العمل على النهوض بواقع المرأة والمساواة بين الجنسين... مسيرة 50 عاماً لمعهد المرأة العربي

قالت أخصائية دمج النوع الاجتماعي في المعهد العربي للمرأة جوانا فياض، أن معهد المرأة العربي في لبنان كرم إرثه الذي امتد على مدى حوالي 50 عاماً من جهود نساء رائدات في هذا المجال

سوزان أبو سعيد

بيروت ـ قالت أخصائية دمج النوع الاجتماعي في المعهد العربي للمرأة جوانا فياض، أن معهد المرأة العربي في لبنان كرم إرثه الذي امتد على مدى حوالي 50 عاماً من جهود نساء رائدات في هذا المجال، من خلال النهوض بتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، بالاحتفال بيوم المرأة العالمي والمطالبة بتمددي إجازة الأمومة.

تأسس المعهد العربي للمرأة التابع للجامعة اللبنانية ـ الأميركية، عام 1973، لكن مسيرته أبعد من اختزالها بهذا التاريخ، وهو أكبر بكثير من كونه صرحاً تعليمياً أكاديمياً، فالمعهد شكل علامة مضيئة بما يمثل من قيمة تاريخية على مستوى تعليم المرأة في المنطقة العربية، لتشق طريقها فيما بعد إلى فضاء الحياة العامة، ليس في لبنان وحسب وإنما في المنطقة العربية خاصةً والشرق الأوسط بوجه عام، يكفي أن نذكر أن الجامعة تأسست سنة 1835 تحت مسمى "المدرسة الأميركية للفتيات"، في مسيرة كرست منذ القرن التاسع عشر مفاهيم التعليم والتمكين وضمان حقوق الفتيات والنساء وحقهن في التعلم.

وتتويجاً لهذه المسيرة احتفل المعهد بيوم المرأة العالمي لهذا العام، بفعاليات متميزة وهو يعتبر الأول من نوعه في المنطقة العربية، ومن الأوائل في العالم في مسيرته التي امتدت لنحو خمسين عاماً، وفي هذا المجال.

تقول أخصائية دمج النوع الاجتماعي في المعهد العربي للمرأة جوانا فياض لوكالتنا "يعتبر المعهد جزءً من منصة المجتمع المدني النسوي في لبنان، ويتابع المعهد تكريم إرثه الذي امتد على مدى حوالي 50 عاماً من جهود نساء رائدات في هذا المجال، من خلال النهوض بتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين على الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي، وذلك من خلال التعليم والأبحاث والبرامج التنموية والتواصل التي يقوم بها المعهد، ودمج قضايا النوع الاجتماعي ضمن جميع أعمال المعهد والجمع بين الأكاديميات والحراك من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين وحماية حقوق الإنسان".

وأضافت "عمل فريق المعهد على مدار سنوات ولا يزال يعمل للوصول لأهدافه".

 

الإجازة العائلية

وقالت جوانا فياض "جاء يوم المرأة العالمي هذا العام تحت شعار "المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غدٍ مستدام"، ولعل الأهم في هذا المجال، عملنا على اقتراح القوانين، ومن هنا جاء اقتراح قانون الإجازة العائلية منذ حوالي السنة ونصف السنة، فمن خلال الأبحاث التي عمل عليها المعهد، وورقة السياسات التي أصدرها، بالتعاون مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، تم تحضير اقتراح القانون وجرى عرضه على عدد كبير من النواب، وقع عليه سبعة منهم، وتم رفعه إلى مجلس النواب على أمل إقراره، لجعل الإجازة لا تقل عن 15 أسبوعاً بدلاً من عشرة أسابيع".

وأشارت إلى أن مشروع القانون هذا "مبني على توصيات واقتراحات من دراسات لتحسين دور المرأة وتمكينها الاقتصادي"، لافتةً إلى أنه "كان هناك تركيز في القانون على التوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، والتي أكدت عبر دراسات إحصائية مبنية على أسس علمية على أن فترة الأمومة يجب ألا تقل عن 15 أسبوعاً، وليس على دراسات منظمة الصحة العالمية فحسب، بل بالاستناد إلى دراسات علمية تؤكد على أن عودة الأم إلى العمل يفترض أن يكون مع مراعاة لحالتها الصحية والنفسية عقب الولادة، ولتكون أكثر إنتاجية في العمل والتي تعتمد على هذه الفترة الهامة التي كلما طالت تؤثر وبصورة إيجابية على حياة الأم والطفل والأسرة وبالتالي المجتمع ككل".

