'الاحتلال التركي يخاف من فلسفة المرأة الحرة ويستهدف القياديات'
استهداف الاحتلال التركي للقياديات والرائدات للثورة سياسة ممنهجة كونه يخشى من فكر المرأة القوية وكيانها المستقل.
فيدان عبد الله
الشهباء ـ بعد فشل الاحتلال التركي بهجماته البرية والجوية في القضاء على ثورة شمال وشرق سوريا ومشروع الأمة الديمقراطية، شنت حرباً من نوعاً آخر على المنطقة ألا وهي الاستهداف المباشر بالطائرات المسيرة والتي ازدادت في الآونة الأخيرة، وكما هي سياسة الدولة التركية دائماً، فأن المرأة هي المستهدف الأول لها.
تلاقي الاستهدافات للشخصيات النسائية والقيادية في شمال وشرق سوريا ردود فعل شعبية غاضبة، وهو ما حدث بعد استهداف الرئيسة المشتركة لمكتب العدل والصلح زينب صاروخان، وحول ذلك قالت رئيسة هيئة المرأة في إقليم عفرين زلوخ رشيد أنه "مع اندلاع ثورة روج آفا تبنى الشعب مشروع الأمة الديمقراطية ونظم نفسه وفق مبادئها. هذا المشروع تقوده المرأة ولذلك تستهدف القوى المعادية والأنظمة الفاشية على رأسها الدولة التركية القياديات".
وأوضحت "هذه القوى والأنظمة لها الدور الكبير في تعميق الأزمة السورية وتخريب المنطقة، وكان لها اليد في سلسلة الأزمات التي تمر بها سوريا عامة ومناطق شمال وشرق سوريا خاصةً، لتصدير أزماتها الداخلية". مشيرةً إلى أن استهداف الرئيسة المشتركة لمكتب العدل والصلح زينب صاروخان جزء من هذه السياسة "زينب صاروخان لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة فالاحتلال التركي يعمل بشكل ممنهج على كسر إرادة المرأة واستهداف أي مشروع ديمقراطي يهدف للعدالة والمساواة".
هذا ما جعل زينب صاروخان من أهداف الاحتلال التركي
واستذكرت زلوخ رشيد لقائها مع الشهيدة زينب صاروخان خلال عملهما سوياً في هيئة المرأة "اجتمعنا مرات عديدة خلال اجتماعات تعقد لهيئة المرأة على مستوى شمال وشرق سوريا وخلال هذه اللقاءات لاحظت أن شخصيتها مفعمة بالإصرار والعزيمة وصاحبة روح مرحة ومعنويات عالية، تتمتع بصفات المرأة الثورية، وكان لها نظرة لمستقبل المرأة في مناطقنا، حيث كانت تقول دائماً أننا سنكون القدوة لنبني فكر حرية المرأة في سوريا والشرق الأوسط".
وأضافت "زينب صاروخان كانت قدوة في العملية السياسية بمناطق شمال وشرق سوريا، وكانت السباقة لتنظيم العمل في مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية، وأخذت مكانها في مجالات عدة من تنظيم وتوعية وإدارة الشعب كان هدفها في جميع المجالات تحقيق حرية المرأة والدفاع عن حقوق المرأة والطفل، كانت ناشطة ومؤمنة بفكر حرية المرأة".
وأشادت بالأعمال والمنجزات التي حققتها الناشطة زينب صاروخان في هيئة المرأة، مبينةً أن الشهيدة طورت من العمل في المؤسسات النسوية، وكانت رائدة في مسألة رعاية الأطفال الأيتام والحفاظ على وحدة المجتمع بكافة مكوناته وأطيافه. وهذا ما جعلها هدفاً للاحتلال التركي.
"سياسية ممنهجة لاستهداف قياديات الثورة"
وذكرت زلوخ رشيد أن الاحتلال التركي استهدف شخصيات نسائية كثيرة في مناطق شمال وشرق سوريا، مشددةً على أن "نساء المنطقة مؤمنات بفكر ومشروع الأمة الديمقراطية فنحن قادرات على إدارة وقيادة الشعب في جميع المجالات، والفضل في نجاح ثورتنا وسط هذه الظروف من الأزمة السورية والتدخلات الخارجية يعود لإصرار وإرادة المرأة القوية والجبارة وهذا ما يجعلنا على يقين أن المجتمع لن يكون ديمقراطياً أو حراً إلا بتحقيق حرية المرأة".
وتطرقت إلى أن "الاستهداف المباشرة للقياديات ليس صدفة أو عشوائية، إنما هو مخطط تركي مدروس وممنهج ضد المرأة، يؤكد متابعة الاحتلال التركي لتطورات وخطوات النساء في المنطقة وأنه يهاب من المرأة القوية ونشاطاتها النسائية وفكرها التحرري".
"الأمة الديمقراطية مشروعٍ حضاري وسنعمل للاعتراف به دولياً"
واختتمت رئيسة هيئة المرأة في إقليم عفرين زلوخ رشيد حديثها بالإشارة إلى أن حرية المرأة والمشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا مشروع حضاري وواصلت "مشروعنا لا يتناسب مع فكر العدو المستبد والمتسلط الذي يريد قمع الشعوب والنيل من إرادتها والتحكم بها، وهذا ما يزيد من المهام الملقاة على عاتق النساء في النضال والكفاح وعليها فأننا مصرات في دربنا وسنبقى على طريق الحرية إلى أن نحقق الاعتراف بمشروع الأمة الديمقراطية ويصبح نموذج لحياة جميع السورييين".