وجود المرأة في القضاء خطوة هامة نحو تحقيق العدالة
"مشاركة المرأة المحدودة في السلطة القضائية في الدول العربية تؤخر تطور المجتمعات"، انطلاقاً من هذه الحقيقة عملت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا على إدماج النساء في السلك القضائي
ريم محمد
الرقة ـ اتخذت البلدان العربية في السنوات الأخيرة وللمرة الأولى تدابير بناءة للتصدي للحواجز التي تعترض وصول المرأة للسلطة القضائية وتقدمها فيها، لكن هذه الجهود تبقى دون المأمول في ظل تطبيق ضعيف على أرض الواقع.
في شمال وشرق سوريا تم العمل على إشراك النساء في كافة المجالات ومنها القضاء، فوجود قاضيات في المحاكم يعد أساساً للعمل كونهن أكثر وعياً لدور القضاء في حماية النساء من العنف ومختلف القضايا المتعلقة بالمرأة.
حول دور المرأة في القضاء قالت خديجة بدوي وهي حقوقية من مدينة الرقة، أنه "ليس هناك شيء يسمى حكر على الرجل طالما هناك عقل موجود عند المرأة والرجل يحمل نفس الأجهزة العصبية". مشيرةً إلى أن دراستها للحقوق ساعدتها على معرفة تاريخ القانون السوري، فقوانين الأحوال الشخصية مستمدة من قانون العائلة العثماني، إضافةً لبنود مستمدة من قانون الأحوال الشخصية المصري "درست الحقوق لـ ٤ سنوات فتعرفت على الثغرات القانونية في القانون السوري".
المجال الحقوقي مخيف
عن التحديات التي واجهتها قالت "عندما تلعب المرأة دورها وتثبت مكانتها وقدراتها يكون هناك دائماً من ينتظر سقوطها حيث يتوجب عليها أن تقنع المجتمع أنها في الطريق الصحيح وأنها قادرة على إنجاز هذا العمل، بعكس الرجل فهو غير معني بإثبات شيء".
وأشارت إلى أن "أقربائي رفضوا دراستي للحقوق وقالوا إن علي الدراسة في معهد لسنتين فقط أو جامعات ذات تخصصات مريحة كالآدب والفنون جراء خوفهم من هذا العمل فالمحاماة والقضاء مهنة متشعبة فيها اختلاط مع الناس ومشاكلهم من جرائم قتل واحتيال ونصب وغيرها".
فتح المجال أمام المرأة
وبينت خديجة بدوي أنه "بعد الظروف التي مرت بها المنطقة باتت المرأة تعرف ما لها وما عليها والمجتمع أيضاً بات واعياً بفضل جهود النساء فعندما تكون المرأة واعية وعلى قدر من التفكير فسوف تغير فكر المجتمع وتكون ناجحة بجميع المجالات".
وأضافت "السنوات التي سيطر فيها داعش على مناطقنا كانت سنوات مظلمة فقد عمل على محو شخصية المرأة بشكل كامل، أما اليوم وصلت لمكانة مرموقة لم تستطع النساء في العديد من البلدان الوصول إليها، فقد عمل مشروع الإدارة الذاتية على إعطاء النساء حقوقهن، وإشراكهن في جميع المجالات كما شاركن في الإدارة من خلال نظام الرئاسة المشتركة".
وأكدت أن "المرأة لديها نظرة استراتيجية بعيدة وذلك نتيجة عملها بشكل تراكمي على مر العصور في تنظيم أسرتها وقدرتها على أداء مهامها".
50 بالمئة نساء في المجالس التشريعية
وأكدت خديجة البدوي أن المرأة اندمجت بالمجالس التشريعية في شمال وشرق سوريا بنسبة 50% "المجالس التشريعية هي من يصنع القرار وذلك فوجود النساء وبهذه النسبة مهم جداً"، مشيرةً إلى أنه "نحن مقبلين على عقد اجتماعي جديد للمنطقة فمشاركة المرأة في صياغة هذا العقد قوية وفعالة".
وبينت أن العقد الاجتماعي شمل الحلول المناسبة لجميع التحديات التي تواجه المرأة "العقد الاجتماعي الذي صيغ بأيدي النساء سيكون مساند وداعم للمرأة في المرحلة القادمة". موضحةً أن دور المنظمات النسوية كبير في هذا المجال "عملت المنظمات النسوية على نشر الوعي حول حقوق المرأة".
المشاركة في القضاء قوة للمرأة
وترى خديجة بدوي أن "الدول المستعمرة تستهدف الشباب والمرأة لأنهم نقطة حساسة بالنسبة لأي دولة، فعندما يتم تهميش دور المرأة ينتهي أي كيان سياسي مستقل أو بلد، وعندما تكون المرأة ضعيفة ستنشئ جيل ضعيف".
وأضافت "العمل في القضاء هو بمثابة القوة للمرأة لفهم جميع أمور الحياة السياسية والاقتصادية والمجتمعية".
واختتمت خديجة البدوي حديثها بالقول إنه على جميع النساء في مناطق شمال وشرق سوريا وخاصة المرأة العربية أن تصبحن قدوة لجميع نساء العالم "على المرأة ألا تقول لا أستطيع، وأن تؤكد قدرتها على فعل كل شيء وألا تترك جميع المجالات للرجال لكيلا تصبح مهمشة".