'الحقوق تُفتك ولا تُهدى'

الوشم هو شكل من أشكال التعديل الجسدي، يتم بوضع علامة ثابتة على الجسم وذلك بغرز الجلد بالإبر... هو فنّ من الفنون القديمة التي تبرز جمال المرأة عبر وخز لحرف أو كلمة أو رسم يحمل رسالة تمزج بين الماضي والحاضر

زهور المشرقي
تونس ـ وهو ميزة للنساء التونسيات عبر التاريخ، وإن كانت هذه الظاهرة قد اندثرت تقريباً لدى الأجيال التي أعقبت الاستقلال.
أعلنت مجموعة من الصحفيات التونسيات عن إطلاق جمعية باسم "وشم"، وهي جمعية نسوية تحمل في أعماقها حداثة الحاضر المتواصلة مع عبق الماضي، قالت عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين التونسيين فوزية الغيلوفي في حوار مع وكالتنا وكالة أنباء المرأة، أن تأسيس الجمعية يعد دافع جديد لنساء تونس، لتحفيزهن على نيل حقوقهن والحفاظ على مكاسبهن التي ناضلن من أجلها طيلة عقود من الزمن.
 وتعتبر فوزية الغيلوفي أن معركة التحرر مستمرة، مؤكدةً أن "الحقوق تُفتكّ ولا تهدى".
أعلنتم عن  تأسيس جمعية "وشم" التي ولدت أولاً كفكرة بين مجموعة من الصحفيات التونسيات... لو تحدثونا عن هذا الحلم الذي تحقق 
منذ فترة فكّرت في مشروع يهتمّ بقضايا النساء بجميع فئاتهن دون إقصاء، ويقدم لهن المساندة والدعم خاصة بعد تجربتي في المجال الاجتماعي ضمن الاتحاد الدولي للصحافيين ونقابة الصحفيين والعمل على قضايا لها علاقة بالصحفيات، لينطلق الحديث عن هذا الحلم مع مجموعة من الصحفيات المؤمنات بقضايا حقوق الإنسان عامة وحقوق النساء خاصة، وقد وجدت منهن الدعم لإنشاء هذه الجمعية التي خرجت إلى النور يوم الثاني من آذار/مارس 2021، وسيتم التعريف بنشاطاتها قريباً.
لماذا اختير لها من الأسماء "وشم"... هل في ذلك رسالة؟
اخترنا لها اسم "وشم" لما فيه من دلالة تاريخية في تونس وغيرها من الدول، حيث يعتبر الوشم بصمة للتاريخ والعراقة والثقافة والجمال والأصالة والمزج بين الماضي والحاضر... نحن نريد أن نجمع كل هذه المعاني في هذه الجمعية النسوية ونتمنى أن نترك بصمة في الحركة النسوية التونسية والدولية.
نحن على أبواب الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في الثامن من الشهر الجاري... كيف تقيمون وضع الصحفية التونسية اليوم في ظل العديد من التجاوزات والانتهاكات ؟
للأسف وضع الصحفيات في تونس يزداد سوءً، ونرصد ذلك كلما وُضع السياسيون وأنصارهم في امتحان كالمسيرات والانتخابات التي تغطّيها الصحفيات، حيث يحدث التحرش والعنف اللفظي والمادي ضد الصحفيات، حقيقة أصبحنا بعد 10 سنوات من الثورة نخشى تراجع الحريات ومن المسّ بحقوق النساء في ظل الهجمات المستمرة من قبل العديد من الأطراف، إلا أننا نصر على بذل المزيد من الجهود في جمعية "وشم"، للحفاظ على مكاسب التونسيات وتدعيم الحرية وخوض معركة الحقوق التي تفتك ولا توهب، ولن نسمح بالتراجع عن الحرية والحقوق التي اكتُسبت بعد خوض العديد من المعارك.
تزخر تونس بكفاءات نسوية كبيرة، لكن في المقابل نجدها غائبة بل مغيّبة عن تقلّد مناصب مهمة في الدولة وعن مراكز القرار بسبب العقلية ذكورية... كيف يمكن التصديّ لهذه العقليات الإقصائية؟ 
التصدي للعقلية الذكورية الإقصائية ينطلق أولا من إيمان النساء بكيانهن وقدراتهن على التأثير والتغيير، فالتونسية عبر التاريخ ناضلت لافتكاك حقوقها وإثبات كفاءتها، وعلينا اليوم مواصلة النضال... فالحقوق في أي مكان من العالم "تُفتك ولا تهدى".
ما هي رسالتكم للمرأة التونسية والنساء عموماً ونحن على أبواب اليوم العالمي للمرأة؟
على كل النساء أن يؤمنّ أولاً بأنفسهن وقدارتهن للوصول إلى المكانة التي يتقن إليها باستحقاق... صحيح أن المسيرة طويلة ومرهقة ولكن النتيجة ستكون حرّية أجيال كاملة ونجاحاً متكاملاً للمجتمع ككل.