المخدرات فخ آخر لتدمير النساء والشباب في أفغانستان
أكدت صالحة عبد الله إحدى النساء التي أدمنت على المخدرات منذ ثماني سنوات بسبب العنف الأسري على أن النساء تستطعن إنقاذ بعضهن البعض من المصائب أن قدمن الدعم لبعضهن.
بهاران لهيب
كابول ـ يعد إدمان المخدرات إحدى المشاكل التي يعاني منها الشباب/ات وحتى الأطفال في أفغانستان خلال العشرين عاماً الماضية، ومن أجل إسكات الشباب الواعي في البلاد ساعدت حكومة طالبان العصابات على زراعة وإنتاج المخدرات، كما شجعت بعض الشباب على الإدمان عليها.
تحتل أفغانستان المرتبة الأولى في العالم بزراعة وإنتاج المخدرات، رغم أن حركة طالبان تدعي أنها تراجعت خلال عامين من حكمها، لكن هذا الادعاء خاطئ. فبحسب الإحصائيات المقدمة لعام 2023، أصبحت أفغانستان من أكبر منتجي المخدرات في العالم، وعندما استولت طالبان على الحكم في البلاد قامت بضرب مدمني المخدرات الذين كانوا يجوبون الشوارع وبعض الأحياء ليلاً ونهاراً وجمعوهم جميعاً في مكان واحد، وقال الشخص الذي عينته طالبان ليكون رئيساً لهذه المهمة في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام المحلية الأفغانية "عندما نهاجمهم يموتون جميعاً وليست مشكلة إذا ماتوا أثناء ضربنا".
وفي عام 2019، أعلنت وزارة الصحة الأفغانية أن حوالي 2.5 مليون شخص مدمنون على المخدرات في جميع أنحاء أفغانستان، منهم 850 ألف امرأة و150 ألف طفل وأغلبية المدمنين هم من النساء والأطفال من شمال وغرب أفغانستان الذين يعيشون في القرى.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات في تقريره لعام 2023 أن عدد مدمني المخدرات في أفغانستان وصل إلى 4 ملايين. لكن عدد المراكز الصحية في المنطقة اختفى بعد حكم طالبان، والمراكز المتبقية لا تملك المعدات اللازمة لعلاج المدمنين، وتتراوح عائدات طالبان من زراعة وإنتاج المخدرات في عام 2022 ما بين 9 إلى 14%.
وكان السبب الرئيسي لزيادة الإدمان على المخدرات هو البطالة والفقر، وحاول بعض الشباب إلى إيران الحصول على عمل، ولأنهم يواجهون عملاً شاقاً، فإنهم يلجؤون إلى الإدمان لتخفيف من تلك الألم الذي يشعرون بها، أو يتم تشجيعهم من قبل أصحاب العمل كما تم تشجيعهم من حكومتي كرزاي وغاني وصولاً إلى طالبان.
وأجبروا معظم النساء والأطفال المدمنين على المخدرات على تعاطيها من قبل أزواجهن، أو أن البعض يتعاطون المخدرات لتخفيف آلامهم.
تقول صالحة عبد الله إحدى النساء اللواتي أصبحن مدمنات منذ ثماني سنوات "عندما كنت مراهقة كانت لديها صداقة مع إحدى الفتيات، كنت أواجه العنف المنزلي بعد فقدان والدتي، كان أخي وأبي يضربانني بشكل مستمر، كانت صديقتي هي الشخص الوحيد التي كنت اخبرها بكل شيء وما الذي أوجهه"، لافتةً إلى أنها "في إحدى الأيام شجعتها صديقتها على استخدام "الأفيون" لكي أنسى آلامي وبعد بضعة أشهر أصبحت مدمنة وكنت أشتري منها المخدرات دائماً".
وأوضحت أنه بعد عامين اكتشفت أن هذه الفتاة تتعاون مع إحدى العصابات التي تنتج المخدرات، وكل ما يسعون إليه هو علاج الفتيات المشردات مثلي وتشجيعهن على الإدمان على المخدرات "أصبحت مدمنة هكذا وأصبحت حياتي أسوأ من ذي قبل".
وعن كيفية العلاج من الإدمان على المخدرات قالت "تزوج والدي بعد وفاة والدتي، عندما علمت بإدماني على المخدرات ساعدتني للإقلاع عنه. وأنقذني وجعلت حياتي أفضل، عندها فهمت جيداً أننا نحن النساء يمكن أن ننقذ بعضنا البعض من المصائب إذا دعمنا بعضنا البعض".