات جارحة أو صور غير أخلاقية أو كلمات بذيئة.
وحول خطورة الآثار المترتبة عن العنف أو التحرش الإلكتروني أوضحت أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم معرفة ودراية النساء بكيفية التعامل مع العنف، خاصة أن المرأة في أغلب الأحيان لا تفرق بين خصوصية العالم السيبراني والواقع، وهذا ما يجعل النساء غير قادرين على مواجهة المواقف مع إمكانية الحاق الضرر بأنفسهن.
وحذرت جليلة رحالي من خطورة الوسط السيبراني خاصة عندما يستخدم بطريقة خاطئة، مما يؤدي إلى نتائج غير مرضية ومؤذية بنسبة أكثر للنساء.
وأوضحت الحلول والنصائح حول إمكانية حماية النساء والفتيات أنفسهن وعائلتهن من حملات العنف الإلكتروني أو التحرش، بضرورة التفرقة بين العالم الافتراضي والواقعي وتفادي الانغماس والتصاعدية في الحوار مما ينجم عنه الدخول في حملات تنمر تأثر على الحياة النفسية للنساء وخاصة المراهقات والقاصرات. 
وقالت بأنه يجب عدم الانسياق وراء التعليقات السلبية والتواصل مع أي كان فالعلاقة الافتراضية ليست نفسها العلاقة الواقعية، بالإضافة إلى البحث والتأكد من هوية المتحدث وعدم الكشف عن معلومات شخصية وعدم إظهار الخوف والضعف خاصة إذا كانت المرأة تتمتع بشخصية منطوية.
وبينت أن الخوف في أغلب الأحيان يجعل النساء غالباً ما تقبل بكل التهديدات والضغوطات التي تتعرض لها من المتحرش أو المتنمر في الفضاء الإلكتروني لأن كل هذه العملية تكون خلف الشاشة.
ونصحت الدكتورة جليلة رحالي النساء والفتيات وكل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة التبليغ وتشجيع النساء على الإخبار بمجريات المحادثة أو اللجوء إلى تطبيقات الحماية الرسمية والموثقة على غوغل  بلاي مثل ألو شرطة أو بي بي جي أن للدرك الوطني، للتبليغ والإخطار في حالة وجود مشكلة أو مضايقة من طرف حساب أو شخص معين. 
وأوضحت الخبيرة في علم النفس السيبراني العواقب والعقوبات التي يمكن أن يتعرض لها المجرمون في الفضاء السيبراني، وذلك من خلال منع كل شخص من نشر صورة أو الإبلاغ عن معلومات شخصية حول شخص أخر دون علمه وإخباره، مضيفة أن الجهات الأمنية لها وسائل متطورة في إعادة استرجاع كل المحادثات التي تم مسحها من طرف المجرمين، وهذا ما يجعل النساء أكثر أماناً من الناحية القانونية، حيث أن المشرع يعمل على مبدأ الخصوصية من خلال استعمال صور أخرى في حالة ما إذا قامت امرأة بإرسال صور أو ملفات شخصية تخصها، من خلال التستر على بعض المعلومات التي تكشف الهوية الحقيقة للضحية رغم طول المدة الزمنية التي تستغرقها التحقيقات.
وأكدت جليلة رحالي على ضرورة العمل بشكل أكبر لزيادة وعي النساء والفتيات أكثر باستخدام الفضاء السيبراني بطريقة صحيحة وذكية دون الوقوع في هفوات ومضايقات تؤثر سلباً على حياتهن، كما طالبت النساء والفتيات بعدم إرسال معلومات شخصية وصور خاصة لأي جهة كانت دون التأكد من هوية الأشخاص.