"أبناؤنا فلذات أكبادنا، إلا أن عفرين أغلى من أرواحنا"

أكدت أمهات شهداء عفرين في مقاطعة الشهباء إن أهالي عفرين لم يضعفوا أمام هجمات الدولة التركية بل تحلوا بإرادة وإصرار من أجل تشييع شهدائهم بمراسم مهيبة

روبارين بكر
الشهباء- أكدت أمهات شهداء عفرين  في مقاطعة الشهباء إن أهالي عفرين لم يضعفوا أمام هجمات الدولة التركية بل تحلوا بإرادة وإصرار من أجل تشييع شهدائهم بمراسم مهيبة, وأن أولادهن فلذ أكبادهن إلا أن عفرين أغلى من أرواحهن.   
في عام 2018 شنت الدولة التركية أشرس وأعنف الهجمات على مقاطعة عفرين استخدمت فيها جميع أنواع الاسلحة الثقيلة والخفيفة، ورداً على الهجمات التركية ودفاعاً عن عفرين توجه جميع الشباب والشابات لجبهات الدفاع وحماية عفرين.
مراسم تشييع الشهداء كانت تبدو كما وأنها لوحة من الأسطورة والمقاومة لما كانت تبديه الأمهات العفرينيات من قوة وإصرار على الصمود وتضحيات جسيمة، بتشيعيهن لأبنائهن الشهداء بالزغاريد على وقع الأغاني الثورية والداعمة لمقاومة العصر، وكثيراً من الأمهات قدمن أكثر من شهيد في مقاومة العصر.
خديجة إيبو والدة الشهيد زكريا زردشت الذي استشهد في الـ 3 آذار/مارس 2018  قالت "مهما تحدثنا عن الملاحم والأساطير التي سطرت في مقاومة العصر يبقى قليلاً, فالاحتلال التركي كان يدرك مدى صمود وقوة أهالي عفرين لذا, قام بتحليق العشرات من الطيران الحربي في سماء عفرين في الـ 20 كانون الثاني/ يناير من عام 2018, وأثناء شن الهجمات شارك ابني في الدفاع عن عفرين".
وروت خديجة لحظات من المشاهد التي كانت شاهدة عليها حينذاك " كنت شاهدة على مقاومة وإصابات الجرحى والشهداء الذين كانوا يدافعون عن عفرين فكانت جميع إصاباتهم نتيجة قصف الطيران الحربي والمدافع, لم يصاب أي مقاتل أو شخص من الرصاص الحي وهذه هي وحشية الاحتلال التركي وخوفه من مهاجمة المقاتلين وجها لوجه".
أردفت خديجة إيبو إلى أنها كانت دائماً تهيئ ذاتها على أن ابنها المقاتل في صفوف الحماية والدفاع عن عفرين كباقي المقاتلين الجرحى والشهداء ومن الممكن أن تسمع خبراً عنه في أي لحظة، لذا كانت تتحلى بالقوة والإرادة على أن لا تضعف أمام هجمات تركيا وتبقى الأم القوية.
ذكرت إخديجة إيبو  إلى أنها كانت تدعم وتساند أمهات الشهداء خلال مقاومة العصر في مشفى آفرين بمركز المقاطعة في ساعات المساء, وفي ساعات الصباح  تشارك في الفعاليات والنشاطات الداعمة للمقاومة وتنادي بشعارات  الإصرار دون الشعور بالتعب أو الإرهاق فقد كانت تستمد القوة من الأمهات والوفود القادمة من المناطق الأخرى للمشاركة في المقاومة.
شددت خديجة إيبو " في عفرين قدمنا الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على أرضنا والدفاع عنها ومازلنا مستمرين بالتضحية حتى هذه اللحظة، إلا أن العالم بصمته العار وتآمره مع الدولة التركية أجبر الشعب على الخروج من عفرين قسراً, إلا أن هذا الأمر لن يصبح عائقاً أمام مقاومتنا".
 
