شابة مغربية تناضل من أجل حقوق النساء ومناهضة التمييز
تناضل آسية مازوزي من أجل حقوق النساء وتحقيق المساواة بين الجنسين في المغرب، وتسعى لأن تكون هناك مجموعة من الشباب والشابات ذات كفاءة عالية للمشاركة في القيادة وصنع القرار، للمساهمة في التغيير.
حنان حارت
المغرب ـ بينت الناشطة آسية مازوزي إنه في جميع مراحل حياتها عانت وعايشت التمييز والظلم الذي تتعرض له النساء والفتيات في مجتمعها، لافتة إلى أن ذلك ولد لديها رغبة في كسر القيود، ودعم النساء والمساهمة في تغيير الصور النمطية.
آسية مازوزي شابة مغربية، وهي منسقة مشاريع جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، بدأت عملها كمناصرة لحقوق النساء قبل خمس سنوات. وعن دوافع ولوجها للعمل الحقوقي ومناصرة حقوق النساء والمساواة المبنية على النوع الاجتماعي قالت "ما جعلني أنخرط في العمل الجمعوي والحقوقي هو أولاً إيماني بالقضية النسائية والرغبة في تحقيق المساواة بين الجنسين، أما العامل الثاني فراجع لكوني أنا الفتاة الوحيدة في أسرة تتكون من ثلاثة إخوة، ودائماً كانت تتجسد لي الذهنية الذكورية في جميع مراحل حياتي سواء داخل المنزل أو المؤسسة التعليمية وحتى في الشارع".
وأضافت "كان هناك تمييز تتعرض له النساء والفتيات، كما أنه في مجتمعاتنا اتخاذ القرارات دائماً يعود للرجل، وحتى عند رغبتي في ولوج سوق العمل كنت ألاحظ التمييز بين الرجل والمرأة في بيئة العمل، كل ذلك حفزني بطريقة أو بأخرى، لكسر القيود التمييزية، من أجل دعم النساء والمساهمة في التغيير، فبدأت بالبحث عن جمعية نسائية تناهض العنف ضد المرأة وتناضل من أجل تحقيق العدالة، فكانت انطلاقتي في جمعية التحدي للمساواة والمواطنة عام 2020".
وعن تفاعل الأشخاص من حولها مع مسألة دفاعها عن حقوق النساء، أوضحت أن "هناك أشخاص مقربون من أفراد العائلة كوالدي وبعض من صديقاتي وأصدقائي يناصرون عملي في المجال الحقوقي النسوي ويشجعونني على المضي في هذا الطريق من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية".
وبينت أنه "في مقابل ذلك هناك أشخاص يرون أنه لدي أفكار لا تتوافق مع المجتمع، وأنني منحازة للنساء"، لافتة إلى أن دورها كمناصرة لحقوق النساء هو التأثير على تلك العقليات إيجابياً "ندافع عن الحقوق التي يجب أن يستفيد منها الرجل والمرأة على حد سواء، فأي مجتمع لا يمكن أن يتطور دون مشاركة فعالة للنساء".
وعن كيفية تفعيل دور الفئة الشابة لإشراكها في صنع القرار، أكدت آسية مازوزي أن الجمعية لها مشروع استراتيجي، ألا وهو إشراك الشباب والشابات في العمل الجمعوي والحقوقي، وأيضاً في المجال السياسي، من خلال تنظيمهم لبعض الحملات التوعوية والورشات التدريبية، أو إشراكهم في المجال الترافعي الذي ترسمه الجمعية.
وأشارت إلى أن الفئة الشابة لها دور أساسي في عملية التغيير "كوني شابة وأناضل من أجل الحقوق والمساواة للنساء، سأسعى لأن يكون هناك مجموعة من الشباب والشابات ذوي كفاءة عالية للمشاركة في القيادة وصنع القرار".
وقالت آسية مازوزي إن الفئة الشابة لديها آمال وتطلعات وأفكار وطاقة للمساهمة في التغيير فهي تستحق فرص تشكيل مستقبلها، مشددة على ضرورة مشاركة تلك الفئة في الحياة العامة، لأنها جزء لا يتجزأ من المجتمع "كشابات وشباب يجب أن نأخذ مساحة كي نكشف عن قدراتنا، من أجل المشاركة في التغيير الذي نطمحه إليه جمعياً".
ودعت آسية مازوزي الجمعيات النسائية التي لازالت تعمل بشكل كلاسيكي، إلى تغيير عملها ومواكبة التطورات التكنولوجية، والاستفادة من الطاقات الشابة التي هي اليوم أكثر حضوراً في الوسائط الرقمية وعلى دراية بها.
وعن رسالتها للنساء والشابات، اللواتي لم تستطعن كسر حاجز الصمت وتعشن التمييز والعنف، قالت إنه بالرغم من أن هناك تقدم في مسألة البوح بالعنف الممارس ضد المغربيات، لكن ما زال هناك عجز لدى فئة أخرى، وذلك إما لظروف اجتماعية أو اقتصادية، والتي تقف حاجزاً أمامهن وتمنعهن من البوح والتبليغ "عليكن التشجع وكسر حاجز الخوف والصمت، فمن حقكن التمتع بجميع الحقوق، ولا أحد له السلطة والحق على ممارسة العنف عليكن".