"تعنفهاش" حملة إلكترونية لمناهضة العنف ضد المرأة
في سبيل توعية النساء حول حقوقهن وأدوارهن في المجتمع الفلسطيني ما تزال الحملات ضمن فعاليات الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة مستمرة
رفيف اسليم
غزة ـ .
نفذ فريق الجنوب الاجتماعي بالشراكة مع جمعية المرأة والطفل "وفاق" ومنتدى المنظمات الأهلية الفلسطينية ضمن تحالفات "ائتلاف أمان" و"فضاء" بالضفة الغربية وقطاع غزة حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم "تعنفهاش".
قالت حنين جودة مسؤولة فريق الجنوب الاجتماعي المكون من 20 شخص أنه تم التعاون مع جمعية المرأة والطفل "وفاق" للعمل على تفعيل الحملة "تعنفهاش" على مواقع التواصل الاجتماعي وقد سعى الفريق خلال عدة أيام لتفعيل الوسم ووصوله إلى أكبر عدد من المستخدمين عبر تدعيمه بعدد من الطرق منها الصور والفيديوهات والنصوص المكتوبة وحتى بعض التصميمات التي استهدفت النساء المعنفات.
وبحسب حنين جودة فإن الفريق قد اشتمل على مصممين وصانعي محتوى ومؤثرين ومصورين وإعلاميين ليصبحوا مجموعة متخصصة وقادرة على إدارة حملات الضغط والمناصرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لافتةً أنه تم تسليط الضوء على القضايا الهامة والحساسة في المجتمع نظراً لأهمية دور مواقع التواصل الاجتماعي في إبراز بعض القضايا بجانب الحملات الميدانية التي تنفذها المؤسسات.
وتلفت حنين جودة أن الحملة اتخذت من اللون البرتقالي أساساً لها أسوة بالحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة وقد ركزت خلال عملها على تعزيز فكرة مناصرة حقوق النساء والفتيات وتسليط الضوء على قضايا المعنفات منهن وحجم الاضطهاد الذي يتعرضن له سواء داخل الأسرة أو المجتمع ككل، مشيرةً أن مناهضة العنف يجب أن تبدأ من الداخل لذلك عنيت الحملة بتعزيز الروابط الأسرية من خلال نشر عدة فيديوهات توعوية توضح ذلك.
وركزت الحملة حسب حديث حنين جودة على إبراز الأسباب التي تتعرض النساء على إثرها للعنف في المجتمع وتحديد نسبتهن من خلال الرسوم التوضيحية التي تم نشرها عبر صفحات المراكز النسوية والحسابات الشخصية لرواد تلك المواقع، لافتةً أنها خلال العمل ركزت على تعريف المعنفات بالمراكز المعنية بحمايتهن وتقديم الخدمات لهن مع إرفاق تلك الأسماء بقائمة توضح رقم التواصل المجاني مع مزودي الخدمات في المجتمع الفلسطيني.
وقد بدأت الحملة وفق ما أشارت حنين جودة في نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر مع وجود خطة عمل للوصول إلى النساء المعنفات وتوعية المجتمع بأهمية الالتفات لقضاياهن بالرغم من جميع المشكلات التي يعانين منها وغزة المحاصرة منذ سنوات، مضيفةً أن الحملة شملت جميع أطياف المجتمع أهمها الفئات الأقل قدرة في الدفاع عن نفسها مثل الأطفال وكبار السن الذين يشكلون نسبة كبيرة من أفراد الأسرة.
وتلفت حنين جودة أن "فايروس كورونا ساهم في ارتفاع نسبة المعنفات بقطاع غزة إضافة للعدوان الإسرائيلي والعوامل الأخرى لذلك كان الحد من ظاهرة التعنيف في المجتمع الفلسطيني أبرز الأهداف التي سعى الفريق لتصديرها عبر الوسم والصور والفيديوهات"، مبينةً أن "تفعيل قانون حماية الأسرة جزء أساسي من الحملة لمعاقبة مرتكبي جرائم العنف وليكون القانون رادع لأي شخص يمارس العنف النفسي أو الجسدي على أفراد أسرته.
وتضيف أن الحملة قد وصلت لعدد كبير من النساء المعنفات اللواتي تواصلن مع مزودي الخدمات وتلقين الدعم المناسب لهن خاصة في ظل الحشد الإعلامي الكبير الذي ساعدها وفريقها على النجاح خاصة من خلال مشاركة الوسم والصور من قبل إعلاميات ومؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الحديث معهن لتفعيل الرسالة ضمن أدوراهن في خدمة المجتمع وتلك النساء.
وسعت حنين جودة خلال حملتها أن تكون قاعدة بيانات من المصادر الأساسية فجمعت الاحصائيات من وزارة الصحة والمؤسسات النسوية المختصة بمتابعة المعنفات ومن ثم توجهت للتواصل مع أكبر عدد من تلك النساء وتوعيتهن بحقوقهن التي يجب عليهن المطالبة بها دون خوف، مؤكدةً أن الحملة حققت أرقام جيدة فوصلت لـ 2 مليون مشاهد خلال يوم واحد عبر منصة توتير عدا عن المنصات الأخرى.