تونس... تراجع كبير في حقوق المرأة خلال الأعوام الأخيرة

شددت الناشطة فاطمة بشاو عبد النبي على أن تراجع حقوق المرأة التونسية خلال الأعوام الأخيرة سيكون له تداعيات خطيرة على الأسرة والمجتمع وهو ما يستوجب تمكينها اقتصادياً حتى تستعيد مكانتها.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ أكدت الناشطة فاطمة بشاو عبد النبي أن المرأة التونسية عانت خلال الأعوام الأخيرة من تراجع حقوقها على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

أوضحت الناشطة فاطمة بشاو عبد النبي أن تراجع حقوق المرأة التونسية على المستوى السياسي برز في ضعف نسبة تمثيليتها بالبرلمان الجديد، وضعف مشاركتها في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وتراجع دورها في مواقع صنع القرار.

وأما على المستوى الاجتماعي، أكدت أن ظاهرة العنف الممارس ضد المرأة ازدادت في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، بينما على المستوى الاقتصادي تعاني المرأة من الفقر والافتقار إلى مصدر دخل يساعدها في سد احتياجاتها الأساسية واحتياجات أسرتها.

وذكرت أنها كناشطة سواء بمنظمة "أمن الجوار" أو باتحاد المرأة، لاحظت أن هناك نسبة كبيرة من النساء لا تعرفن حقوقهن، وما يوفر لها القانون التونسي، فتجدها امرأة مطلقة في منزل أهلها ولا تحصل على النفقة ولا حق الحضانة، وفي بعض الأحيان تكون ضحية أخطاء طبية أثناء الولادة.

وأشارت فاطمة بشاو عبد النبي إلى أنهم كجمعية يسعون بالتعاون مع الهياكل المعنية إلى تحسين أوضاع النساء ليس من خلال تقديم المساعدات المادية والعينية لهن، بل من خلال تدريبهن في المجالات الموجودة في محيطهن "تعمل الجمعية على تدريب النساء في مهارات مختلفة منها الخياطة والتطريز اليدوي، وتساعدهن في الحصول على قرض لإنشاء مشروع صغير مع متابعتهن والتدخل عند تعرضهن إلى الصعوبات".

وذكرت أنه يتم تدريب صاحبات الشهادات العليا أيضاً اللواتي لم تحصلن على فرصة عمل بعد تخرجهن من الجامعات، وهذه الشريحة من الفتيات قادرة على مساعدتنا في استقطاب مجموعات جديدة من النساء.

إن الشريحة النسائية الأكثر هشاشة هي التي تقطن في الأحياء الشعبية واللواتي انقطعن عن التعليم مبكراً، فعندما تتقدم للدراسة والتدريب يكون لهن شغف كبير نابع من شعورهن بالحرمان، مضيفةً "في الآونة الأخيرة لاحظنا وجود فئة من المتسربين من المدارس وأعمارهم لا تتجاوز الـ 12 عاماً"، على حد قولها.

وعلى المستوى السياسي، بينت أنه "فضلاً عن توعية المرأة بالحقوق والواجبات، نعمل على توعيتها بأهمية المشاركة في الشأن العام وعدم العزوف عن الانتخابات وحسن اختيار من يمثلها في المجالس المنتخبة من خلال دورات تدريبية، ونشجعها للحصول على حقوقها السياسة والتواجد في مواقع صنع القرار".

وفي ختام حديثها لفتت فاطمة بشاو عبد النبي إلى أن المرأة تعمل بجد لكن البعض عازفات عن المشاركة السياسية وتقلد مواقع صنع القرار في بعض الأحيان لأنهن لسن قادرات على العمل بأريحية ولكن المرأة التي تناضل من أجل حقوقها وتتحلى بثقة كبيرة في نفسها لا تزال تواصل العمل بنفس الوتيرة.