الحسكة... نازحات تفتقدن أبسط مقومات الحياة

أكدت النازحات في مخيم واشوكاني بمقاطعة الحسكة، على أنهن تقاومن الظروف المعيشية الصعبة داخل خيم لا تحميهن من حر الصيف وبرد الشتاء، في سبيل العودة إلى منازلهن التي هجرن منها قسراً.

دلال رمضان

الحسكة ـ تعاني النازحات في مخيم واشوكاني الذي أنشأ في مدينة الحسكة بشمال وشرق سوريا بعد احتلال مدينة رأس العين/سري كانيه من قبل تركيا ومرتزقتها، من غياب المرافق الصحية والخدمات الأساسية وتواجهن ظروف معيشية صعبة في المخيم الذي يفتقر لأبسط مقومات الحياة والخصوصية والأمان.

عائشة الحسن نازحة من قرية العامرية وأم لسبعة أطفال، تقول "لقد نزحنا منذ أربعة أعوام من قريتنا أثناء احتلال سري كانيه واستهداف القرى المحيطة بها، مع أولادي السبعة وزوجي ووالدته في ظل ظروف صعبة للغاية وسقوط القذائف من كافة الجهات، لقد خرجنا بأعجوبة من المدينة، واعتقدنا أنها بضعة أيام وسنعود إلى منازلنا لكن لم ندرك بأننا سنبقى كل هذه المدة في المخيم".

وأضافت "عندما لجأنا إلى مخيم واشوكاني قدمت لنا الإدارة الذاتية الطعام واللباس وغيرها من الاحتياجات الأساسية، ولكن المنظمات المتواجدة داخل المخيم تتقاعس عن تقديم المساعدات لنا".

ولفتت إلى أنها تعيش مع عشرة أشخاص في خيمة واحدة يأكلون ويستحمون وينامون فيها، ويعتمدون على المساعدات القليلة التي تقدم لهم كون زوجها عاطل عن العمل "لقد تعبنا من هذا الحال ولا نعرف إلى أين نذهب وماذا نفعل؟".

وطالبت عائشة الحسن المنظمات الدولية والحقوقية بخروج الاحتلال التركي ومرتزقته من قراهم "نريد أن نعود إلى بيوتنا، لم نعد نحتمل العيش في خيمة لا تحمينا من حر الصيف وبرد الشتاء القارس".

فيما قالت النازحة من قرية ليليان آمنة الأحمد والتي تعيش مع أطفالها الخمس وزوجها في مخيم واشوكاني منذ احتلال سري كانيه، إن "النساء أكثر من تعانين في المخيمات نظراً لأن المخيم يفتقر للخصوصية فالحمامات مشتركة والخيام متلاصقة والراحة معدومة كوننا نسعى دائماً إلى تأمين الاحتياجات الأساسية".

وأشارت إلى تقاعس المنظمات المتواجدة داخل المخيم في تقديم يد العون لهن "المنظمات لا تقدم لنا المساعدات الكافية، لذا نلجأ للبحث عن عمل لتأمين قوت يومنا في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها والتي تؤدي غالباً إلى تفكك الأسر والمجتمع في المخيمات نتيجة الضغوطات، بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة بين قاطني المخيم بسبب الحمامات المختلطة والمجاري الصحية".

ولفتت آمنة أحمد إلى أنه "نتحمل كافة صعوبات الحياة حتى نتمكن من العودة إلى منازلنا، آملة من المجتمع الدولي الضغط على تركيا لتخرج من أراضينا".

ومن جهتها قالت النازحة خلات خليل "لقد تركنا منازلنا وممتلكاتنا خلفنا بعد احتلال تركيا لمدينتنا، وخرجنا دون أن نعلم إلى أين سنذهب، ونعيش اليوم بمخيم واشوكاني في ظل ظروف صعبة للغاية"، مضيفةً "نتحمل حرارة الصيف وبرد الشتاء في خيمة واحدة صغيرة دون كلل وملل وسنصمد ونقاوم حتى نعود إلى أرضنا".

وتسألت خلات خليل "أين حقوق الإنسان والمجتمع الدولي من ممارسات تركيا بحق أهالي مدينة سري كانيه من تهجير واحتلال وقتل المدنيين ونهب وسرقة منازلنا التي أصبحت للمرتزقة؟، ومع ذلك، سنصمد ونقاوم حتى تتحرر مدينتنا".