المعلمة تفاحة جربوع تعشق الرياضيات وتطبق الجيوجبرا في تدريسها

حصة مادة الرياضيات بشقيها الجبر والهندسة من أكثر الحصص التي لا يحبها الطالب نظراً لصعوبتها، والملل والخوف اللذان يرافقان تدريسها، وكانت الفرحة تعم الفصل حين يتغيب المعلم عنها

ابتسام اغفير
بنغازي ـ ، لكن المعلمة تفاحة عبد المولي جربوع غيرت جذرياً هذه النظرة ونقلت الرياضيات من كونها مادة جامدة مملة إلى المادة الأكثر امتاعاً وتسلية والأقرب لقلب الطالب. 
المعلمة تفاحة عبد المولي جربوع من معلمات الرعيل الأول لمادة الرياضيات بخبرة تزيد عن 35 عاماً، تقول عن اعتمادها لطريقة الرياضيات التفاعلية في تدريس طلبة الصف التاسع "أعشق الرياضيات بشدة، لذلك أحاول أن ابتكر طرق جديدة لتدريسها بعيداً عن السبورة والخطاط، وأسعى لتطوير نفسي لمواكبة العصر لأن العلم دائماً في حالة تحديث وتطوير، تلقيت العديد من الدورات التدريبية بهذا الخصوص، وبدأت في تطبيقها لتعليم الطلبة الرياضيات بطريقة مرحة ومسلية حتى لا يصيبهم الملل وبالتالي لا يفهمون المادة".
 
حولت الفصل التقليدي إلى ورشة تدريبية
قالت المعلمة تفاحة جربوع أنها حولت الفصل الدراسي التقليدي إلى ورشة تدريبية مستمرة على مدار العام الدراسي، تستقبل التلاميذ من مرحلة الروضة إلى مرحلة الصف التاسع، وهذه الورشة تتضمن وسائل توضيحية مختلفة من حياتنا اليومية، ومدعومة بالوسائل الإلكترونية مثل جهاز العرض المرئي والانترنت، بالإضافة إلى استخدام الوسائل الملموسة، وكذلك استخدم الوسائل التعليمية والسبورة، "أعدت هذه الورشة بهذه الطريقة اعتماداً على طرق الذكاء المتعارف عليها والتي منها الذكاء الملموس والذكاء بالسمع، وغيرها".
وأكدت على أن "الطالب الذي يمتلك الأجهزة الإلكترونية الحديثة بما فيها الهواتف الذكية، لن يستطيع تقبل المعلومة التي تأتي عن طريق السبورة والخطاط، فهو لا يقتنع بسهولة لأنه يعتبر نفسه أكثر ذكاء من هذه الطريقة، لذلك رأيت من خلال هذه الورشة أن أواكب التطور الحديث لما يعيشه هذا الجيل حتى أستطيع إيصال المعلومة إليه بشكل سهل وسلسل ويتقبلها بسهولة.
 
الجيوجبرا من أفضل البرامج التعليمية
وأشارت تفاحة جربوع إلى أن الرياضيات التفاعلية أو الجيوجبرا من أفضل البرامج التعليمية وأكثرها نجاحاً في إيصال المعلومة، ويتضح هذا من خلال اختلاف مستوى الطلبة الذين تقوم بتدريسهم عن أولئك الذين يتلقون تعليم تقليدي. وتشير بأن الرياضيات التفاعلية أو الجيوجبرا من أفضل البرامج التعليمة، وأكثرها نجاحا في إيصال المعلومة، إذ إنها أدخلت هذا البرنامج إلى تدريس المادة وشرحها عن طريق العرض المرئي للطلبة. وتضيف بأن هذا البرنامج يجعل الرياضيات أكثر سهولة ووضوح.
 
استخدام لعبة من سيربح المليون
قالت بأنها من أجل دعم الطلبة في فهم مادة الرياضيات قامت بإعداد برنامج من سيربح المليون كي يتوافق مع طريقتها في التدريس واستبدلت الأسئلة الموجودة في اللعبة بأسئلة عن الرياضيات، وتقوم بعد ذلك بعمل مسابقة للطلبة عن المنهج بهذه الطريقة في كل مرة 15 سؤالاً حتى يستطيع الطالب أن يكتسب معلومات جديدة بطريقة سهلة وممتعة ويجد نفسه قد راجع المقرر دون أن يمل منه أو حتى ينتبه أنه قد راجعه، وكون خلفية عنه بطريقة ممتعة، "أنا اخرج هذه المادة من مادة صعبة ومعقدة إلى مادة يتعلمها الجميع عن طريق اللعب".
 
الطلبة الآن أكثر وعياً
وعن التحدي الذي تواجهه من الطلبة في تدريس هذه المادة بهذه الطريقة قالت "الطالب الآن أكثر وعياً من ذي قبل فهو مطلع على ما يحدث من حوله فالتقنية التي يتعامل بها من خلال الأجهزة المحمولة تجعله يتململ من السبورة والخطاط، وأكثر عنادا، ولكن حين يكون جزء مشارك في عملية تعليميه بطريقة تفاعلية سيكون أكثر تقبلاً وفهماً للمعلومة، نعم أنا أتعب كثيراً في التواصل معهم والتعامل مهم ولكن بالمقابل استمتع بتدريس هذه المادة بهذه الطريقة، وهم كذلك يستمتعون بالدليل أنهم يتنافسون على خوض المسابقات، وخوض الشروح التي تتضمن بعض الدروس، في أحيان كثيرة أطلب من الطالبات تحضير الدروس بهذه الطريقة التفاعلية وأن يقمنَّ بتدريسها للطلبة وكأنهن معلمات فتخرج النتيجة مرضية وأصبح سعيدة بما استطعت غرسه في هذه الطالبة من ثقة في النفس وسرد المعلومة".
 
أتمنى ادخال الرياضيات التفاعلية للتعليم في ليبيا
تضيف المعلمة تفاحة عبد المولي جربوع بأنها قامت بإعداد مذكرة متكاملة تشمل عيوب منهج الرياضيات في ليبيا وكيف يمكن تفاديها وذلك ضمن ترشيحها لبرنامج المعلم المتميز الذي تم تأجيله لأسباب عديدة، كما أنها قامت بطباعة الدروس في كراسة التحضير الخاصة بها بطريقة الجيوجبرا، كما قامت بتدريب معلمات الرياضيات الجدد لاستخدام هذه الطرق التفاعلية في تدريس الرياضيات. 
وتتمنى المعلمة أن يخرج تدريس الرياضيات من الطرق التقليدية إلى الطرق الأكثر تفاعلية، وهي تسعى جاهدة من أجل طرح هذا الموضوع على الجهات المختصة حتى يتم تعميمه في جميع المدارس الليبية.