'يجب على النساء أن تناضلن من أجل حقوقهن'
شددت بانو حلبجائي على ضرورة توعية المجتمع للحد من العنف الممارس ضد النساء والفتيات في إقليم كردستان.
شيرين صالح
السليمانية ـ تسببت هيمنة الذهنية الذكورية والجهل وغياب سيادة القانون ضد حالات الزواج القسري للنساء والفتيات في إقليم كردستان، في زيادة العنف يوماً بعد يوم.
"حقوق المرأة منتهكة"
حول اضطهاد النساء وعدم إشراكهن في مجالات الحياة، قالت عضو منظمة المرأة الحرة الكردستانية بانو حلبجائي إن المرأة منذ الأزل تعاني من الذهنية الذكورية التي تضطهد النساء وتمنعهن من المشاركة في كافة مجالات الحياة خاصةً العسكرية، وتحصر دورهن في الأعمال المنزلية وتربية الأبناء، فإذا طالبت المرأة بالحرية، سينظر إليها المجتمع في إقليم كردستان بشكل مختلف وسينتهك حقوقها.
وأشارت إلى أن المجتمع يعتقد أن المرأة يجب أن تبقى في المنزل، والرجل يعمل في الخارج، لكن في يومنا الراهن أصبحت المرأة واعية بحقوقها وتناضل ضد كافة أشكال العنف والقمع الذي يمارس عليها، لذلك يتم قتلها فقط لرفضها الذهنية الذكورية التي تشرع قتل النساء تحت ذرائع عديدة منها "الشرف".
"المصالحة العشائرية تزيد من قتل النساء"
وأوضحت بانو حلبجائي أن الصلح العشائري رفع من معدل جرائم القتل، فعندما تقتل المرأة تحل القضية من خلال الصلح العشائري مما أدى إلى إباحة قتل النساء، لذلك فإن المصالحة العشائرية لا تحل المشاكل بل تعمقها، من ناحية أخرى، لا تدافع العائلات نفسها عن النساء عندما تتعرضن للعنف من قبل أزواجهن، لذلك فإن "النساء هن أول الضحايا، وللتخلص من هذه الظواهر علينا أن نرفع من وتيرة نضالنا وندافع عن حقوق المرأة معاً، ونمنع خطاب الكراهية ضدها".
وأضافت "في مجتمعنا عندما يُقتل شخص ما، فإن الصلح العشائري يضحي بالمرأة ويزوجها لعائلة المجني عليه لحل المشكلة والثأر. إذا كانت المرأة مضطهدة فلن يتقدم المجتمع لأنها هي من خلقت الحياة، لذلك يجب أن نحصل على حقوقنا التي حُرمنا منها بنضالنا لأنه لا توجد دولة قانون في إقليم كردستان ضد الانتهاكات التي ترتكب بحق المرأة".
"على المنظمات النسائية توعية المجتمع"
وشددت بانو حلبجائي على ضرورة أن تلعب المنظمات النسائية دورها في نشر الوعي، خاصةً في المناطق النائية التي لا تزال تشهد ظاهرة الزواج القسري بشكل كبير، ويجب أن تعقد النساء الندوات في الأماكن العامة لتتعرف المرأة على حقوقها.
ولفتت إلى أنه "منذ عام 1857، ناضلت النساء من أجل حقوقهن وحرياتهن، وفي عام 1907 خرجن في مظاهرات للتنديد بالانتهاكات التي ترتكب ضدهن، ويعتبر نضالهن هو الإرث الذي ترك لنا. وأصبح الثامن من آذار رمزاً للمرأة في جميع أنحاء العالم".
وفي ختام حديثها قالت بانو حلبجائي "آمل أن يكون لدينا كنساء وجميع المنظمات الرسالة ذاتها لنشر الوعي بهوية المرأة حتى نتمكن من تكريس حقوقنا في الدستور كيلا يستطيع أحد أن ينتهك حقوقنا".