الحياة الكومينالية تميز قرية المرأة Jin War

تعيش النساء في قرية Jin War كعائلة واحدة ويعملن بشكل يومي على تطوير أنفسهن للوقوف أمام جميع الممارسات التي تمنعهن من الوصول إلى حريتهن.

شيرين محمد

قامشلو ـ خلال ثورة روج آفا بشمال وشرق سوريا حدثت العديد من التغييرات والتحولات، من بينها تأسيس قرية المرأة (Jin War) في عام 2018.

قرية المرأة هي إحدى منجزات ثورة نساء روج آفا، تعيش فيها النساء معاً وينظمن أنفسهن على أساس حرية المرأة ليثبتن للعالم بأكمله أن المرأة لوحدها قادرة على بناء مجتمع.

تقول دلال حاجي وهي من مقاطعة الحسكة وتبلغ من العمر 30 عاماً، "قبل أن آتي إلى قرية المرأة واجهتني الكثير من الصعوبات، لكن ذلك تغير عندما تعرفت على الحياة في Jin War بدأنا بتنظيم أنفسنا لتزداد ثقتنا بشخصيتنا، ففي القرية نعتمد على أنفسنا في كل شيء من زراعة، وصناعة، وتأمين الخبز إلى حماية القرية وغيرها من الأعمال، وأن واجهتنا مشكلة نقوم بحلها معاً لوحدنا".

وبينت أنها كانت مترددة إزاء فكرة العيش في القرية، لكن أفكارها تغيرت بعد أن تعرفت على القاطنات فيها "عندما تعرفت على النساء اللواتي أستطعن محاربة جميع الصعوبات استمديت قوتي منهن وقررت السير نحو مستقبلي وأكون قوية مثلهن. جميعنا نعيش في القرية كعائلة واحدة نتعاون في كل شيء، حتى أطفالنا في القرية يكملون دراستهم، فنحن نسعى لبناء مستقبل لنا ولأطفالنا، فالمرأة القوية باستطاعتها بناء مجتمع بأكمله، ومن حق المرأة أن تعيش حياتها وتمارس كافة حقوقها".  

وأشارت إلى أن قرية المرأة مكنت المضطهدات والمعنفات من تخطي أزماتهن والتعرف على حقوقهن، موضحةً أنه "بفضل ثورة المرأة في روج آفا تم توفير فرصة عظيمة لنا لنكون قادرات على تطوير أنفسنا من خلال هذه الفرص واستعادة حقوقنا الطبيعية، فقصص النساء ومشاكلهن مختلفة، لكن الحل الذي يمكن أن يقف أمام كل هذه المشاكل هو أن نتمكن من أن نتحد وأن يكون لدينا موقف واحد ضد جميع أشكال العنف، ويجب أن نظهر ردود أفعالنا تجاه العنف".  

 

"بتكاتف جميع النساء سنصل إلى الحرية"

ومن جهتها قالت ياسمين أحمد وهي من مدينة عفرين المحتلة، والتي تعيش الأن مع ابنتها في القرية منذ ما يقارب عام "أصبحت قرية المرأة طريقاً للإلهام والقوة بالنسبة لي لقد علمتني كل شيء"، موضحةً "تم إنشاء أكاديمية المرأة في هذه القرية، ليس فقط لتعليمنا بل لجعلنا نتعرف على شخصيتنا وحقيقتنا التي لطالما كانت مسلوبة منا، فقوة المرأة أكبر من قوة الظلم والاضطهاد الذي تتعرض له دائماً، علينا أن نتحد للوقوف ضد العنف وأن نبدأ حياة جديدة".

وأشارت إلى أن "الأمم المتحدة أعلنت عن 25 تشرين الثاني كيوم لمناهضة العنف ضد المرأة، لكنها للأسف لم تفعل شيئاً من أجل حرية المرأة وحمايتها ومنحها حقوقها، ومع تعرض المرأة للعنف والقتل لم تظهر أي رد فعل جاد على قتل النساء في جميع أنحاء العالم، وكذلك العنف الذي يمارس ضدهن، فلا يكفي يوم فقط للدفاع عن المرأة وحمايتها، يجب أن نأخذ جميع حقوقنا بيدنا ولا ننتظر أي أحد، لأنه من حقنا العيش بحرية، وبوحدتنا سنصل إلى حقوقنا وحريتنا".