وأشارت جوانا فياض إلى أن "القانون يتضمن خمسة بنود، لعل أهمها أن تصل إجازة الأمومة إلى 15 أسبوعاً، وإجازة الأبوة عشرة أيام، وأن تعتمد المؤسسات الكبيرة، أماكن خاصة للرضاعة، وتأمين غرفة لأطفال العاملين والعاملات، ولعل الأكثر أهمية بنظري هو الإجازة المرضية السنوية للأم والأب وحتى 7 أيام في السنوات السبع الأولى من حياة الطفل، وأن لا تقتطع هذه الإجازة من الإجازات السنوية للموظف، وهو ما اقترحناه على إدارة الجامعة وقد تجاوبت معنا وفقاً للدراسات العالمية، فضلاً عن دراسات مختلفة أجريناها داخل المعهد ومع كليات مختلفة، وكانت النتيجة الرائعة بتطبيق القانون داخل الجامعة لجهة إجازتي الأمومة والأبوة، وبذلك يمكننا الضغط لتعميمه في كافة الشركات الخاصة".

 

بناء القدرات

وأضافت "حالياً، ثمة مشاريع أخرى حول بناء القدرات، فقد عملنا على تدريب طويل ومستمر امتد على مدى أربعة أشهر واسمها دورة لور مغيزل الرائدة في مجال حقوق المرأة العربية، وتمحورت حول حقوق النساء في المنطقة العربية وقد اختتمت المرحلة الأولى من هذا التدريب العام الماضي ونستكمل المراحل الأخرى خلال هذا العام، إضافة إلى مشروعين أولهما دورة حول التمكين السياسي وكيفية قيادة حملة انتخابية للبلديات وللمجلس النيابي، بدأ الأول قبل يوم المرأة العالمي أي في السابع من آذار/مارس الجاري، بهدف دعم مشاركتها السياسية في لبنان، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، من خلال بناء قدرات النساء التقنية للترشح للانتخابات النيابية أو البلدية، أما المشروع الثاني فهو متعلق ببناء القدرات، ونعمل فيه بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، على كيفية جمع المعلومات والمعايير المطلوبة في مجال العنف المتعلق بالنوع الاجتماعي وكيفية استعمال هذه البيانات، وذلك عبر تدريب أشخاص من مناطق ودول مختلفة من المنطقة العربية، ومشاريع بحثية أخرى أيضاً، كما قام المعهد أيضاً باختتام مشروع عن التعامل مع الماضي وخصوصاً دور النساء بالحرب الأهلية مع فيلمين وثائقيين عن هذا الموضوع".

 

احتفالات يوم المرأة العالمي 2021

وقالت جوانا فياض أنه "بسبب الجائحة، كانت احتفالات المرأة العالمي للعام 2021، افتراضية ولكنها غنية بالمجمل، وتمحور أحد الفعاليات حول "نساء يتعاملن مع الوباء في منطقة حرب" بمشاركة الاتحاد الخيري العام الأرمني "AGBU"، مع مجموعة ""The Women in War Think Tank، أما النشاط الثاني كان عبارة عن تسع حواريات تحصل افتراضياً في الوقت عينه على قناة BBC البريطانية، تم خلالها إلقاء الضوء على استجابة خمس نساء رائدات في الأزمات، وضمت 60 شخصاً، كما كان هناك لقاء جمع سيدة الأعمال ليلى حطيط مع طلاب كلية الآداب والعلوم، فضلاً عن حملة على مواقع التواصل الاجتماعي مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة والسفارة البريطانية في بيروت ومنظمات محلية وعملية للاحتفال بالنساء في لبنان اللواتي يسعين إلى التغيير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في مجتمعاتهن، واختتمت أيضاً المرحلة الأولى من التدريب الإقليمي لدورة لور مغيزل لـ 130 ناشطة من المنطقة العربية".

 

احتفالات يوم المرأة العالمي 2022

وعن فعاليات هذا العام، قالت جوانا فياض "في يوم المرأة العالمي هذا العام كان هناك لقاء افتراضي تحت عنوان "النساء كمحفزات للصمود والتنوع والتغيير"، نظم بمشاركة منظمة Athena40 التابعة لليونسكو، ولقاء افتراضي مع الاتحاد الخيري العام الأرمني AGBU، حول "تعزيز الحوار بين الأجيال حول المساواة بين الجنسين وتغير المناخ"، فضلاً عن نشاطات متنوعة بين المعهد وكليات مختارة من الجامعة اللبنانية الأميركية حول دور النساء وتمكينهن في مجالات عدة".