"أبناؤنا فلذ أكبادنا إلا أن عفرين أغلى من أرواحنا"
ومن جهتها قالت ليلى مصطفى والدة الشهيدة هولير باهوز التي استشهدت في 11 آذار/مارس 2018 " أن استشهاد ابنتي خلال مشاركتها في مقاومة العصر كان له آثراً كبيراً، إلا أنني كأمٍ عفرينية وأمثالي الآلاف من أمهات اللواتي كان يتحلين على الدوام بالقوة والإصرار انطلاقاً من مبداً " أبناؤنا فلذ أكبادنا إلا أن وطننا عفرين أغلى من روحنا".
وبينت ليلى مصطفى "بروحٍ ومعنويات عالية وسط زغاريد الأمهات والشعارات التي تشدد بالسير على طريق الشهداء كنا نشيع أبنائنا الشهداء في مقاومة العصر، وسط الصمت العالمي حيال المجازر التي كانت ترتكب بحق الشعب, وبالرغم من ذلك إلا أن الأهالي  لم يتوانوا قط عن المساندة والوقوف إلى جانب عوائل الشهداء والمقاومة".
وأشارت ليلى مصطفى إلى لحظات مراسم تشييع الشهداء في عفرين" في ظل هطول الأمطار والبرد والقصف المكثف من قبل الاحتلال التركي كان الآلاف من الأهالي يشاركون في مراسم تشييع الشهداء ومصممين بأن يتم تشييع الشهداء بمراسم مهيبة  تليق بتضحياتهم دون الخوف من القذائف والطيران الحربي".
وقد تعرض مزار الشهداء مزار الشهيد سيدو في ناحية جندريسه, مزار الشهيد رفيق في ناحية شرا ومزار الشهيدة آفيستا خابور في مركز مقاطعة عفرين للتدمير والهدم من قبل الدولة التركية ومرتزقتها بعد احتلال مقاطعة عفرين. 
 
مراسم تشييع شهداء مقاومة العصر هو معنى للمقاومة والصمود
 ومن جهة أخرى قالت بديعة محمد والدة 3 شهداء استشهد أثنان منهم خلال مشاركتهم في مقاومة العصر بتاريخ 22 آذار/مارس 2018 " منذ احتلال عفرين وحتى الآن نتذكر دوماً المقاومة التي أبداها المقاتلون والأهالي , ومن جهة أخرى نتذكر جميع اللحظات المؤلمة التي عاشها الشعب كالحرمان من الأمن والاستقرار ونهب ممتلكاتهم واحتلال أراضيهم".
وشددت  بديعة محمد على أن مراسم تشييع شهداء مقاومة العصر وحدها كانت تعتبر مقاومة وصمود من نوعٍ آخر، لم تندم الأمهات أبداً على ما قدمنه من أجل الدفاع عن عفرين, مع استشهاد كل شهيد ومراسم تشييعهم كن يزددن إصراراً وتمسكاً بعفرين.
وبينت بديعة محمد "أهالي عفرين قدموا فلذ أكبادهم، أرضهم وممتلكاتهم في سبيل الدفاع عن عفرين وحمايتها من الغزو التركي، وحتى اللحظات الأخيرة كان هذا قرارهم، وبالرغم من أن الهجمات وصلت لأعلى حد من الوحشية وارتكبت الكثير من المجازر بحق المدنيين إلا أن إصرارنا على المقاومة في وجه الاحتلال التركي مستمرة حتى هذه اللحظة ولن نستسلم مهما فعل العالم وتآمر على مقاومتنا ومشروعنا، وعليها نطالب من الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بمحاسبة الاحتلال التركي على جرائمه والقيام بواجبها تجاه المدنيين العزل".
وبعد احتلال مقاطعة عفرين من قبل الدولة التركية ومرتزقتها, يواصل أهالي عفرين مقاومتهم في مقاطعة الشهباء بإصرار من أجل العودة إلى عفرين بعد تحريرها.