الحصار يعرض حياة مهجري عفرين للخطر
تزداد معاناة مهجري عفرين المحتلة في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا خاصةً في ظل فصل الشتاء، واستمرار حكومة دمشق بحصار المقاطعة، مما يؤدي إلى عدم توفر وسائل التدفئة، والمستلزمات الحياتية الضرورية التي يمنع دخولها.
فيدان عبد الله
الشهباء ـ تفرض حكومة دمشق حصاراً خانق على مهجري عفرين من خلال منع دخول المواد الغذائية، والأدوية، والمحروقات، والطحين والمواد الأساسية، ونتيجة هذا الحصار تعرضت عائلة للحريق بسبب انفجار مخلفات الحرب داخل المدفئ.
مع نزوح أهالي عفرين قسراً لمقاطعة الشهباء في شمال وشرق سوريا واجهوا الكثير من العوائق والصعوبات في الحياة اليومية وعلى رأسها حصار حكومة دمشق للمنطقة في ظل برد الشتاء وفقدان وسائل التدفئة والمحروقات، وصراعهم مع مخلفات الحرب.
شمس حبش حبو (59) عاماً من أهالي قرية شيخورزة التابعة لناحية بلبلة بمقاطعة عفرين، نزحت قسراً منذ أكثر من 5 سنوات لمقاطعة الشهباء بعد صمت المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية عن جرائم ومجازر الاحتلال التركي على عفرين، وقصدت مقاطعة الشهباء الأقرب جغرافياً من أراضي عفرين لاستمرار المقاومة بوجه الاحتلال التركي والإصرار على العودة إلى عفرين.
تقطن شمس حبو في قرية بابنس بمقاطعة الشهباء مع زوجها وأبنها من ذوي الاحتياجات الخاصة البالغ من العمر 30 عاماً، تشير إلى أن النزوح القسري وصعوبات الحياة اليومية في البعد عن أرضها يأكل من جسدهم يومياً حيث أنهم كانوا يعيشون الأمان والسلام على أرضهم عفرين، لكن الآن الوضع تغير تماماً.
وأوضحت أن حصار حكومة دمشق في الاشهر الأخيرة على المنطقة زاد الأمر سوءاً على المدنيين العزل من أطفال ونساء ومسنين، متسائلة "منذ أكثر من أسبوعان دخلنا في أربعينة برد الشتاء فهل يعقل أن نبقى في هذا القرى الصاعقة التي تشهد ليلاً ونهاراً هواءٍ بارد وصعيقٍ جامد بدون تدفئة؟".
وعن الكارثة التي حلت بها وبأبنها المعاق قالت "مع عدم توفر وسائل التدفئة وحصار حكومة دمشق نضطر لجمع أغصانٍ من الأشجار ومواد بلاستيكية أو غيرها بالتجول بين الأراضي الزراعية لنؤمن ساعات من الدفيء في غرفتنا المنكوبة خاصةٍ أننا نعاني الكثير من الأمراض، فأنا أوجه مشاكل في الكبد كما أن زوجي أيضاً يعاني من مشاكل صحية وأبني معاق جسدياً ويحتاج لرعاية واهتمام".
وبينت أنه " في الـ 28 كانون الأول 2022 وعندما كنا نحاول إيقاد مدفئ المازوت التي تم تحويلها إلى مدفئ بالمواد البلاستيكية والخشب، أفجعنا بصوت قوي هز المنزل"، مضيفة "لشدة وقوة الصوت توقعته انفجار أو سقوط قذيفة ولم أتخيل أن يكون كل هذا الصوت القوي بفعل المدفئ وسرعان ما اندلعت النيران في الغرفة وتعرضت لحرق في يدي ومنطقة البطن كما أن شظايا تفجير مخلفات الحرب التي جاءت بين المواد البلاستيكية التي جمعنها من بين الأراضي الزراعية دون دراية دخلت لجسدي وأبني المعاق تعرض لجرح بشظايا في رأسه ولقوة الصوت والرعب تعرض لصدمة جعلته يفقد القوة التي كانت متبقية لديه".
وأوضحت أنه "قبل الحادثة التي تعرضوا لها كان أبنها يتمكن من الزحف وتناول الطعام، إلا أن الصدمة الكبيرة جعلته يفقد هذه القوة الوحيدة التي كان يمتلكها، وبعد لحظات من الحريق والانفجار ومناشداتنا بالمساعدة تمكن الجيران من الوصول وإسعافنا لمشفى آفرين في ناحية فافين بمقاطعة الشهباء".
حملت شمس حبو مسؤولية ما تعرضوا له وما يوجهونه من مصاعب وعوائق في الشتاء والنزوح القسري لحكومة دمشق ولا مبالاتها تجاه الشعب السوري وأهالي مناطق شمال وشرق سوريا ومقاطعة الشهباء على وجه الخصوص "لولا فقدننا مادة المازوت والغاز ما كنا توجهنا للأراضي الزراعية وجمعنا مخلفات الحرب وهذا كله نتيجة الحصار ومنع دخول المواد الأساسية للشهباء".