وفاء العشيبي: نسعى لنيل حقوقنا كتخصص طبي مستقل

"نسعى للحصول على مسمى وظيفي مستقل يحفظ حقوقنا، ويرتقي بتخصصنا فمهنتنا ليست طبية مساعدة تتلقى وتنفذ الأوامر من الأطباء، وإنما نحن مهنة طبية مستقلة تتخذ القرار وتطبقه"، هكذا قالت رئيس نقابة الفيزياء الطبية وفاء علي حسين العشيبي في مستهل اللقاء معها حول فكرة تأسيسها النقابة والانطلاق في العمل بها

ابتسام اغفير
بنغازي ـ .
وفاء العشيبي التي تخرجت من شعبة الفيزياء الطبية قسم الفيزياء كلية العلوم جامعة بنغازي، تقول إنها تفضل استخدام صفة الفيزيائية الطبية عوضاً عن دكتورة أو فنية، وأنها تسعى من خلال النقابة جاهدة إلى الحصول على الوصف الوظيفي الخاص بالفيزياء الطبية.
وعن فكرة تأسيسها للنقابة تشير إلى أنها "فكرت في البداية بتأسيس جمعية خاصة بالفيزيائية الطبية، ولكن رأيت أن عمل هذه الجمعية سيقتصر على التعريف بالتخصص، وجمع المعلومات وتوثيقها، ولا يمكن من خلالها نزع حقوقنا أو المطالبة بها، وليس لها تأثير على الحكومة والوزارات". 
 
اجتماع الفزيائيات الطبيات
وتضيف وفاء العشيبي أنها كانت ضمن الحاضرين في مؤتمر حول النقابات والتعريف بها ومدى قوتها في التأثير على الحكومة، فرسخت فكرة التأسيس في رأسها، واجتمعت مع الفيزيائيات الطبيات واقترحت عليهن فكرة تأسيس النقابة، "ساعدتنا رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال ليبيا نرمين الشريف بخروج النقابة إلى أرض الواقع، فقد تم تأسيس النقابة واعتمادها من مجلس النواب وباشرت أعمالها في شباط/فبراير عام 2021". 
وتتابع "النقابة هي على مستوى ليبيا فيوجد بها الفيزيائيين/ت من طرابلس ومصراتة وصبراتة وعدد كبير من المدن الليبية، ولكن العدد الأكبر هو من نصيب النساء".
وعن تقبل المحيطين فكرة تأسيس النقابة خاصة أن امرأة تتولى رئاستها تقول "بالتأكيد مازال تقبل العمل كون الرئيس امرأة ضعيف بحكم أن الرجال هم من لديهم المعارف "الواسطة" في إنهاء الإجراءات المختلفة، كما أن الجهات العاملة في الدولة تميل للتعامل مع الرجل وتفضله على المرأة، وعلى الرغم من ذلك نحن لا زلنا نتحدى هذه الصعاب ولن نتوقف عن ذلك حتى نحقق كل ما نريد".
 
"تم تصنفينا كفنيين"
وعن سبب سعيها الدؤوب من خلال النقابة إلى الحصول على مسمى وظيفي خاص بهم يتمثل في تخصص الفيزياء الطبية تقول "على الرغم من أن العالم ككل يعترف بوجود تخصص ومسمى وظيفي مستقل هو الفيزياء الطبية إلا أننا في ليبيا يتم تصنيفنا تحت مسمى فني، وأثناء التدرج الوظيفي سيكون هناك فني أول وفني ثاني وفني ثالث وكبير الفنيين، فلا يعقل أن يكون فيزيائي طبي يعمل بدرجة الدكتوراه في تخصصه ويتم تصنيفه تحت مسمى كبير الفنيين، غياب المسمى الوظيفي دفع كل من يحمل درجة الدكتوراه في هذا التخصص إلى التوجه إلى الجامعة التي توفر له المسمى الوظيفي الرفيع والمردود المادي الممتاز، لذلك نحن نطالب بتغيير هذا التصنيف حتى نكسب مثل هذه الخبرات للعمل في المستشفيات فيكون التصنيف أخصائي واستشاري".
 
"دور الفيزيائي الطبي كبير جداً خصوصاً في العلاج الإشعاعي"
وتضيف وفاء العشيبي عن دور الفيزيائي الطبي في المستشفيات "إن دور الفيزيائي الطبي كبير جداً خصوصاً في العلاج الإشعاعي والطب النووي، إذ أن هناك أربعة تخصصات تشمله وهي فيزياء تشخيصية، والطب النووي، والعلاج بالإشعاع، وفيزياء صحية أو الحماية من الإشعاع، وحين الحديث عن وظيفة العلاج الاشعاعي كنموذج نجد أنه هو من يحدد الجرعة التي تدخل إلى جسم المريض، فلكل منطقة من مناطق الجسم جرعة محددة من أجل ألا تصل للمنطقة السليمة، وبذلك هو يقوم بعمليات حسابية وفيزيائية بحيث يحدد حجم هذه الجرعة".
وتقول عن دور النقابة في سعيها للحصول على تحديد التخصص "بدأنا في المراسلات مع الجهات المختصة، فعلى الرغم من أن وزارة الصحة تعترف بهذا التخصص، إلا أن الموضوع ليس بيدها وحدها فهناك وزارة العمل، والحكومة، ولجنة الصحة بمجلس النواب، لأن الموضوع لا يحتاج إلى مسمى وظيفي جديد يمكن تغييره بقرار لأنه غير موجود أساساً، بل نحتاج إلى خلق هذا التخصص والاعتراف به من قبل هذه الجهات الأربعة".
 
