19 عام من النضال في وجه المخططات الساعية للنيل من إرادة المرأة

في ظل مؤتمر ستار وبعد ثورة روج آفا استطاعت المرأة أن تنظم ذاتها ضمن مؤسساته وتتخطى جميع الصعوبات وتصل لمواقع صنع القرار وتكون عضواً فاعل في المجتمع.

شيرين محمد

قامشلوـ أكدت عضوة منسقية مؤتمر ستار بإقليم شمال وشرق سوريا شيراز حمو أن النساء المنضويات تحت مظلة مؤتمر ستار استطعن تنظيم أنفسهن ضمن الأحزاب السياسية والتنظيمات النسائية ومنظمات المجتمع المدني، مما جعلهن ذوات إرادة وقوة لترسيخ نظام الرئاسة المشتركة في جميع مؤسسات الإدارة الذاتية.

15 كانون الثاني/يناير من كل عام يصادف الذكرى السنوية لتأسيس مؤتمر ستار الذي دخل عامه الـ 19، وخلال هذه الأعوام حمل المؤتمر على عاتقه تنظيم وتوعية النساء لبناء مجتمع ديمقراطي تسوده العدالة.

 

مسيرة حافلة والنضال مستمر

في بداية حديثها استذكرت عضوة منسقية مؤتمر ستار بإقليم شمال وشرق سوريا شيراز حمو دور القائد عبد الله أوجلان والشهداء اللذين ضحوا بأنفسهم لبناء مجتمع تسوده العدالة والديمقراطية والنساء اللواتي تسعين لتطوير وتنظيم أنفسهن للحصول على حريتهن.

وقالت "حقق مؤتمر ستار منذ بداية تأسيسه إنجازات عظيمة لصالح المرأة والمجتمع، كما يعمل من خلال قيامه بالعديد من الفعاليات على نيل الحرية الجسدية للقائد أوجلان، إلى جانب مساندة المؤتمر لانتفاضة " Jin jiyan azadî"، وقد زاد من وتيرة عمله على خلفية انضمام المزيد من النساء إلى صفوفه، وفي 16 كانون الثاني من العام الماضي عقد مؤتمره التاسع وخرج بجملة من القرارات المهمة منها تشكيل لجنة حرية القائد عبد الله أوجلان، بالإضافة لإجراء بعض التعديلات على ميثاق مؤتمر ستار بهدف زيادة تنظيم العمل وتوسيع رقعة المقاومة والتركيز على القيام بمزيد من الأعمال التي تصب في مصلحة المنطقة في الأعوام المقبلة"، مبينة أنه تم أيضاً عقد كونفرانس لدار المرأة نظراً لعمله الفعال ودوره في حل القضايا العالقة، فهو يسعى لكسر الذهنية السلطوية الذكورية والعنصرية والرأسمالية من أجل تنظيم وتحقيق مجتمع متساو وحر وعادل، فالمؤتمر منظمة نسائية كونفدرالية وديمقراطية تركز على تنظيم وتعليم وتمكين المرأة والنضال من أجل تحريرها وتحقيق المساواة بين الجنسين في جميع مجالات الحياة.

مؤتمر ستار ليس وليد اللحظة بل يستند على ميراث نضالي، بهذه الكلمات تابعت حديثها، لافتةً إلى أنه "لا تخلو المسيرة النضالية للمؤتمر من الصعوبات والتحديات فالانتقادات التي أطلقت عليه مستمرة من قبل الأنظمة المعادية لفكر الأمة الديمقراطية والقائد أوجلان وحرية المرأة فقد تم استهداف مكتسبات المرأة خلال ثورتها على الظلم والرجعية، لكن بإرادة المرأة وعزيمتها باءت هذه الهجمات بالفشل، كما مارست الدول الرأسمالية الحرب الخاصة على النساء لتدفعهن إلى الانتحار لا سيما  في الأراضي المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها"، مذكرة بأن مدينة عفرين منذ احتلالها تشهد انتهاكات لحقوق الإنسان متمثلة بالخطف والقتل والاغتصاب وغيرها "زادت هذه الانتهاكات عن حدها في الآونة الأخيرة والتي شهدت إصدار تركيا لأحكام الإعدام والسجن بحق عدد من النساء اللواتي قام مرتزقتها بخطفهن منذ أعوام".

 

"برفع وتيرة العمل والنضال سنكون صوت جميع النساء"

أكدت شيراز حمو أن مؤتمر ستار صوت للنساء اللواتي تتعرضن للعنف والقتل في الأراضي المحتلة "نطالب بكل ما أوتينا من قوة منح كافة النساء حقوقهن أينما كن، فالمؤتمر لطالما كان سباق في إيصال صوت المضطهدات للجهات المعنية من خلال توثيق الانتهاكات المرتكبة بحقهن"، مضيفة أن مؤتمر ستار يعمل على كسر وإفشال المخططات بالعمل والنضال المستمر لتفادي النواقص والأخطاء التي تعيق عمله "المؤتمر من أبرز المشاركين في إعادة صياغة العقد الاجتماعي لإقليم شمال وشرق سوريا، وركز على أهمية حصول المرأة على كافة حقوقها وعلى ضرورة تواجدها في مؤسسات الإدارة الذاتية".

وبينت أن النساء من كافة أطياف المجتمع تقصدن مؤتمر ستار "عند تقييم النظام الداخلي وعمله ولجانه المتمثلة بالكومينات والمجالس والأكاديميات والتعاونيات واللجان، نرى أن المؤتمر من أبرز المؤسسات التي ترشد النساء إلى الطريق الصحيح لتحقيق حريتهن ونيل حقوقهن، بالعمل سنرفع من وتيرة نضالنا لتحرير المضطهدات وبناء مجتمعات أكثر ديمقراطية ومساواة، فبعد ثورة روج آفا استطاعت المرأة أن تنظم نفسها وتتحدى جميع الصعوبات التي تقف أمام تحقيقها لأهدافها، خاصة بعد أن عزز المؤتمر المشاركة الديمقراطية وتمثيله لكافة الفئات والشرائح العرقية والدينية والسياسية والثقافية المختلفة في المجتمع".

وفي ختام حديثها أكدت أن مؤتمر ستار بني على مفهوم الأمة الديمقراطية الذي ينص على حماية البيئة وتحرر المرأة تحت شعار "روج آفا حرة وسوريا ديمقراطية وشرق أوسط ديمقراطي"، وحتى يعتمد المجتمع على ذاته قام المؤتمر بتطوير مؤسساته المستقلة منها مؤسسات الدفاع عن النفس والمؤسسات الاقتصادية والقانونية والدبلوماسية والثقافية.