شمال وشرق سوريا تجربة متميزة في المؤتمر النسائي الثاني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

في 30 و31 تموز/يوليو الماضي انطلق المؤتمر النسائي الثاني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العاصمة اللبنانية بيروت، بعنوان "بالوحدة النسائية سنحقق الثورة الديمقراطية"؛ بهدف إلقاء الضوء على الأحداث التي مرت بها المنطقة خلال آخر 8 سنوات بعد المؤتمر الأول الذي عقد في مدينة آمد/ديار بكر بشمال كردستان عام 2013

سيلفا الإبراهيم
منبج ـ .  
وكان لوفد شمال وشرق سوريا مشاركة مميزة كون نضال المرأة فيه تجربة طبقت على أرض الواقع. كما تطرق الوفد لحياة النساء في ظل سيطرة داعش، وكذلك دور المرأة في ثورة روج آفا ومكتسباتها.   
وشارك وفد من ثمانية أشخاص من شمال وشرق سوريا في المؤتمر، وضم شخصيات بارزة في التنظيمات النسوية والأحزاب السياسية.
وكالتنا التقت مع العضو في حزب سوريا المستقبل هند داغستاني إحدى المشاركات في المؤتمر التي اعتبرت انعقاد المؤتمر انجاز عظيم في الوقت الذي تتعرض فيه دول الشرق الأوسط لظروف صعبة.
وأكدت هند داغستاني على أن حضور النساء من بلدان مختلفة شكل انجازاً مهماً وهو ما أضاف للمؤتمر، حيث تنوعت المشاركات من مختلف بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، "على عكس المؤتمر الأول الذي عقد في مدينة آمد عام 2013 تميز هذا المؤتمر بالتنوع".
وحول أهم النقاشات قالت هند داغستاني أنها تركزت على تحليل الوضع الراهن، والعنف ضد المرأة، ودعم النساء والمشاريع التي يقمنَّ بها، والعنف الممارس ضد المرأة "في جميع الأزمات تعرضت المرأة للخطف والتشريد والقتل والتهجير وكانت الضحية الكبرى في جميع النزاعات". 
وعرضت الوفود المشاركة تجارب النساء النضالية "بالنسبة لتجربة شمال وشرق سوريا فقد كانت مميزة ونالت إعجاب الجميع؛ لأنها التجربة الوحيدة المطبقة على أرض الواقع، فأغلب الوفود تحدثت عن تاريخ النضال النسوي في بلدانها، ومشاريعها المستقبلية".
وشددت هند داغستاني على أن نساء شمال وشرق سوريا حققنَّ الكثير من الإنجازات رغم أنهنَّ لم يصلنَّ للمستوى المخطط له "خلال المؤتمر طالبنا بالاعتراف بالإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، للحفاظ على مكتسبات المرأة".
وكون المؤتمر تزامن مع المجزرة التي تعرض لها أهالي شنكال في الثالث من آب/أغسطس 2014، قالت "تحدثنا عما تعرضت الإيزيديات عندما هاجم مرتزقة داعش قضاء شنكال، وطالبنا بالاعتراف بهذه المجزرة"، وأضافت "تأثرت الحاضرات بما تم استعراضه من معاناة".  
وحول مخرجات المؤتمر قالت هند داغستاني "كان أهمها الإعلان عن بناء تحالف نسائي إقليمي على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يهدف إلى تبني رؤية نسائية استراتيجية شاملة، أساسها المرجعية الكونية لحقوق الإنسان، ويهدف إلى بناء مجتمع قائم على الحرية والديمقراطية والمساواة الفعلية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية". 
وأضافت "يعمل التحالف على تكاتف الجهود من أجل التصدي لجميع أشكال الاحتلال وإبادة النساء، وتداعياتها على المرأة كالاتجار بالبشر، والتهجير القسري، والتغيير الديموغرافي، والاغتيالات السياسية، وتفشي الأمية، والفقر، والبطالة، والتهميش والإقصاء".
وأكملت "سيتم تشكيل لجنة نسائية إقليمية تشمل ممثلات على المستوى الوطني، معنية بتحديد الرؤية والأهداف واستراتيجية العمل، وبصياغة خريطة الطريق، وذلك خلال سقف زمني أقصاه ستة أشهر، وتتبنى هذه اللجنة تنفيذ توصيات المؤتمر". 
وفي ختام حديثها أكدت العضو في حزب سوريا المستقبل هند داغستاني على أن المؤتمر النسائي الثاني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيكون انطلاقة جديدة لنساء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إذا ما تم العمل على مخرجات المؤتمر وتطبيقها على أرض الواقع.
وكان المؤتمر قد نظم من قبل "التجمع الديمقراطي اللبناني ورابطة جين النسائية واتحاد لجان المرأة الفلسطينية -دولة فلسطين ورابطة المرأة العراقية ومؤتمر ستار ومجلس المرأة السورية، والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وحركة المرأة الحرة TJA من تركيا. 
والجدير ذكره أن التحضيرات لهذا المؤتمر استغرق عام ونصف من قبل اللجنة التحضيرية التي ضمت نساء من كافة بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومن شمال وشرق سوريا.