'الهدف من العزلة على القائد عبد الله أوجلان هو ديمومة النزاعات في الشرق الأوسط'
قالت نساء من مدينة منبج في شمال وشرق سوريا إن الدول الرأسمالية تعمل على إدامة النزاعات في الشرق الأوسط
سيلفا الإبراهيم
منبج - ؛ لرسم خارطة جديدة للمنطقة وفق مصالحها لذلك تفرض العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان صاحب مشروع الأمة الديمقراطية الذي يعد حلاً لكافة القضايا العالقة.
في تشرين الأول/أكتوبر 2019 فرضت السلطات التركية ما يعرف بـ "عقوبة انضباطية"، بحق القائد عبد الله أوجلان، وفي آذار/مارس 2020 كان آخر لقاء له مع شقيقه محمد أوجلان، وبهذه الممارسات ضربت تركيا بعرض الحائط كافة المواثق الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان.
المشرفة على فرق الأطفال في مركز الثقافة والفن في منبج وريفها اليسار بركل أدانت واستنكرت العزلة المفروضة على القائد "جميعنا ضد العزلة المفروضة على القائد عبد الله اوجلان، ونحن النساء نستنكر بشدة هذه العزلة فالكثير من النساء خرجن في احتجاجات وأضربن عن الطعام في سبيل حرية القائد، لأن القائد هو الذي فتح الأفاق لتطالب المرأة بحريتها وتناضل للوصل إليها".
وبينت أن هدف الدولة الرأسمالية والمهيمنة هو ديمومة النزاعات في الشرق الأوسط لرسم خارطة جديدة للمنطقة وفقاً لمصالحها، "فكر القائد يسعى لإنهاء جميع المشاكل العالقة في الشرق الأوسط عن طريق مشروع الأمة الديمقراطية الذي يوحد الصفوف بمختلف المكونات والعقائد والثقافات وهذا ليس من مصلحة القوى المهيمنة".
وعن توقيت العزلة أكدت أنها تتزامن مع الأزمات المتلاحقة في المنطقة "خلال السنوات العشر الأخيرة وما تشهده منطقة الشرق الأوسط من مرحلة حساسة فرضت عزلة مشددة على القائد، حتى لا يصل فكره للشعب ليطبقه على أرض الواقع ليكون نموذجاً للعالم".
وتشهد منطقة الشرق الأوسط صراعاً نتيجة النزاعات الراسخة فيها بين اختلاف الأعراق والسياسات والديانات وحتى اللغات، كالقضية الفلسطينية والإسرائيلية، وقضية السنة والشيعة، وقضية الكرد وغيرها الكثير من الأقليات في المنطقة، فالدول الرأسمالية بدورها تفرض وجودها في المنطقة وتسرق خيراتها بحجة أنها تعمل لإصلاح المشاكل.
وتطرقت اليسار بركل إلى مساعي القوى المهيمنة لتدمير المجتمعات بشخصية المرأة التي ناضل القائد عبد الله أوجلان من أجلها "هدف الدول المهيمنة هو عدم وصول المرأة لحريتها وأن تتساوى مع الرجل وعلى وجه الخصوص على المستوى السياسي، فالهيمنة الدولية تحاول منذ عقود زرع الفكر الرأسمالي بعقول كل أفراد المجتمع، ورغم هذه المحاولات إلا أنها لم تستطع منع توسع مشروع الأمة الديمقراطية بين الشعوب".
وعن مشروع القائد أوجلان قالت "ثورة القائد كانت من أجل قضية الكرد ولكنه غير مساره ليشمل كافة المكونات، من خلال قناعته بأن حرية الكرد لن تكون حقيقية إلا إذا تحررت كافة المكونات ويكون ذلك إذا سادت الديمقراطية جميع بلدان الشرق الأوسط". مضيفةً "فكر القائد حقق الكثير من أجل شعوب المنطقة وعلى وجه الخصوص شمال وشرق سوريا".
وفي أثناء خوض القائد عبد الله أوجلان النضال من أجل حرية الشعب الكردي، "تناول مسألة كيفية التغلب على المآزق السياسية والاجتماعية في الشرق الأوسط كجزء هام من نضاله، كما رأى الصلة المباشرة بين نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط والقضية الكردية، لذلك حارب المفهوم القومي والمذهبي والطائفي الذي خلق العداء بين شعوب الشرق الأوسط، كما جعل النضال على أساس أخوة الشعوب والمعتقدات أساساً لمحو النزاعات العرقية والدينية كأحد أهم أعماله، و خلال هذه السنوات وضع أساس حل الأمة الديمقراطية الذي طوره بعد المؤامرة الدولية، التي نفذت في 9 شباط/فبراير 1999 في مطار العاصمة الكينية نيروبي بمؤامرة دولية مشتركة".
وفي ختام حديثها أكدت أنهم يعملون على نشر فكر القائد عبد الله أوجلان من خلال الأغاني والعروض المسرحية.
عضو اتحاد المثقفين والرئيسة المشتركة لاتحاد الفلاحين في منبج وريفها منى زكريا قالت إن فرض العزلة على المفكر والقائد عبد الله أوجلان ساهم في صقل أفكاره، والعمل على مشروع الأمة الديمقراطية ونشره في الشرق الأوسط".
وعن أهداف الدول المتآمرة للنيل من فكره بينت أن "السجن لم يحبس أفكار القائد على العكس تماماً بل كان منبراً لنشرها في الشرق الأوسط من خلال مرافعاته التي قدمها". مؤكدةً أن فكره "ليس من أجل الشعب الكردي فقط بل يشمل كافة المكونات والشعوب بمختلف عقائدها دون تميز أو اقصاء مكون أو عقيدة واحدة".
وعن المخاطر التي تراها الدول المهيمنة في فكر القائد أوضحت أن "فكر القائد عبد الله أوجلان يحارب الرأسمالية ويسعى لنشر العدل والمساواة وتحرير الشعوب من القيود المفروضة من قبل الحكومات والسلطات الراعية للرأسمالية".
وبينت أن صمت المنظمات الإنسانية حيال قضية اعتقال القائد عبد الله أوجلان ناتج عن "ضغوطات من المجتمع الدولي تمارس على المنظمات الإنسانية للحد من مطالبها بفك العزلة عن القائد مما جعلها تتخاذل في هذا الأمر لكن على المجتمع الدولي أن يقف مع الحق اتجاه أي إنسان له حقوق مشروعة".
واعتبرت منى زكريا أن العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان دليل واضح على نهج الدولة التركية في ممارسة شتى أنواع التعذيب، وافتقارها للإنسانية، مؤكدةً أن إرادة القائد عبد الله أوجلان أسمى من أن تكسر.
وحيال ما حققه فكر القائد عبد الله أوجلان من مكتسبات في شمال شرق سوريا بينت أنه "علينا زيادة الوعي وقراءة الأمور وترسيخ نهج وفكر الأمة الديمقراطية لأنه الملاذ الأمن لتحقيق حياة مستقلة بعيدة عن الشوائب الرأسمالية".
وفي ختام حديثها أكدت أن "على جميع المكونات مخاطبة المنظمات الحقوقية والإنسانية لفك العزلة عن القائد عبد الله أوجلان لأنه يمثل كافة الشعوب والمكونات بمختلف أطيافها".