13 عاماً من الأزمة السورية كانت كفيلة للانتفاض بوجه الأوضاع المتردية
التدخلات والضغوطات تسببت بإبصار الحراك الشعبي في مدينة السويداء السورية النور كغيرها من مدن البلاد، إلا أن المرأة سجلت حضوراً لافتاً فيه فقد أحدثت فرقاً من حيث العدد وطريقة المشاركة.
دلال رمضان
الحسكة ـ حثت الإدارية بمكتب المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي بمدينة الحسكة عزيزة حسو نساء السويداء إلى تنظيم أنفسهن وإثبات تواجدهن باستمرار في مراحل الحراك الشعبي المستمر لضمان حقوقهن وتحقيق مطالبهن.
مدينة السويداء كانت آخر المدن السورية التي لحقت بركب المطالبة ببلد ديمقراطي لامركزي دفع آلاف المدنيين ثمن ذلك باهضاً منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011 من قتل وتهجير قسري وتدمير وتدخل سافر في الشؤون الداخلية للبلاد، وسط شعارات تطالب بتطبيق القرار 2254 المتخذ بالإجماع في 18 كانون الأول/ديسمبر 2015، المتعلق بوقف إطلاق النار في سوريا والوصول إلى تسوية سياسية للوضع.
إلا أنه منذ ثمانية أشهر والحراك الشعبي في السويداء مستمر دون انقطاع، ولده تضييق الخناق الاقتصادي والأمني والمعيشي وانتشار الفساد وعدم إصغاء حكومة دمشق لمطالب الأهالي وتمسكها بالعقلية الشوفينية، بالإضافة لمحاولتها إخماد نيران الحراك من خلال التخويف والترهيب والملاحقة والفصل من العمل.
وما ميز هذه الانتفاضة هو المشاركة الفعالة والملفتة للنساء فيها ومطالباتهن بالحرية والمساواة وضمان حقوقهن ومشاركتهن في جميع نواحي الحياة، وحول ذلك قالت الإدارية بمكتب المرأة في حزب الاتحاد الديمقراطي بمدينة الحسكة بإقليم شمال وشرق سوريا عزيزة حسو "منذ ثمانية أشهر وبشكل يومي المظاهرات مستمرة في المدينة التي تتميز بخصوصيتها الثقافية والدينية، واندلاع الحراك الشعبي فيها بعد 13 عشرة عاماً من الأزمة السورية ما هو إلا نتيجة تردي الوضع السياسي والاقتصادي، وانتشار الفساد وعدم تلبية مطالب الأهالي".
وأكدت بأنها ليست المرة الأولى التي ينتفض فيها الأهالي "السويداء معروفة بانتفاضتها بوجه الظلم والاستبداد، لقد وقف الأهالي بوجه الفرنسيين وكل من حاول تقسيم البلاد، واليوم مع تجدد الانتفاضة فيها يطالب الأهالي بالتغيير ووضع حد لما يتعرض له أبناء المنطقة من تهميش اقتصادي وسياسي"، مشيرةً إلى أن ما يميز هذه الانتفاضة التي تنصب بثبات في الساحات كل يوم المشاركة الملفتة للنساء فيها "مطالبات بالحرية وتحقيق العدالة والديمقراطية".
وأشارت عزيزة حسو أنه من أبرز نتائج اندلاع الانتفاضة الشعبية في السويداء كثرة التدخلات الخارجية في شؤون البلاد "رفعت الأهالي العديد من الشعارات على رأسها تلك التي تعبر عن امتعاضهم للتدخلات الخارجية والمطالبة بدعم مشروع الأمة الديمقراطية في شمال وشرق سوريا وتشكيل حكومة وطنية، وكما رفعت النساء شعار "Jin jiyaz azadî المرأة حياة حرية" وهو دليل واضح على نجاح مشروع الإدارة الذاتية، وتأثرهن بنساء شمال وشرق سوريا وما حققنهن من إنجازات ومكتسبات على كافة الأصعدة وأصبحن مثالاً يحتذى به ليس فقط على مستوى سوريا بل العالم أجمع".
وأكدت أن تقرير مصير والحياة كريمة من حقوق شعوب المنطقة "إن مشروع الأمة الديمقراطية ليس مشروع انفصالي كما يتم تداوله بل أنه مشروع مبني على مبدأ أخوة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، ونؤيد جميع الانتفاضات والشعوب الحرة التي تطالب بذلك، لذا ندعم الحراك الشعبي في السويداء حتى تحقيق مطالبهم بنظام ديمقراطي لا مركزي، ومشروعنا ناجح كونه مبني على حرية المرأة والمساواة والديمقراطية بالرغم من كل ما تتعرض له المنطقة من هجمات مستمرة وممنهجة من عدة دول وأطراف داخلية وخارجية على عكس المناطق التي احتلتها الدولة التركية والخاضعة لسيطرة حكومة دمشق التي تجردت من الأمان والاستقرار والديمقراطية والمساواة".
وترى أن تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية الحل الأفضل للأزمة السورية "من أفضل نتائج الثورة السورية التي بدأت عام 2011 هو مشروع الإدارة الذاتية الذي شاركت في صياغته وتطبيقه كافة المكونات والطوائف، وأن ما تعانيه السويداء ماهي إلا نتيجة مطالبة الأهالي بوضع حد للضغوطات المستمرة وعدم الاستجابة لمطالبهم بعد مرور 13 عام على الثورة السورية وازدياد الوضع تعقيداً وتأزماً، وأن عدم استجابة الحكومة للمطالب الاهالي ساهم في إطالة الأزمة سورية وزاد من معاناة شعوب المنطقة".
وفي ختام حديثها حثت عزيزة حسو نساء السويداء بالتصعيد من وتيرة نضالهن لضمان حقوهن "عليهن تنظيم أنفسهن وأن تناضلن من أجل الحصول على كافة حقوقهن التي حرمن منها، وأن تتمتعن بالقوة والإرادة من أجل بناء سوريا حرة وديمقراطية لا مركزية".