العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء الجائحة: نطالب بظروف معيشية ملائمة وأكثر عدالة

منذ بداية ظهور جائحة كورونا في تركيا في آذار/مارس عام 2020، فإن المستشفيات هي المكان الوحيد الذي لم تتغير فيه ظروف العمل

أوضحت عضو نقابة العاملين في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية الممرضة آينور كور، أن معظم العاملات في مجال الرعاية الصحية كن الأكثر تضرراً أثناء الوباء، وطالبن بظروف أكثر ملائمة للعيش وتلافي المشاكل التي يواجهنها وخصوصاً في فترة الجائحة. مشيرةً إلى أنه هناك إجهاداً مزمناً على العاملين في مجال الرعاية الصحية بسبب الجهود المستمرة منذ عامين، ولفتت الانتباه إلى حقيقة أن الوعود بتحسين ظروفهم لم يتم الوفاء بها.
 
مدينة مامد اوغلو 
آمد ـ ، يعيش العاملون في مجال الرعاية الصحية في المستشفيات، ويعانون من ارتفاع في معدل ساعات العمل،  العنف، تدني الأجور، المضايقات والانقطاع من الحياة الاجتماعية طيلة فترة الوباء أي لمدة عامين. وقالت العاملات اللواتي طالبن بخلق ظروف أكثر ملائمة للعيش، أنهن تعرضن للإيذاء ضعف الذي تتعرض له العاملات في المجالات الأخرى. 
 
"لا يزال الناس يتجنبوننا"
أوضحت عضو نقابة العاملين في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية الممرضة آينور كور أن عاملات الرعاية الصحية منذ ظهور حالات الإصابة بالفيروس إلى الآن يعيشون ظروف عمل جداً سيئة، ويعدون الفئة الأكثر تضرراً. مشيرةً إلى أن الوباء الذي أجتاح العالم أثر بشكلٍ كبير على قطاع الصحة "تعمل النساء بجهد كبير بالرغم من أنهن يحملن عبئ كبير إلى جانب خطورة العمل يعرضن عوائلهن أيضاً للخطر بسبب العدوى، ويقمن بجهود مضاعفة لتلافي نقل العدوة إلى أطفالهن. إلى جانب كل هذا المعاناة التي تم فقدان السيطرة عليها، عشنا مشاكل ومضايقات اجتماعية كثيرة، أصبحنا منبوذين من قبل أقربائنا والحياة الاجتماعية بشكل عام، عشنا مثل هذه المعاناة في الفترة الأولى كثيراً، وصلنا إلى مرحلة تباعد اجتماعي تام لدرجة لم يكونوا يتقاسمون معنا مائدة الطعام أو حتى شرب كوبٍ من الشاي".
 
الإرهاق والتعب المزمن
وأشارت آينور كور إلى أن الناس اعتادوا على تلقي خدمات من قبل مقدمي الرعاية الصحية وأصبحت العملية أسلوب حياة لهم. مؤكدةً على أن موظفي المستشفى مرضوا مرة أخرى بسبب الظروف، وتحول هذا الوضع إلى عبء عمل ووقت إضافي للموظفين "بينما أنت معزول يعود هذا العمل إلى الفريق التالي كعبء عمل لأن المتخصصين في الرعاية الصحية يعملون كفريق. إنه يؤثر على الأشخاص الآخرين الذين يعملون في نظام المناوبات،  وخاصةً عندما يصاب شخص يعمل مقدمو الرعاية على شكل مناوبات ليلية. وهذا يعني إذا أتيت كل يومين، فعليك أن تأتي إلى العمل كل يوم. أو إذا كنت تعمل لمدة 16 ساعة، عليك أن  تعود خلال 24 ساعة إلى العمل مرة أخرى. لذلك فإن هذه المواقف تسبب إرهاقاً مزمناً. ويمكن أن ينعكس هذا على حياتك المنزلية وعلاقتك الأسرية".
 
"لم يطرأ أي تحسن على ظروف العاملين"
ولفتت آينور كور إلى أنه لم يتم الوفاء بالوعود التي قطعتها وزارة الصحة بخصوص عبء وعدد ساعات العمل التي تضاعف ثلاث مرات والخسائر المادية والمعنوية التي تعرضوا لها، مشيرةً إلى أن الشيء الوحيد الذي ينالونه على عملهم الشاق والخطير هو التصفيق. "في بداية الوباء، أرادت وزارة الصحة خلق انطباع بأنها تريد إعطاء شيء ما للعاملين في مجال الصحة، ولكن ما قيل لم يحدث بالفعل. حتى لو حدث وقدموا مساعدات فقد كانت لمجموعات صغيرة جداً. لهذا السبب، لم يطرأ أي تحسن على ظروف جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية. ليس من السهل حقاً على المتخصصين في الرعاية الصحية أن يتقاضوا أجراً أقل من الأجور التي يمكن أن يعيشها المرء وسط عبء العمل الثقيل، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلد".
 
"نريد ظروفاً ملائمة للعيش" 
وأوضحت أينور كور أنهم يطالبون بظروف ملائمة للعيش كعاملين في مجال الصحة، "أكبر مشكلة يواجهها العاملون في مجال الرعاية الصحية هي ترك أطفالهم في مكان ما، إذاً لدينا مشكلة حضانة. ظروفنا الاقتصادية ليست جيدة. ظروف العمل لدينا صعبة جداً، وساعات العمل طويلة جداً. لا يمكن تغطية ذلك إلا من خلال تعيين متخصصين جدد في الرعاية الصحية. لدينا العديد من المطالب يجب وقف العنف في مجال الصحة ورفع أجورنا إلى مستوى أفضل للعيش. إن مطلب جميع المتخصصين في الرعاية الصحية هو تقصير ساعات العمل لدينا، وخاصة لأخصائي الرعاية الصحية العاملين في وحدات معينة".
 
https://www.youtube.com/watch?v=OKLCHHRZqAU