'العمل تحت سيطرة طالبان على البلاد بحد ذاته مقاومة'
"سنواصل عملنا مهما قالوا وبأي ثمن، لن نستسلم لحكم طالبان مهما حصل" بهذه الكلمات أكدت روشان لطيفي أنها لن تكترث لكل ما تقوله هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في أفغانستان.
بهاران لهيب
كابول ـ كانت حديقة "شهرارة" المعروفة باسم "حديقة النساء" إحدى الأماكن الترفيهية للنساء في أفغانستان، ولكن عندما استولت حركة طالبان على السلطة منتصف آب/أغسطس 2021، تم إغلاقها ومُنعت النساء من زيارتها.
تأسست حديقة "شهرارة" في العاصمة كابول في عهد الأسرة البابرية في القرن السادس عشر على يد شهربانو عمة ظاهر الدين محمد بابور، كما واجهت أفغانستان بأكملها صعوداً وهبوطاً على مر القرون لم تنج هذه الحديقة من الظروف الفوضوية التي شهدتها البلاد، لكن قبل سيطرة طالبان أعيد بناؤها، بالإضافة إلى كونه مكاناً للترفيه النسائي يضم أيضاً محال لبيع الملابس النسائية، ومطاعم صغيرة، ومراكز علاج نفسي، ودورات تعليم قيادة السيارات، إضافة إلى الصالات الرياضية الخاصة بالنساء.
وعندما غيرت طالبان اسم وزارة "شؤون المرأة" وحولتها إلى هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" استولت على هذه الحديقة ولم تسمح للنساء بزيارتها.
وتقول روشان لطيفي إحدى الخياطات التي تعمل في أحد المتاجر بالحديقة "حديقة النساء فقدت جمالها لأنه أصبح مكاناً للأشخاص الذين يضطهدون المرأة ففي كل يوم تأتي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى محلاتنا ويقولون إنه ليس من حقنا أن نأتي بدون حجاب أو ارتداء ملابس "غير إسلامية"، ونحن النساء نسخر دائماً من تحذيراتهم".
وأوضحت أنه "تتكرر كلماتهم ولهجتهم المتغطرسة التي يتحدثون بها بصوت عالٍ، في كل وقت لكن لا نكترث بما يقولون، لأننا نعرف السبب الحقيقي وراء كلامهم، وهو أننا يجب أن نخاف منهم ونتوقف عن القدوم إلى مكان عملنا، ولكننا تعاهدنا جميعاً بأننا سنواصل عملنا مهما قالوا وبأي ثمن، حتى ولو لم يكن بيننا أي بيع أو شراء، لن نستسلم لهم"، مؤكدةً أن العمل تحت سيطرة طالبان على البلاد بحد ذاته مقاومة.