الحصار الخانق مستمر ونفاد المواد الأساسية يفاقم معاناة الأهالي
لا يزال أهالي مقاطعة الشهباء يقاومون الأوضاع المعيشية المتدهورة في ظل الحصار الخانق المفروض عليهم من قبل حكومة دمشق.
فيدان عبد الله
الشهباء - تواصل حكومة دمشق منذُ قرابة الشهرين تشديد حصارها الخانق على مقاطعة الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا، وهو ما ضاعف من معاناة الأهالي والنازحين من مدينة عفرين المحتلة في ظل فصل الشتاء.
بهدف إفراغ المنطقة من السكان والدفع بالنازحين قسراً من عفرين القاطنين في مخيمات الشهباء، والعودة نحو مدينتهم المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها؛ تفرض حكومة دمشق منذ ما يقارب الـ 6 سنوات حصاراً على مقاطعة الشهباء وأحياءً من حلب.
وفي الآونة الأخيرة قامت الحكومة بتشديد الحصار، مانعةً بذلك دخول المواد الأساسية والأدوية الطبية والمحروقات التي تعد المادة الأساسية للتدفئة في فصل الشتاء القارس، وهو ما ينبئ بكارثة إنسانية في ظل استمرار صمت المجتمع الدولي.
وحول أوضاع أهالي مقاطعة الشهباء في ظل الحصار تقول نائبة الرئاسة المشتركة لمجلس ناحية فافين سوسن خليل، أنهم منذ ستة سنوات يعانون ويواجهون صعوبات جمة إثر الحصار الذي تشدده حكومة دمشق بين الفينة والأخرى، ما ضاعف من معاناة الأهالي في ظل فصل الشتاء خاصةً هؤلاء القاطنين في مخيمات النزوح التي لا تقي من البرد.
وأوضحت أنهم في العام الماضي تأخروا في توزيع مادة المازوت المخصص للتدفئة على الأهالي في الشهباء بسبب الحصار ولتفادي هذه المشكلة في شتاء هذا العام عملوا على توزيعها في الأشهر الأخيرة من فصل الصيف بقدر مئة لتر لكل عائلة وكان من ضمن مخطط عملهم توزيع دفعة أخرى لكن بسبب الحصار المستمر نفذت المادة ولم يعد بإمكانهم تأمينها، ما تسبب في توقف معظم الأعمال الخدمية والمدارس والأفران ووسائل النقل المختلفة، عن العمل، حتى أن الأهالي باتوا يعيشون في الظلام إثر انقطاع الكهرباء وعدم تشغيل المولدات الكهربائية لحاجتها إلى الوقود، مطالبةً بفك الحصار المفروض على مقاطعة الشهباء وأحياءً من حلب ليعيش الأهالي بسلام واستقرار.
كما عبرت النازحة حياة محمد من عفرين المحتلة عن يأسها من التزام المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الصمت حيال الممارسات التعسفية التي تتبعها حكومة دمشق قائلةً "لطالما عشنا ولا نزال في ظل الظلم والتهميش، إننا نعاني الكثير بسبب الحصار".
ولا تقتصر معاناة أهالي الشهباء ونازحي عفرين على الحصار الخانق، فالهجمات التركية المستمرة على المنطقة والتي تستهدف خلالها الأماكن الآهلة بالسكان، فاقمت من معاناتهم كذلك على حد قول حياة محمد التي شددت على أنهم لن يسمحوا لتلك المخططات أن تنال من إرادتهم وعزيمتهم وأنهم سيواصلون المقاومة.
ورغم الهجمات المستمرة على قطاع التعليم وانعدام المقومات التي تساعد الطلبة على اكمال تعليمهم، تقول الطالبة آريان علي أن كل المحاولات والهجمات لن تزيدهم سوى إصرارً على المقاومة.
وأشارت إلى أنه في ظل انقطاع الكهرباء تقوم بإيقاد شمعة لتأدية واجباتها المدرسية في سبيل إكمال تعليمها وبلغتها الأم "اللغة الكردية".