"النقابة المظلة الشرعية لنا"
وتضيف عن محاولة الاستفادة من الاحتفال باليوم العالمي للفيزياء الطبية الذي يصادف السابع من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام "بالرغم من أنه يتم الاحتفال به كل عام وتطرح ورقات ونقاشات حول التوصيف الوظيفي الخاص بالفيزياء الطبية، إلا أنها دون جدوى، ونأمل هذا العام أن يحدث فرقاً لأن النقابة ستكون موجودة به وستسعى بكل قوة للحصول على هذا التوصيف، لأنها هي المظلة الشرعية التي تضم كل الفيزيائيين الطبيين على مستوى ليبيا".
وعن علاقة النقابة بمؤسسة الطاقة الذرية في ليبيا تقول "إن الفيزيائي الطبي أكثر الأمكنة التي يتواجد بها هي مؤسسة الطاقة الذرية والمستشفيات، أو مراكز الصحة، ويتمثل دوره في مؤسسة الطاقة الذرية في الرقابة على الأماكن الصحية التي يوجد بها أشعة بمعنى المسح الإشعاعي في أماكن الأشعة سواء أكانت تشخيصية أو علاجية، واعتماد الأجهزة الاشعاعية، ولا يتم اعتماد الفيزيائي الطبي إلا عن طريق مؤسسة الطاقة الذرية ويتم منحه ترخيص، كما تؤهله كمتدرب دولي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وعن سؤالنا كيف تتعامل النقابة مع الذين يتعرضون للإشعاعات في المستشفيات وما هو دورهم في ذلك؟ تجيب "نحن دورنا هنا توعوي، أي نقوم بالتوعية بخطورة هذه الاشعاعات، فمن المفترض أن يكون لدينا قانون أمن دولي للحماية من الأشعة، ولكن أقسام الأشعة تحديداً الأشعة التشخيصية كثير منها لا يعتمد إجراءات السلامة، مثلاً معظم الأحيان إبقاء باب غرفة الأشعة مفتوحاً، وعدم ترصيص الغرف بشكل جيد من قبل الشركات وهذا كله يحتاج إلى رقابة ووجود الفيزيائي الطبي، وبما أننا غير مصنفين، دورنا ليس قوي على الرغم من أن صلاحية عملنا تصل إلى إغلاق بعض الأماكن إذا كان هناك تسرب اشعاعي تجاوز الحد المطلوب، فعملنا يتمحور حول الحفاظ على صحة العاملين والمرضى وعموم الناس، فكلاً له جرعة محددة مسموح للتعرض بها سنوياً، يكمن دورنا في الحماية وليس الرقابة كما يظن البعض ففي دول العالم الأخرى الطبيب والفني يقول إذا لم يوجد من يحميني من الاشعة لن أعمل".
وأسفت وفاء العشيبي لحالة الممرضات الثلاث اللواتي أنجبن أجنة مشوهة، بسبب تعرضهن للإشعاع خلال فترة عملهن في قسم الأشعة بإحدى المستشفيات، وذلك لعدم وجود فيزيائي طبي يراقب وضعهن ونسب تعرضهن للإشعاع، وتتابع "لذلك نحن نسعى إلى تحديد توصيفنا الوظيفي حتى نستطيع حماية الجميع من خطر الأشعة في المستشفيات، حتى وإن قام الفيزيائيين الطبيين بدورهم فأنهم يتعرضون للظلم من ناحية التوصيف ومن ناحية المردود المادي لعملهم".
وتتوجه الأستاذة وفاء العشيبي في ختام اللقاء بالشكر لوكالتنا وكالة أنباء المرأة، وتدعو النساء كافة للمكافحة والمواجهة وتخطي العقبات وعدم الاستسلام. 
 
"عملنا كمثلث متكامل"
من جانبها تؤكد الدكتورة بمستشفى الأورام ببنغازي صالحة العبدلي على أهمية عمل الفيزيائي الطبي قائلة "نحن هنا نعمل كمثلث متكامل دور الطبيب والفيزيائي والفني، ونحن عملنا هنا كعلاج اشعاعي يعتمد اعتماد كبير على الفيزياء الطبية، فبعد تشخيصنا حالة المريض نقوم بتحويله إلى قسم الفيزياء الطبية ليقوم بحساب كمية العلاج الإشعاعي وذلك بحسب طبيعة الورم وكيفية حماية المناطق الحساسة التي تحيط به، نرجو من وزارة الصحة أن تقوم بدعم الفيزيائيين وتصنيفهم".