الأسر التي تعيلها نساء... التحديات الاجتماعية والإصابات النفسية

ترى الناشطة في مجال حقوق المرأة زيلا لطفي أن إعالة المرأة للأسرة تسببت لها بمختلف أشكال الأذى بسبب التمييز المزدوج.

جينو درخشان

سنه ـ إن ما يجعل رئاسة النساء لأسرهن معروفة كقضية اجتماعية هو المشاكل والعقبات التي نشأت في طريقهن في العالم الخارجي والتي أدت إلى الاعتراف بالنساء ربات الأسر كمجموعة ضعيفة.

تعاني المعيلات للأسرة أكثر من الرجال فمعدل البطالة بين النساء ضعف معدل البطالة بين الرجال، كما أن فرص العمل المتاحة لهن أقل، وفي الوقت نفسه، في حالات العمل المتساوية، تحصل المرأة على أجور أقل من الرجل، فإن كون المرأة تعيل الأسرة لا يشكل ضرراً اجتماعياً، إلا أن هذه الظاهرة عرضت المرأة لجميع أشكال الأذى بسبب التمييز المزدوج.

تقول الناشطة في مجال حقوق المرأة زيلا لطفي عن دور المجتمع التقليدي في تحديد دور المرأة "في المجتمعات التقليدية والأبوية يعتبر الرجل فقط هو رب الأسرة، والأسرة التي ترأسها امرأة أسرة بدون رأس، وللسبب نفسه، فإن المطلقات والأمهات العازبات اللاتي تتحملن المسؤولية عن حياتهن وحياة أطفالهن يتم تعريفهن على أنهن كارثة اجتماعية، ففي المجتمع الإيراني، تُسمى هؤلاء النساء بالمطلقات أو الأرامل"، لافتةً إلى أن "فكرة أن كون المرأة هي ربة الأسرة يمثل ضرراً اجتماعياً متجذرة في الرأي القائل بأن أي استقلال للمرأة يسبب مشاكل وأضرار اجتماعية وأخلاقية، وأن المرأة تتولى إدارة الأمور، وهذا لا يناسب المجتمعات الأبوية".

وتعد المعيلات من الفئات الاجتماعية الضعيفة التي تواجه العديد من المشاكل والعقبات في حياتهن الشخصية والأسرية والاجتماعية.

 

تحدي السكن والمأوى

ولفتت إلى أن آراء وتصرفات المجتمع بشأن وضع هؤلاء النساء غير مقبولة بأي حال من الأحوال وأنه يتم استهداف النساء في جميع المجتمعات "من أهم التحديات في حياة المعيلات دائماً هو موضوع السكن والمأوى، واللواتي تعشن في المدن مشكلة عدم توفر السكن المناسب، إذ تعيش أغلبهن في منازل مستأجرة أو في ضواحي المدن الكبرى، حيث يتعين عليهن إنفاق معظم دخلهن لدفع إيجار سكنهن، وفي الوقت الحالي أدى وجود النظرة الأبوية والتمييز وضيق الأفق ضد المرأة إلى أن تواجه معظم النساء مشاكل في العثور على السكن واستئجاره، والإقامة في الفنادق".

 

"مجتمعنا لم يتمكن بعد من الاعتراف بالمرأة كرئيسة للأسرة"

وأكدت على أن النظام الأبوي، بحكم طبيعته أدى دائماً إلى تهميش المرأة من سياق الحياة الاجتماعية "لقد انتشر استغلال المرأة غير الخاضعة للرقابة والمشرفة على نفسها بطرق مختلفة بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات وحسب خصائص هذه المجتمعات، ولأنه لم يتمكن المجتمع بعد من الاعتراف بـ "المرأة" كرئيسة للأسرة لا يزال الفقر يجلب الكثير من المشاكل والقضايا الاجتماعية، كما أن المعيلات لأسرهن تحت خط الفقر، وتواجهن في المقام الأول مشاكل في توفير المقومات الأساسية للحياة الاجتماعية، ولقد عانت معظم ربات الأسرة من استهزاء ومضايقات وتعرضن لجميع أنواع سوء النية والمضايقات من الآخرين وتعرضن للأذى، أن الوضع المؤسف الذي تعيشه المعيلات بعد وفاة أزواجهن أو هجرهم أو طلاقهم من الناحية الجسدية والعقلية والغذائية والصحية، مع مرور الوقت ومع ضغط الاحتياجات المالية والحاجة إلى القيام بعمل اقتصادي يسبب الإرهاق التدريجي لأجسادهن وعقولهن".

 

"على الرغم من أن البيع المتجول ليس عملاً، إلا أنه أفضل من مد اليد والتسول"

ثويبة. م إحدى المعيلات تقول "عندما كان زوجي مسافراً إلى طهران للبحث عن عمل تعرض لحادث سير وتوفي لأصبح أنا المسؤولة الوحيدة للعائلة وبدأت بالعمل تحسن حالنا بعد أن كبر ابني وبدأ بمساعدتي لكننا عشنا في فقر مدقع لدينا تحديات في تأمين السكن وكذلك في العمل فلا يتم دفع المرتب التقاعدي في الوقت المحدد. وأعمل حالياً في بيع مناديل المطبخ وغيرها من الأشياء، ورغم أن البيع المتجول ليس عملاً، إلا أنه أفضل من مد اليد والتسول، واجهنا نحن المعيلات ظروف قاسية فالدولة لم تعرنا أي اهتمام ولم تؤمن لنا فرص عمل لنعيش حياة أفضل".