"الجنولوجيا" علم المرأة ... الحياة من وجهة نظر المرأة

يسعى علم المرأة "الجنولوجيا لتطوير المجتمع من الناحية الفكرية، ولكن من خلال مفاهيم وآراء المرأة لمواجهة الذهنية الذكورية

نورشان عبدي
كوباني- ، كما ويساهم في بناء علاقة ترتكز على المساواة والحرية بين المرأة والرجل، ويتم العمل على ذلك من خلال افتتاح مراكز في العديد من مناطق شمال وشرق سوريا. 
بهدف البحث عن حقيقة المرأة وإظهار دورها الحقيقي في المجتمع افتتح في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا في السادس من آذار/مارس عام 2019 مركز أبحاث الجنولوجيا ليكون علماً للمرأة والحياة الاجتماعية والحياة الحرة المشتركة. 
 
ماهي الجنولوجيا؟ 
الجنولوجيا مصطلح اشتق من الكلمة الكردية "jin" والتي تعني المرأة و "lojî" والتي تعني العلم، حيث طرح المصطلح القائد عبد الله أوجلان عام 2008، في مرافعته سيوسولوجيا الحرية وذلك عوضاً عن كلمة الفامينية. 
الجنولوجيا بحد ذاتها ليست أقل شأناً من العلوم التي تناولها علم الاجتماع، فالجنولوجيا تقوم على شرح المعارف المكتسبة حول المرأة والمجتمع والكون وجميع جوانب الحياة، وتبني ميادين المعرفة من أجل تحقيق حرية الفرد والمجتمع، وكذلك تقوم على مصادر المعرفة وطرق فهمها في المجتمع، في الوقت الذي كان المجتمع الشرقي يعيش حالةً من الفردية والأنانية والإبادة الاجتماعية من قبل السلطات الديكتاتورية التي فرضت علماً ولغة واحدة على المجتمعات، إلى جانب تركيزها على الاعتداء على المرأة، وفرض كافة أنواع العنف ضدها. 
 
ماهي أهمية مراكز الجنولوجيا ؟
عن أهمية علم المرأة ودوره في بناء مجتمع مكتمل من الناحية الفكرية تقول عضو مركز أبحاث الجنولوجيا في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات صديقة خلو "علم المرأة علم اجتماع بديل عن العلم الحالي فكافة العلوم مجزئة وغير مكتملة أما الجنولوجيا فهي علم كامل يشمل الحياة والمجتمع والمرأة والرجل، ويضم كافة العلوم الأخرى من أجل ذلك يعتبر علم شامل يحوي المجتمع بأكمله".
افتتح مركز الجنولوجيا في عام 2019 ولكن قبل ذلك بأكثر من عام عملت العضوات في المركز على تنظيم تدريبات ومحاضرات توعوية للمجتمع.  
التدريب والتوعية من أولوياتها 
من أساسيات العمل في المركز توعية الأهالي والمرأة والمجتمع عبر الدروس والبحوث بشكل مستمر، ومن خلال الاجتماعات كما تقول صديقة خلو "تضمنت الدروس تعريف الجنولوجيا بشكل مفصل، إضافة للتدريبات على العديد من البحوث وقدمت للمجتمع بأشكال مختلفة".
والهدف منها كما تؤكد توعية المجتمع لعدة مواضيع "تشمل البحوث عدة مواضيع لنشر الوعي بين الأهالي وخاصة المرأة كون الجنولوجيا ترتكز على توعيتها وتطويرها وتقويتها، والعمل على إثبات وجودها وحقيقتها، وإعادتها لهويتها التي كانت عليها ضمن المجتمع الطبيعي".
عمل مركز أبحاث الجنولوجيا في إقليم الفرات على العديد من الأبحاث كالديمغرافية حول أهمية المرأة ضمن المجتمع، وأبحاث عن طب الأعشاب ضمن منطقتي صرين وعين عيسى، وبحث عن الانتحار، وآخر عن ثقافة الوشم والدق بالإضافة إلى بحث سسيولوجيا المرأة الذي تضمن حقيقة وطبيعة المرأة العربية في كل من تل أبيض/كري سبي، وعين عيسى.
تؤكد صديقة خلو أن الأبحاث والمواضيع التي يتم طرحها ونقاشها مع الأهالي ليست فقط خاصة بالمرأة ولكن تخص الرجال والأطفال وكل فرد بالمجتمع "خلال فترة عملي في المركز شهدت على إقبال الأهالي على البحوث لما لها من تأثير على حياتهم، فيجدون أنفسهم ضمن علم المرأة"، مبينةً أن "هذا الإقبال يكون عبر التفاعل وطرح الأسئلة والتوسع بالنقاش وإبداء آرائهم عن المواضيع التي يتم طرحها من قبل الجنولوجيا". 
وتوسعت أبحاث وإعمال الجنولوجيا ويتم تدريسها في جامعات ومعاهد للطلبة كمادة أساسية في العديد من مناطق شمال وشرق سوريا، وإضافة لذلك تم إصدار مجلات ومقالات خاصة بالجنولوحيا. 
وقالت "على موجب الوقت الذي تعمقت به بعلم المرأة أنا شخصياً وجدت تغير حقيقي بذاتي وشخصيتي، وطبعاً ذلك من خلال الوعي والانفتاح بالأفكار ومعرفتي أكثر بحقيقة المرأة وأهميتها ووجودها ضمن المجتمع وقبل التعمق بعلم المرأة كنت أقول بأن المرأة هي نصف المجتمع، هي مجرد شعارات براقة نسمعها ونرددها دون أن نعي حقيقتها، ولكن بعد دخولي هذا المجال وقراءتي للكتب وخاصة كتب المفكر عبد الله أوجلان أصبح لدي إيمان حقيقي بأن المرأة هي نصف المجتمع".
وفي الختام أكدت عضو مركز أبحاث الجنولوجيا صديقة خلو أنه "عندما يتم طرح فكرة الجنولوجيا يجد الجميع أنفسهم أمام علم جديد ومختلف وعلم مغاير عن العلوم الأخرى لا يساند الرأسمالية والحداثة، أو الذهنية الذكورية ولكنه علم يساند الطبيعة والحقيقة بشكل كامل، بالإضافة إلى أهمية دور المرأة والرجل ضمن المجتمع"، مضيفةً "تقبل الأهالي علم المرأة لأنهم وجدوا فيه الحل لمشاكلهم". 
وتأتي ضرورة الجنولوجيا من خلال دورها في إبراز حقيقة المرأة في الوقت الراهن، باعتبارها من أهم السبل لتخليص المرأة من التعتيم الذي عاشته منذ آلاف السنين، ومناهضتها الذهنية الذكورية.