'العمر مجرد رقم وليس عائقاً يمنع المرأة من تحقيق هدفها'

قالت عائشة عبد الله، وهي من مدينة السليمانية بإقليم كردستان، إن العمر مجرد رقم وليس عائقاً يمنع المرأة من تحقيق هدفها.

نهاية أحمد

جمجمال ـ لطالما استبعدت المرأة من التعليم بسبب الثقافة والتقاليد البالية، لكنها تبذل دائماً جهوداً لتعلم القراءة والكتابة، واستطاعت تطوير شخصيتها في كافة المجالات، وخاصة محو الأمية.

عائشة عبد الله نموذج للمرأة التي أجبرت على ترك المدرسة عندما كانت طفلة واستأنفت تعليمها بعد أن تجاوزت الخمسين من عمرها.

ولدت عائشة عبد الله عام 1965 في منطقة سنغاو، وتقيم حالياً في بلدة جمجمال بمدينة السليمانية، وبسبب عدم الاستقرار الذي شهده إقليم كردستان، كان لنظام البعث تأثير على الشعب الكردي، واتُهمت عائلة عائشة عبد الله بدعم القوات الكردية ما أجبرهم على الهجرة.

ولم تتمكن عائشة عبد الله من مواصلة دراستها لأسباب سياسية، وبعد 43 عاماً من الانفصال تمكنت من مواصلة دراستها وتحقيق أحلامها وهي في عمر الـ 59 عاماً.

وحول هذا الموضوع قالت "على الرغم من أنني طردت من المدرسة بسبب الظروف المعيشية السيئة لعائلتي وإخوتي، إلا أن المدرسة كانت تكبر في قلبي كالطفل لأن التعليم كان أملي وشغفي".

وأوضحت عائشة عبد الله كيف استأنفت دراستها ومن ساعدها ودعمها "عندما قررت استئناف دراستي، وافق أفراد عائلتي بسعادة على قراري ودعموني، وعدت إلى المدرسة التي تركتها عندما كنت في الصف الثامن، في عام 2022".

وتمكنت عائشة عبد الله، المرأة التي أمضت حياتها بحب الدراسة، من إنهاء الصف التاسع بنجاح عام 2024 من خلال إجراء امتحان خارجي.

وحول الصعوبات التي واجهتها، لفتت إلى أنه كثيراً ما كان يعترض طريقها الأقارب والجيران والأشخاص المحيطين بها الذين ظنوا أن عمرها غير مناسب لإكمال تعليمها، إلا أنها لم تتأثر أبداً بكلام الناس، وكانت تهتم أكثر بدراستها، وتحصل على درجات جيدة في امتحاناتها.

وقالت إنها تحاول عبور المراحل الأخرى والدراسة في الكليات والجامعات ومواصلة دراستها حتى تصل إلى مبتغاها، موجهة رسالة إلى النساء قائلة "أي امرأة تريد تحقيق الشغف الذي نشأت عليه، أقول لها إن العمر ليس عائقاً بالنسبة للمرأة، بل هو درع حياتها ومقاومة كل الضغوط".