"سفيرات التوعية" مبادرة تسعى لتعزيز المشاركة السياسية للمرأة
تدعو سفيرات التوعية بالانتخابات الليبية النساء إلى التخلي عن حالة العزوف والاستسلام للانقسامات والخروج من أزمة المرحلة الانتقالية، وممارسة حقهن في اختيار من يمثلهن في الانتخابات المزمع إجراءها منتصف الشهر الجاري.
منى توكا
ليبيا ـ في ظل التحديات التي تواجهها المرأة في المجتمع الليبي، خاصة في مجال المشاركة السياسية، تبرز وحدة دعم المرأة وسفيرات التوعية كمؤسسة ذات دور محوري في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في العملية الانتخابية.
سفيرات التوعية مبادرة تسعى إلى تعزيز الوعي السياسي بين الليبيات في مختلف المناطق، وتحفيزهن على المشاركة في الانتخابات، كما تساهم في بناء مجتمع أكثر تفاعلاً ووعياً، هذا ما أكدت عليه زينب مصباح الاحيرش، موظفة بوحدة دعم المرأة بمكتب الإدارة الانتخابية في مدينة سبها.
وحول أهمية هذه المبادرة وكيفية تأثيرها على مجتمع الجنوب الليبي قالت إن وحدة دعم المرأة تم إنشاؤها في السنوات الماضية في المفوضية العليا للانتخابات، وأصبح لها دور كبير في تعزيز المشاركة النسوية داخل المناطق المختلفة، وكانت الوحدة قد بدأت في طرابلس وبنغازي، وحالياً هناك فرع يشرف على جميع المناطق الانتخابية، مضيفةً أن الوحدة قامت بإطلاق سفيرات التوعية، والهدف منها تعزيز المشاركة النسوية في العملية السياسية، سواء من خلال الانتخابات كناخبة أو مرشحة، أو كعضو في العملية السياسية بشكل عام، ومن خلال هؤلاء السفيرات يتم تحفيز النساء وتنمية الوعي الثقافي والسياسي داخل المجتمع.
وأضافت "تم تدريب السفيرات في سبها بشكل مكثف، حيث تم اختيار مجموعة من الجيل الأول من السفيرات عبر استبيانات للنساء الراغبات في المشاركة، تم تدريبهن على كافة مراحل الانتخابات من بداية الإعلان عنها حتى يوم الاقتراع، وبذلك يكون لديهن القدرة على نشر الوعي الانتخابي، وللسفيرات في سبها دور كبير في زيادة نسبة مشاركة النساء في الانتخابات التي جرت سابقاً، ونأمل أن يكون لهن دور أكبر وأكثر فعالية في الانتخابات القادمة".
وعن دور السفيرات في الانتخابات قالت زينب مصباح الاحيرش "تلعبن دوراً مهماً في توعية النساء عن طريق توزيع المنشورات، والمحاضرات التوعوية، إلى جانب مشاركتهن في مراكز الانتخابات، رغم التحديات التي تواجهنها، على سبيل المثال واجهن تحديات تتعلق ببعد المناطق عن بعضها وانعدام المواصلات، وانخفاض وعي المرأة بهذا الشؤون والتعرض للعنف إلا أننا سعينا للتقليل من هذه التحديات لزيادة إقبال المرأة على الانتخابات، وسفيرات التوعية سابقاً كان عددهن قليل بسبب قلة وعي المجتمع حول دور السفيرة التي تمثل المفوضية، لكن حالياً مع الإصرار والعزيمة والتوعية بات هناك قبول للمشاركة كسفيرات".
وحول سبب اختيار النساء للعمل كسفيرات توعية بالانتخابات أشارت إلى أنه "من الضروري كسر عزوف النساء عن المشاركة السياسية بين النساء، لا يمكننا أن ننتظر حتى يأتي الرجل ليقرر عن النساء، يجب أن تصل التوعية الانتخابية إلى كل بيت وكل تجمع وأي مكان يمكن أن تكون فيه المرأة، ودور السفيرات هنا مهم فنحن نعمل على توزيعهن في جميع المناطق لتوصيل رسالة التوعية بفعالية، ومع تزايد التدريب والتفاعل مع النساء نلاحظ تقدماً ملحوظاً في تفكيرهن حول المشاركة السياسية، فالمرأة عندما تكون سفيرة تستطيع إيصال صوتها لغيرها فالمرأة تقبل المرأة فالمستوى العقلي والثقافي متقارب بشكل كبير".
وأضافت "لقد مررنا بمراحل متعددة، من التوعية في الجامعات إلى تدريب النساء على كيفية التسجيل في الانتخابات وكيفية استلام بطاقة الاقتراع، كل هذه الجهود تهدف إلى زيادة وعي المرأة بأهمية مشاركتها السياسية ودورها الفاعل في العملية الانتخابية، ومن خلال هذه التدريبات والمعلومات المنتشرة، نشهد تحسناً في رغبة النساء في التفاعل والمشاركة".
وعن تجارب السفيرات في دول أخرى "فكرة سفيرات التوعية طريقة للوصل إلى المرأة وتوعيتها، وهناك تجارب سابقة لنساء قد لم تكن سفيرات إلا أنهن كن تشجعن غيرهن للإقدام على الانتخاب، لذلك فكرنا بتدريب مجموعة من النساء للعمل كسفيرات، كان يجب أن يكون هناك سفيرات تمثلن غيرهن من النساء، والسفيرات متطوعات نمنحهن الأدوات اللازمة، وحبهن للعمل التطوعي وأن تصبح بلدهن في أعلى مستوى أبرز دوافعهن".
واختمت زينب مصباح الاحيرش حديثها بالقول "رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها المرأة، مثل العادات والتقاليد والمجتمع القبلي، إلا أنني متفائلة بأنها قادرة على اتخاذ قرارات سياسية بدون تأثير خارجي، وفي المستقبل، أتمنى أن نرى قوائم انتخابية لنساء قادرات ومؤهلات للمشاركة بفعالية لبناء المجتمع، دون أي تشوهات أو تسلط من جهات معينة وأن المشاركة السياسية للمرأة هي حق لها، وستستمر جهودنا في توعية المجتمع وتوفير الأمان والفرص المتساوية للجميع".