الخيمة... حلم المنكوبات العائدات من تركيا بعد الزلزال
تواجه العديد من النساء في مخيمات الشمال السوري تحديات العثور على المأوى وباتت الخيمة أقصى أحلامهن القادمة.
هديل العمر
إدلب ـ عادت مئات السوريات اللاجئات بتركيا إلى بلدهن التي مزقتها الحرب، بعد الزلزال المدمر الذي وقع في السادس من شباط/فبراير الماضي، إثر فقدانهن أسرهن جراء الكارثة، لتواجهن تحديات العثور على المأوى وباتت الخيمة أقصى أحلامهن القادمة.
تقول مريم الحريتاني البالغة من العمر 38 عاماً، التي عادت إلى إدلب مصطحبة أطفالها الثلاثة بعد وفاة زوجها في الزلزال ودمار المنزل الذي كانت تقطنه في تركيا، أن العداء تجاه السوريين في تركيا ازداد منذ وقوع الزلزال، ولم تستطع العثور على مأوى آخر بعد تهدم منزلها ريثما تتمكن من التفكير فيما ستفعله دون جدوى، وهو ما دفعها لاختيار العودة لتصطدم بواقع لا يقل قسوة.
وأوضحت "حاولنا العثور على مكان نقيم فيه لكن مطالبات بالعودة إلى سوريا ظلت تلاحقنا، فلم نستطع الحصول حتى على خيمة صغيرة"، لتضطر بعد عودتها للإقامة في خيمة أخيها الواقعة على أطراف مدينة سرمدا والتي تضج بعائلته المؤلفة من زوجته وخمسة أبناء لتزيد ازدحام الخيمة التي راحت تضيق بهم دون سبيل لإيجاد مأوى آخر حالياً، بعد أن عجزت عن تأمين خيمة خاصة بهم.
أما روان المصري 44 عاماً فقد عادت مع عائلتها المؤلفة من زوجها وأبنائها الستة إلى سوريا بشكل طوعي بعد أن فقدت جميع ممتلكاتها التي جهدت بجمعها في تركيا على مدى أعوام طويلة، مشيرةً إلى أن الكثيرين من أقاربها ماتوا جراء الزلازل، حيث اقتفت المآسي والأحزان أثرهم فيها أيضاً.
كما أنها لم تعد قادرة على تأمين مأوى ودفع إيجار منزل جديد لاسيما وأن الأتراك راحوا يستغلون مصيبة السوريين لزيادة الإيجار والضغوط عليهم للمغادرة، مشيرةً إلى أنها اختارت العودة بعد ما لامسته من سياسة "التطفيش" للسوريين الذين حوربوا في لقمة عيشهم وطردوا من أعمالهم والمنازل التي يقيمون فيها بغية التضييق عليهم وترحيلهم، ليأتي الزلزال ويقضي على ما تبقى لهم من أمل بالبقاء بعد أن فقدوا أعز ما يملكون.
غير أن مشكلة روان المصري وعائلتها لم تحل بعد عودتها حين واجهت صعوبة الحصول على مأوى في إدلب جراء الارتفاع غير المسبوق في إيجارات المنازل لتبدأ رحلة بحثها عن إيجاد خيمة دون جدوى.
وذكرت لمعة القمرون 42 عاماً أنه وبعد مرور أكثر من شهرين على كارثة الزلزال المدمر باتت "الخيمة" حلم لآلاف العائلات المشردة والمنكوبة في الشمال السوري، في وقت لم يلبث أفرادها أن يخرجوا من صدمة الزلزال.
وأشارت إلى أنه قبل الزلزال، تمكن العديد من السوريين في تركيا من إيجاد فرص عمل، أما الآن فقد باتوا معرضين للخطر بصورة أكبر مع قلة الموارد والصلات المحلية.
ولفتت إلى أنه مع استنفاد الإمدادات الغذائية والخدمات الأساسية وتزايد المشاعر المناهضة للاجئين، يشعر العديد من السوريين بأنهم غير مرحب بهم بشكل متزايد، وهو ما دفع الكثيرون للعودة إلى ديارهم رغم أنها لم تستعد أمنها بعد.