'المنظمات الحقوقية والدولية خذلت المرأة الفلسطينية'

لطالما طرحت تساؤلات كثيرة حول دور المنظمات الإنسانية والدولية في تقديم الدعم للمرأة أثناء الحروب والنزاعات خاصة المرأة الفلسطينية التي تعرضت لكافة أشكال الانتهاكات ولم يحرك المجتمع الدولي ساكناً.

إخلاص الحمروني

تونس ـ دعت الناشطة السياسية والحقوقية حياة حليمي، المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك لنصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن المرأة الفلسطينية التي انهكتها الحروب الدامية والعمل على إيقاف الحرب والعنف الممنهج والحد من الانتهاكات التي طالتها.

تقول الناشطة السياسية وعضوة الفرع الجهوي للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حياة حليمي من مدينة القصرين، إن ولاءها للقضية الفلسطينية ليس بالجديد، بل هو خصال اكتسبته منذ الصغر عندما كانت تنشط في العديد من النوادي الاجتماعية لما تحمله من فكر تقدمي يؤمن بكونية حقوق الإنسان الذي صدم بواقع مرير لا يجسم بعدالة ممارسة هذه الحقوق.

ولفتت إلى أنه من خلال متابعتها لأخبار القضية الفلسطينية، اكتشفت وجود تمييز في تطبيق حقوق الإنسان ولاسيما المتعلقة بحقوق المرأة في مناطق النزاع حيث تعاني المرأة مأساة حقيقة أكثر من الرجل، مشيرة إلى أن كل الحضارات أثبتت أن المرأة هي ضحية سياسة التمييز بين الجنسين "يتضح هذا التمييز عندما يتم الحديث عن تأنيث الفقر والبطالة والتهميش والعنف، فعندما نتمعن في معاناة المرأة، نرى أنها تعاني أكثر من الرجل في الإدارات ومقرات العمل وفي أروقة التعليم حيث تتعرض لشتى أشكال العنف".

وأوضحت أن مظاهر ظلم المرأة تكون أكثر في مناطق الحرب خاصة في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث أصبح المجتمع المدني العالمي يتعامل مع قضايا المرأة الفلسطينية بمفهوم التقاطعية، لأنها تتعرض للتهميش والعنف، مشيرة إلى أن الأرقام والنسب الخاصة بالقتل والتشريد تكشف بوضوح حقيقة ما تكابده المرأة من مشاكل حيث تتعرض لكل أشكال الانتهاكات.

وأكدت أن الوضع الصعب التي تعيشه المرأة الفلسطينية اليوم من ظلم وسلب لحقوقها المشروعة المتفق عليها كونياً حقيقة مخجلة يشاهدها كل العالم بصمت، مضيفةً أن التاريخ أثبت أن النساء تعرضن لانتهاكات في معظم الحضارات، لكن ما تعانيها المرأة الفلسطينية اليوم أبشع بكثير وحجم معاناتها مضاعف 10 مرات، فهي تقاوم الجوع، العطش، الحرارة، البرد، التشرد، كما أنها تقتل أمام مرأى العالم وتفقد أطفالها وتتشرد عائلتها.

وشددت على أن المرأة الفلسطينية اليوم تعاني من إرهاب العالم والمنظمات الحقوقية التي تتعامل بمكيالين مع قضيتها، لأنهم يتعاملون مع قضية المرأة الفلسطينية بوصفها صنف آخر من البشر ومن درجه أخرى "العالم بأجمعه مطالب بالتحرك لنصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن المرأة الفلسطينية التي انهكتها الحروب الدامية والعمل على إيقاف الحرب والعنف الممنهج والحد من الانتهاكات التي تطال المرأة والأطفال بالأساس".

"اليوم يجب التعامل بجدية مع قضية المرأة، لأن أزمتها مع التهميش والقتل والعنف والاضطهاد والحرمان من الحقوق ظاهرة للعيان، لذلك على نساء العالم نصرة المرأة الفلسطينية لأنه من العار أن يشهد هذا القرن كل هذه التجاوزات، ومن العار أيضاً على المجتمعات المتقدمة التي تؤمن وتنادي بضمان حقوق الإنسان أن يتعاملوا مع معاناة المرأة في فلسطين بتجاهل وكأنها ليست ذات بشرية ولا تشملها الحقوق الموثقة عالمياً" وفق ما قالته حياة حليمي.

وعكس هذا التجاهل العالمي، ترى أن المنظمات والجمعيات النسوية كانت لها مواقف مشرفة في نصرة القضية الفلسطينية، ودعم المرأة وتبني مشاكلها وقضاياها، مؤكدةً أن صوت الحقوقيات التونسيات كان دائماً عالياً وبارزاً من أجل الدفاع عن نساء فلسطين، لأنهن مقتنعات أنه من حقهن أن تتحررن، وأن تتمتعن بحقوقهن "الأصوات التونسية لوحدها غير قادرة على إيقاف المجازر التي ترتكب بحق الفلسطينيات".

وأشارت إلى أن العديد من المنظمات التونسية وبعض المنظمات العربية كانت سباقة لنصرة المرأة الفلسطينية وكانت مواقفها مشرفة لكن تأثيرها على المستوى العالمي كان محدوداً ولا يزال ضعيفاً ودون المطلوب "من المخجل رؤية مواقف بعض المنظمات العالمية التي تعتبر نفسها مدافعة عن حقوق الانسان لا تحرك ساكناً، لقد اكتشفنا الآن عدم مصداقيتها وأن المناداة بحقوق الإنسان ماهي إلا مجرد شعارات".

وبينت أنه لم يعد أمام هذه المنظمات التي تجاهلت حقوق النساء في فلسطين أن تتكلم مستقبلاً عن حقوق الإنسان أو ترفع شعارات مناصرة لأي قضية طالما لم يكونوا في مستوى الدفاع عن قضية المرأة الفلسطينية.

وفيما يخص دور المجتمع النسوي الحقوقي قالت "من الضروري أن يكون مناصراً لصالح المرأة في فلسطين ويرفع صوت المساندة لقضيتها ويجتمعوا في جبهات من أجل الدفاع عن الحقوق المسلوبة والعمل معاً وبصوت مرتفع من أجل إيصال رسالة للعالم رافضة لما تتعرضن له".

ووجهت نداء إلى كل الحقوقيات سواء في المجتمع التونسي أو العربي والعالمي لمعاضدة المجهودات لأنه لم يعد هناك الكثير من الخيارات "تمثل المرأة الفلسطينية اليوم رمز المرأة العربية وهويتها وما تتعرض له من انتهاكات يمسنا نحن أيضا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لذلك يجب أن نبني هذه القضية ونضم صوتنا إلى صوت المنظمات والدول التي أخذت على عاتقها مناصرة القضية الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني الذي عذب المرأة الفلسطينية ونكل بها وحرمها من حقها في عيش حياة كريمة"، مطالبةً "بتنظيم اعتصامات وحركات احتجاجية رافضة لتصرفات الكيان الصهيوني وفاضحة لانتهاكاته".