الفوضى تزيد حالات الخطف في إدلب... وضحاياه نساء وأطفال
تزايدت حالات الخطف والاختفاء اليومية في الشمال السوري، والتي راح ضحيتها نساء وأطفال وسط ظروف الحرب والانفلات الأمني الذي تشهده المنطقة منذ سنوات
سهير الإدلبي
إدلب ـ .
قالت النازحة حنان جدوع (٣٨ ) عاماً وهي من مهجري مدينة سراقب ومقيمة في مخيمات قاح الحدودية أن ابنها الوحيد وسام البالغ من العمر عشر سنوات خرج لإحضار الخبز صباحاً بتاريخ ١٤آب/أغسطس الماضي لكنه لم يعد حتى اللحظة.
وبعين تملؤها الدموع أوضحت أنها لم تدع أحداً من مدراء المخيمات والشرطة والمنظمات المدينة إلا وقصدته لمساعدتها في العثور على ابنها المفقود أو حتى الوصول إلى أي خبر يطمأنها عنه، لكن دون جدوى.
تضع حنان جدوع اللوم على الجهات الأمنية الغير قادرة على ضبط الفوضى في المنطقة، الفوضى التي أفقدتها ابنها وفلذة كبدها وهي لا تعلم إن كانت ستراه ثانية أم لا.
تعددت أسباب الاختفاء التي تحدث بشكل يومي والتي تعود لعدم معرفة بعض النازحين بالمنطقة بشكل جيد، وهناك حالات اختفاء بسبب الأمراض العقلية والنفسية، في حين كان للمشكلات العائلية النصيب الأكبر في حالات الاختفاء ومغادرة المنزل، وهناك حالات اختفاء أخرى تعود بأسبابها للاختفاء القسري مثل الخطف من قبل مسلحين وملثمين مجهولين بهدف الحصول على الفدية المالية، إضافة لحالات خطف أخرى ضحيتها الفتيات حيث تكون غالباً للابتزاز الجنسي أو المالي.
تعرضت رهام العبد الله (٢٤) عاماً للخطف من قبل مجهولين بتاريخ ١١ أيلول/سبتمبر الماضي، للضغط على زوجها وأهلها لدفع فدية مالية وقدرها ٢٥ ألف دولار أمريكي، والتي لم يتمكنوا من دفعها حتى اللحظة ليبقى مصير الفتاة مجهولاً.
تقول والدتها مروى الحلوم (٤٨) عاماً متأثرة لما جرى مع ابنتها أنها كانت تتمنى أن يكون بحوزتها المال المطلوب لتتمكن به من تحرير ابنتها من يد الخاطفين المجرمين، غير أن أوضاعهم المادية صعبة ولا يستطيعون جمع الجزء اليسير من المبلغ الذي حدده الخاطفون.
وكذلك تعرضت الطفلة سيدرا عرفات (٨) سنوات للخطف أثناء ذهابها للمدرسة في مدينة إدلب ليفقد أثرها ولا يعرف مصيرها منذ أكثر من ستة أشهر رغم كل محاولات أهلها والأجهزة الأمنية في إيجادها.
تقول والدتها حسناء الصدير (٤٠) عاماً وهي من نازحي مدينة خان شيخون أنها مستعدة لتدفع كل ما تملكه مقابل استرداد ابنتها من الخاطفين الذين لم يتصلوا بهم حتى الآن، ما يعني أن المال ليس السبب وراء خطف الطفلة.
ومع عجز الأجهزة الأمنية عن ضبط المنطقة التي تعج فيها شبكات الخطف وقطاع الطرق، لجأ مدنيو إدلب لتشكيل مكتب شؤون الجرحى والمفقودين، وينشر هذا المكتب مئات حالات الاختفاء شهرياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشبكات التواصل مع المرصد وأصحاب الغرف الإخبارية والاجتماعية، وتتضمن المعلومات الكاملة عن الحالة وصورة لها ورقماً للتواصل وتتم متابعة الحالة وتكثيف البحث عنها حتى النهاية.
وقال مدير المكتب حذيفة الحمود أن حالات الاختفاء تزايدت في إدلب وريفها بشكل لافت حيث وصل في بعض الأحيان إلى ما يقارب عشرين حالة يومياً.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من ٨٦ حالة اختفاء في إدلب وريفها في الفترة الممتدة ما بين ١ نيسان/أبريل وحتى ٢٥ أيار/ مايو ٢٠٢١، من بينهم ٣١ طفلاً و١٤ امرأة و٤١ رجل، وتم العثور على نحو ٥٥ شخص منهم، بينما ما يزال مصير ٣١ آخرين مجهولاً حتى الآن وغالبيتهم من النازحين والمهجرين.
وتشهد محافظة إدلب وأريافها اكتظاظاً سكانياً كبيراً نتيجة حركات النزوح المتكررة والمتعددة جراء العمليات العسكرية وهو ما ساهم في تزايد حالات الاختفاء وانتشار شبكات الخطف.