"الغشاء المطاطي" هاجس يلاحق الفتيات المقبلات على الزواج

غشاء البكارة المطاطي من الأنواع الشائعة والطبيعية لدى الفتيات، إذ أن عملية فضه وزواله تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين، لذلك يجب توعية المجتمع بالثقافة الجنسية لتفادي ما يسمى بجرائم الشرف.

هديل العمر

إدلب ـ تتعرض الفتيات في إدلب لضغوط نفسية وجسدية كبيرة تنتهي بطلاقهن أو محاولة قتلهن، نتيجة غشاء البكارة "المطاطي" الذي يجهله الكثيرين من الأزواج والأهل، إذ أن عدم ظهور دماء البكارة في الليلة الأولى من الزواج كفيلاً بأن ينتزع "شرف الفتاة وعفتها" في نظر أهلها وزوجها.

"أنتِ لستِ بكراً" جملة لا تكاد تفارق عقل رؤى الراغب (19 عاماً) اسم مستعار، التي لم تستمر فترة زواجها أكثر من ليلة واحدة بعد أن طلقها زوجها الذي اتهمها بشرفها نتيجة عدم تقبله لفكرة "الغشاء المطاطي للبكارة" لتكون ضحية الجهل وقلة الوعي التي تربط طهارة الفتاة بضرورة ظهور ما يعرف بـ "دم البكارة" في ليلة زواجها.

"طلقني وأنا مالي ذنب" تقول رؤى الراغب والألم يعتصر قلبها، نتيجة ما عاشته من خوف ورعب سبب لها أزمات نفسية في تلك الليلة التي تصفها بـ "السوداء".

وعن تفاصيل الحادثة، أضافت أنه وفي صباح اليوم التالي اتصل زوجها بأهلها وأخبرهم بنيته في طلاقها لأنها ليست عذراء، الأمر الذي سبب لها صدمة كبيرة وحالة من الهلع والخوف نتيجة سماعها عن عدة جرائم تتعلق بقضايا الشرف، وهو ما حصل فعلاً بعد أن أراد والدها وشقيقها قتلها "لغسل عارهم وتدارك فضيحتهم" على حد وصفهم.

غير أن والدة رؤى الراغب فضلت عرضها على طبيبة نسائية مختصة أكدت عذريتها، موضحةً أن غشاء البكارة لديها هو من النوع "المطاطي" وأن زواله يحتاج إلى فترة زمنية محددة، إلا أن والدها لم يقتنع بكلام وإرشادات الطبيبة وبقي مصّر على موقفه بضرورة قتلها، حتى تدخل بعض الأطباء الذين شرحوا له تفصيل الحالة طبياً.

وأوضحت رؤى الراغب أن الحادثة شكلت لها حاجزاً نفسياً يمنعها من الزواج أو الارتباط مرة أخرى، مما جعلها ترفض جميع الشبان الذين تقدموا لها بالزواج، مشيرةً إلى أنها لم تستطع تقبل فكرة الزواج مرة أخرى نتيجة الأحداث والضغوط التي عاشتها سابقاً.

لم تكن شيرين الحميدي (21عاماً) أفضل من سابقتها حين تعرضت لذات الضغوطات بعد اتهامها بشرفها نتيجة غشاء بكارتها المطاطي، ما سبب لها مشكلات أسرية وعائلية كبيرة كادت أن تودي بحياتها لولا عرضها على طبيبة نسائية مختصة برأتها من الاتهامات والشكوك التي تدور في رأس زوجها وذويها.

وقالت شيرين الحميدي إنها تعرضت لضرب مبرح في ليلة زفافها من زوجها نتيجة جهله وقلة وعيه، إذ أنه لم يحاول سماعها ولم يسمح لها الدفاع عن نفسها، قبل أن يعرضها على طبيبة نسائية أكدت له عذريتها وأن غشاء البكارة لديها هو من النوع المطاطي.

وأضافت أنه وبالرغم من تفهم زوجها للموقف، إلا أن حياتها الزوجية معه باتت مضطربة نتيجة إحساسها المستمر بالإهانة والخوف، خاصة وأن الحالة النفسية السيئة التي وصلت إليها تمنعها من ممارسة العلاقة الحميمية مع زوجها بالشكل الاعتيادي نتيجة فقدانها لثقتها به.