أكاديمية شيلان... لمجتمع يعرف حقوق المرأة وحقيقتها

تسعى أكاديمية الشهيدة شيلان في مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا لقيادة المجتمع نحو فكر متحرر وديمقراطي من خلال نشر التوعية حول المرأة والمجتمع الديمقراطي

نورشان عبدي  
كوباني - .
في 16 حزيران/يونيو من عام 2018 وبعد ازدياد الحاجة والطلب لتلقي التدريبات الفكرية افتتح مؤتمر ستار بالتنسيق مع مؤسسة المرأة في ايطاليا أكاديمية الشهيدة شيلان في مقاطعة كوباني؛ وذلك بهدف تطوير فكر النساء وكسر القيود المجتمعية التي وضعها النظام الأبوي باسم العادات والتقاليد.  
 
التدريب... طريق لتحقيق المساواة بين الجنسين  
حول عمل الأكاديمية وكيفية تلقي التدريبات للمنضمين للدورات التدريبية قالت الإدارية في أكاديمية الشهيدة شيلان ديروك مسكو "مع بداية ثورة تموز في عام 2012، تلقى أهالي كوباني التدريبات في المنازل، وهو ما صعب الأمر علينا لذلك تقرر افتتاح الأكاديمية في عام 2018".  
التدريبات لا تتوقف على النساء أو الرجال وإنما تفتتح الأكاديمية دورات خاصة بكل منهما وأحياناً تكون بشكل مختلط "الهدف الرئيسي من ضم النساء للتدريب هو رفع مستوى فكر المرأة وتعريفها بحقيقتها ودورها الريادي ضمن المجتمع والمساهمة في تأهيلهن للتعامل مع الحياة اليومية والمهنية ضمن كافة المجالات الحياتية". 
وأضافت "كما أن للمرأة دورات خاصة بها هنالك دورات تدريبة خاصة بالرجال أيضاً وحتى الآن افتتحت الأكاديمية 3 دورات تدريبية لهم"، مشيرةً إلى أنه في البداية كان من المرفوض لدى الرجال تلقي التدريبات ولكن مع الوقت ومع الكثير من التدريب أصبح هنالك تغيير في فكرهم وبدأوا بتقبل المرأة بجانبهم في الرئاسة المشتركة"، مؤكدةً أن الرجال الذين تلقوا التدريبات تطور فكرهم وطريقة نقاشهم من ناحية المرأة. 
أما عن النتائج الملفتة التي حققتها الأكاديمية فقالت عنها "بفضل التدريب بات للمرأة قدرة على فتح حوارات ونقاشات سياسية واجتماعية بعد أن تعرفت على تاريخها وحقيقتها بشكل عميق، تتمكن المرأة من التعبير عن رأيها وفكرها دون تأثير تفكير الرجل عليها".
وعن الدروس التي يتم إعطاءها في الأكاديمية فهي فكرية سياسية توعوية وعسكرية، وحول العنصرية الجنسية، والحياة المشتركة، وتدرب المرأة للاعتماد على نفسها بعيداً عن مفهوم الاتكال على الرجل، إضافة للتعريف بمشروع الأمة الديمقراطية وعلم المرأة والحرب الخاصة كما تبين. 
يتم التركيز على تدريب العاملين/ت في مؤسسات الإدارة الذاتية، تقول ديروك مسكو عن الهدف من ذلك "على أعضاء الإدارة الذاتية وجميع العاملين في المؤسسات المدنية التعرف على الفكر الحر وحقوق المرأة لإنجاح مشروع الأمة الديمقراطية، واستكمال مسيرة تحرير المرأة". 
 
"المجتمع يستجيب لفكرة التدريب بشكل جدي"   
يرتكز عمل لجنة التدريب في مؤتمر ستار على إعطاء الدروس، وتشمل التدريبات الجوانب الاجتماعية والسياسية والعسكرية. 
عضو لجنة التدريب التابعة لمؤتمر ستار هدلة أوسي تؤكد أن عملهم يتم بالتنسيق مع الأكاديمية، مبينةً أهمية انضمام الرجال للتدريبات "نعمل على تعريف الرجال بحقيقة المرأة وفكرها ومكانتها الريادية في المجتمع. التدريبات توعوية من أجل تطوير المجتمع وتقدمه من الناحية الفكرية وخاصة بالنسبة للمرأة". مضيفةً "بعد العديد من النقاشات والتدريبات بات الرجال متقبلين لفكرة التدريب عن تاريخ المرأة ومن قبل المرأة".
وعن أهمية التدريب بالنسبة للجميع بينت أنه "للتدريب وتطوير الفكر أهمية كبيرة للشخص سواء كان رجل أو امرأة"، مبينةً "أعطي دروساً عن الحياة المشتركة وفكر المساواة بين الجنسين ومن خلال النقاشات ألاحظ تفاعل الرجال والعديد منهم يطلب معرفة المزيد".
أما عن تقبل الرجل للتدريبات ضمن المناطق العربية تقول عضو لجنة التدريب هدلة أوسي "ننظم تدريبات في المناطق العربية كصرين وعين عيسى. لا ننكر أننا واجهنا في البداية العديد من العراقيل بسبب العادات والتقاليد والذهنية الذكورية التي تسيطر على تلك المناطق، حتى في بعض الأحيان رفضوا بشكل قاطع الانضمام للتدريبات ولكن مع الكثير من الجهد والعمل على توعيتهم باتوا اليوم متقبلين للتدريب ولمسنا تطوراً في فكرهم تجاه المرأة". 
كما تقوم لجنة التدريب في مؤتمر ستار بالتنسيق مع إدارة الأكاديمية لتنظيم محاضرات عن حقيقة المرأة في مختلف المؤسسات المدنية.